أصدر نادي الطائف الأدبي طبعة جديدة من «فهرس المخطوطات بمكتبة عبدالله بن عباس بالطائف» للدكتور عثمان الصيني، وقدّم الفهرس وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، مشيداً بالجهد الذي بذله المؤلف في حفظ التراث في مكتبة عبدالله بن عباس، التي تعد من المكتبات العريقة منذ أنشأها رشدي الشرواني. وقال خوجة: «إن الفهرس يقدم مفتاحاً قيماً للولوج إلى نوادر مكتبة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما من مخطوطات، ويضع بين أيدي العلماء والباحثين وطلاب العلم كشافاً بهذه المخطوطات، التي تم تصنيفها وفق القواعد المعروفة لتصنيف المخطوطات». وتطرق الدكتور عثمان الصيني في مقدمته إلى بداية اهتمامه بتأليف الفهرس، عندما نقلت المكتبة إلى الدور العلوي من مسجد السيد الهادي في وسط السوق المركزي بالطائف، بسبب هدم مسجد ابن عباس وإنشائه في الستينات الميلادية، إذ كان يتردد على المكتبة بحكم وقوع دكان والده قبالة مسجد الهادي، ويطّلع على بعض المخطوطات والنوادر من الكتب والصحف فيها، ثم انقطعت صلته بها بعد أن عادت الكتب لمكتبة جامع ابن عباس في مبناه الجديد، وحدث أن زارها بعد طول عهد للحصول على مصورة لأحد زملائه في الكلية، وكان مما هاله الفرق الذي وجده إبان بقائها في مسجد الهادي ووضعها الحالي، فهناك كتب ونوادر مفقودة ومخطوطات تالفة. ويقول الصيني: «فكرت أن أول وسيلة لحفظ محتوياتها من الضياع هي فهرستها، وبدأت متطوعاً بفهرسة المخطوطات، وبعد الحصول على الإذن من الجهات المعنية بدأت العمل على الفهرسة وترميم التالف، بالتعاون مع المدير العام لمركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الدكتور زيد عبدالمحسن الحسين، الذي جهز عربة متنقلة لترميم المخطوطات، وحاولت الاستفادة من خدمات متحف سمثونيان في واشنطن، ولكن لم تكتب لهذه المحاولة النجاح». مشيراً إلى أنه بعد اكتماله طبع الفهرس ووزع في معهد المخطوطات العربية في الكويت، ووزع في جميع الأنحاء: «ثم بعد غزو الكويت نهبت محتويات المعهد من كتب ومخطوطات، والنسخ نفدت، وطلبها مني الكثير من المهتمين وطلاب العلم، وأنا لا أملك منها نسخة واحدة، حتى أشار علي رئيس مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي الثقافي عطاالله الجعيد أن يعيد طباعتها».