من يتابع وضع لاعبي الاتحاد وهم يتجهون لحفلات التوديع والاعتزال، يعتقد أنهم تحرروا من الاستحقاقات المحلية والخارجية وأن وقتهم مفتوح على مصراعيه ولا تنتظر منهم الجماهير شيئاً. قائد الفريق، محمد نور ذهب للسودان للمشاركة في مناسبة تكريمية وعاد محملاً بالدروع التذكارية والتعب وإجهاد السفر، فكان على مقاعد البدلاء طوال لقاء فريقه الدوري أمام الرائد، ومن حسن حظ نور أن الفريق فاز وبالتالي لن تنفلت أعصاب جماهير النادي وستمرر له هذه الرحلة السياحية على مضض. اللاعب سعود كريري العائد من إصابة قاد المتجهين للساحل الشرقي لتوديع غازي عسيري بعد أن طواه النسيان، وهذا ليس محور الجدل بل كيف يسافر كريري ومن معه والفريق الكروي أمام روزنامة صعبة وشاقة؟ كيف يبعثر اللاعبون أوقاتهم هنا وهناك وهم يعلمون أن آذار (مارس) الجاري مفصلي ومهم للغاية؟ فهم على بوابة الاستحقاق الخارجي للقاء الفريق الأوزبكي خارج أرضه في رحلة شاقة للغاية، وسيعود الفريق ليضع حداً لطموحاته في الدوري المحلي من عدمه بلقاء الهلال الحاسم في الرياض، أي أن الفريق يحتاج لأجواء تحضيرية وتهيئة نفسية وبدنية وتركيز عالٍ من اللاعبين كافة. في الاتحاد «حاجة غلط» منذ فترة طويلة، وقد يكون الخلل إداري أكثر منه فني، ولا نستطيع وضع النقاط على الحروف بدقة تامة لبعد المسافة ومحدودية التواصل، ولكن الآلية العملية تؤكد أن هناك خللاً يهدر الجهود كافة ويبعثر كل الأوراق. الاتحاد بدأ موسمه بتنظيم عالي الجودة، ومعسكر تحضيري مثالي في البرتغال اتسم بالدقة والعدالة بين اللاعبين كافة، وعاد الفريق ليحقق سبعة انتصارات متتالية جعلته يتربع على كرسي الصدارة بجدارة واستحقاق، ثم انتقل الفريق إلى مرحلة انعدام الوزن وبدأ رحلة الضياع والتعادلات التي وسعت الفارق بينه وبين المتصدر الفريق الهلالي وأسهمت في إضعاف فرصه للفوز ببطولة الدوري. لا يمكن تحديد الخلل، فهناك من يؤكد أن عودة نور هدمت كل الترتيبات التي تمت خلال الصيف وخلال الجولات السبع الأولى من الدوري، وهناك من يحمل حمد الصنيع مسؤولية الضياع ومن يتهم الرئيس ابراهيم علوان بضعف أدواته القيادية، والمهم التركيز على المرحلة المقبلة فالاستحقاقات المحلية والخارجية قد تعيد للفريق وهجه وقد ترمي به للمجهول، ولن يستفيد الاتحاد من البكاء على اللبن المسكوب، ويجب على نور وكريري ضبط النفس وتقديم عصارة خبرتهما لمصلحة الفريق من دون الالتفات للمباريات التكريمية التي اتت في غير وقتها. [email protected]