نخلت الصحافة الاتحادية المعروفة البيت الاتحادي، وحولت أروقته إلى ألوان شاحبة، ونجحت في إبعاد حسن خليفة وحمزة إدريس، ثم المدير الفني السيد ديمتري، وقريباً اللاعبين الأجانب، وبقي أمامها مهمة واحدة سوف تتفرغ لها بعد مغادرة الثنائي الأجنبي عبدالملك زيايه وفهد العنزي، المتبقي أمام هذا الإعلام إسقاط مجلس الإدارة وبالعربي الفصيح بقي أمامهم رئيس النادي محمد بن داخل الجهني. يعلمون أو لا يعلمون بتغييب اللاعبين عن المدرب طوال فترة التحضير، ويعلمون أو لا يعلمون أن الإرهاق بلغ باللاعبين مداه وهم يركضون بدون توقف على مدى عدة أعوام متتالية مع المنتخب الأول ومع الاتحاد في الاستحقاقات المحلية والخارجية، وهذا شيء فوق طاقة بشر. ويعلم نفس الإعلام أن الشرفيين التزموا الصمت وأن الخزانة تحت خط الفقر، وبدون المال لا يستطيع أي فريق الصمود أمام الالتزامات المالية الكبيرة. كل ما سبق في كفة وعبث محمد نور بالفريق في كفة، وهذه الأصوات الإعلامية العمياء لا تلتفت له، فلم يشاهدون نور يلعب خارج الاستحقاقات الرسمية مع الأصدقاء، ولم يفهمون إصراره على تسديد ركلات الجزاء، بطريقة لا تخلو من العنجهية والكبرياء، ولا يستطيعون تذكير نور بأنه سبب ضياع بطولة آسيا قبل عامين وسبب الخروج هذا العام، وسبب إبعاد جوزيه وأبو شروان، وسبب ضياع الطاسة في الفريق الكروي. قتل هذا الإعلام الاتحاد ومشى في جنازته، وهذا ليس جديداً فقد تفرغ كبيرهم لنفس الدور طوال رئاسته تحرير الصحيفة الرياضية المتخصصة ونجح في إبعاد الاتحاد عن كل البطولات وعندما غيبته الظروف، استقر النادي وبدأ يحقق البطولات، والآن يكرر نفس الدور ويسعى لهدم الاتحاد وعدم منحه فرصة البناء والاستقرار، هذه جناية بحق الاتحاد وتاريخ رجاله، الذين يخشون هذا الإعلام ففضلوا الصمت. الاتحاد يتجه للحقبة المظلمة التي أدخلته في غيبوبة عن المشهد الرياضي أكثر من عشرين عاماً بدعم لوجستي استفاد منه كبير الحاقدين على الاتحاد، وتكرر المشهد بنفس الأدوات وبنفس الطريقة وهذه شواهد عصر، والله يمهل ولا يهمل. غياب الاتحاد ومن قبله النصر، لن يغيب كرة القدم السعودية عن المشهد العربي والقاري فحسب، بل سيغيب الجمهور، وستظهر المقاعد خالية والبطولات بدون طعم ولا نكهة، وسيأتي هذا التّغييب المتعمد على الأخضر واليابس، وستكون المقاعد للأندية الآسيوية مقعداً واحداً بالكثير، لأن عميد الأندية السعودية والخليجية يقرأون عليه الفاتحة. [email protected] twitter | @1964Saleh