سمعنا عن أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير وعن اشكال وألوان الأنفلونزا القديمة والجديدة، ولكن هل سمعتم عن «أنفلونزا الاتحاد»؟ نعم، الذي أصاب الاتحاد بعد تحقيقه لبطولة الدوري السعودي وبعد وصوله لنهائيات دوري المحترفين الآسيوي، هو فيروس أنفلونزا الخلافات التي تعصف بالنادي والتي أهدرت الوقت على تجهيز الجمعية العمومية، وأشغلت رجال العميد عن تجهيز الفريق للموسم المقبل. أشعل اللاعب محمد نور فتيل الخلاف في أروقة نادي الاتحاد، ثم توارى خلف الفتنة يتفرج عليها كشاهد عصر على أوضاع الاتحاد الذي انتشرت في قنواته فيروسات الخلافات ببركة اللاعب الداهية محمد نور الذي فجر الخلاف عنوة بعد حصوله على حقوقه المالية. نور كان نموذجاً وقدوة للاعبين في معسكر أبها، واستمر على سلوكه القويم طوال الموسم، حتى أتت الفرحة في نهاية الموسم، فظهر نور ليشوه هذه الفرحة الاتحادية، وكأنه حن لمشاغباته ومناوراته في السنوات السابقة عندما كان يتصدر مع حسين عبدالغني قائمة الممقوتين رياضياً لكثرة خروجهما عن النص وكثرة شطحاتهما ونطحاتهما. نور قدم موسماً مثالياً وحقق مع فريقه البطولة الكبرى، وأبقى على حظوظ فريقه لنيل بطولة دوري المحترفين الآسيوي، ومن ثم الظهور في مونديال كأس العالم للأندية، وكان نور قريباً من قلوب الاتحاديين وفي محطات الحسم، وفجأة خذل أنصار النادي بالتغيب طوال فترة التحضير للمباراة النهائية لكأس الأبطال أمام الشباب، وتعامل معه المدير الفني السيد كالديرون باحترافية مهنية عندما ركنه على الدكة، لأن من الظلم مشاركته في ظل غيابه وانتظام زملائه اللاعبين، ومع هذا تشدق نور بعد المباراة بكلام لا يصدر عن لاعب محترف ضد مدربه واستمر نور في شطحاته ونطحاته ليقصم ظهر علاقته بالاتحاديين من خلال تصريحه الفج بعد مباراة فريقه أمام الشباب المؤهلة لدوري المحترفين، وهدد بمغادرة النادي، وكان رد الفعل عكس توقعات اللاعب المدلل اذ انتقده جمهور الاتحاد، وباركوا مغادرته كما طالبه رئيس هيئة أعضاء الشرف بإحضار العقود التي يدعي تلقيها، عندها صمت نور واكتشف الحقيقة المرة، وهي ان أي نجم لا يمكن أن تكون قيمته أكبر من النادي الذي قدمه للساحة، واكتشف ان أنصار النادي لن يراهنوا على لاعب مشاغب يكتب على سطر ويترك سطراً. الجفاء الذي وجده نور من أنصار ورجال وإعلام الاتحاد جعله يعود لرشده ويتثبت من أمره، ويعترف ضمنياً إن من العيب خروج أي لاعب على مدربه ومن الصعب هضم غرور لاعب على حساب رموز النادي، وان أمامه فرصة الصمت وخدمة النادي أو الخروج منه من دون رجعة كما فعل رفيق دربه حسين عبدالغني. الفيروس الذي نشره نور في أروقة الاتحاد أفسد الأجواء، وخسر الاتحاد بسببه رئيس هيئة أعضاء الشرف، وكاد يلحق به البلوي، ومن حسن الحظ استمرار كالديرون، لأن نور بفيروس الخنازير يريد أن يكون كل شيء والبقية من بعده. [email protected]