أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة أنَّ لكل أمة ذاكرتها الثقافية والحضارية التي اختزنتها عبر قرون طويلة وانتقلت عبر الأجيال في تراثٍ شفاهي ومكتوب . وقال الوزير خوجة : لقد حفظت المخطوطات التي حفلت بها خزائن الكتب قدراً صالحاً من هذا التراث بعد أن عدت عوادي الزمن على جزء كبير منها ، إن بقصد كما حدث في كارثة سقوط بغداد ، حاضرة الخلافة العباسية آن ذاك ، أو بغير قصد بسبب سوء التخزين والإهمال ، فتلف كثير منها وفقدت من الكتب أمهات ومصادر وطائفة غير يسيرة من نتاج فكر وعقول علماء الأمة العربية والإسلامية ، وحفظت خزائن الكتب المنتشرة على امتداد العالم العربي ، وفي بعض مكتبات العالم ، التراث العربي والإسلامي ، سواء ما كان منها ملحقاً بالمساجد أو القصور ، أو ما كان مستقلاً بذاته ، أو في مكتبات العلماء وطلاب العلم الخاصة . وجاء حديث الدكتور خوجه في تقديمه لكتاب فهرس المخطوطات بمكتبة عبد الله بن عباس بالطائف لمؤلفه الدكتور عثمان محمود الصيني ، الصادر عن نادي الطائف الأدبي الثقافي ، والذي يقع في 494 صفحة من القطع المتوسط و به ملحق للمخطوطات غير العربية وفهرس للكتب وفهرس المؤلفين وفهرس للمحتويات بحسب العلوم ، وتتميز هذه الطبعة إضافة إلى مقدمتي المؤلف وتصدير الدكتور محيي الدين صابر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتقديم الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام ، حيث وصف الوزير خوجة الفهرس بأنه يقدم مفتاحاً قيماً للولوج إلى نوادر مكتبة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من مخطوطات وتضع بين يدي العلماء والباحثين وطلاب العلم كشافاً بهذه المخطوطات التي تم تصنيفها وفق القواعد المعروفة لتصنيف المخطوطات سائلا الله أن ينفع به ويجعله من باب نشر العلم . وأشاد الوزير خوجة بالجهد الذي بذله مؤلف الكتاب الدكتور عثمان الصيني في حفظ هذا التراث من خلال فهرس المخطوطات بمكتبة عبد الله بن عباس التي تعد من المكتبات العريقة منذ أن أنشأها رشدي الشرواني ، إضافة إلى مكتبة الحرم المكي ومكتبة مكةالمكرمة ومكتبة عارف حكمت ومكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة وغيرها من المكتبات في مختلف مناطق المملكة . فيما تحدث الدكتور عثمان الصيني في مقدمته عن قصة تأليفه لكتابه هذا حيث قال: تبدأ هذه القصة عندما نقلت المكتبة الى الدور العلوي من مسجد السيد الهادي بوسط السوق المركزي بالطائف بسبب هدم مسجد ابن عباس وإنشائه في الستينات الميلادية ، حيث كان يتردد على المكتبة بحكم وقوع دكان والده قبالة مسجد الهادي حيث اطلع على بعض المخطوطات والنوادر من الكتب والصحف فيها ثم انقطعت صلته بها بعد أن عادت الكتب لمكتبة جامع ابن عباس في مبناه الجديد ثم زارها بعد طول عهد للحصول على مصورة لأحد زملائه في الكلية وكان مما هاله الفرق الذي وجده إبان بقائها في مسجد الهادي ووضعها الحالي فهناك كتب ونوادر مفقودة، ومخطوطات تالفة ومخطوطات سرى عليها سيل فأتلفها ومسح الحبر عنها أو التصقت أوراقها ببعض فلا يمكن تصفحها ، يقول الصيني : ففكرت أن أول وسيلة لحفظ محتوياتها من الضياع هي فهرستها ، وبدأت متطوعا ً بفهرسة المخطوطات وبعد الحصول على الإذن من الجهات المعنية بدأت بالعمل على الفهرسة وترميم التالف بالتعاون مع الأخ الدكتور زيد عبد المحسن الحسين مدير عام مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الذي جهز عربة متنقلة لترميم المخطوطات،وحاولت الاستفادة من خدمات متحف ( سمثونيان بواشنطن ) ولكن لم تكتب لهذه المحاولة النجاح ، وبعد اكتماله طبع الفهرس ووزع في معهد المخطوطات العربية بالكويت ووزع في جميع الأنحاء ثم بعد غزو الكويت نهبت محتويات المعهد من كتب ومخطوطات ونفدت النسخ ، وطلبها مني الكثير من المهتمين وطلاب العلم وأنا لا أملك منها نسخة واحدة حتى أشار إلي الأخ عطا الله الجعيد رئيس مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي الثقافي أن يعيد طباعتها .