عندما يتفق متخصصون على أن منطقة ما تتميز بجغرافية وطبيعة سياحية جميلة وغريبة على مستوى العالم، وأن هذه المنطقة لم تخدم بشكل المناسب سياحياً، فإنهم بالتأكيد سيطالبون الهيئة العامة للسياحة بتطويرها، وهذا ما فعله وفد الجمعية الجغرافية السعودية الموجود في منطقة جازان، وعبر تقويمه لوادي لجب ليظهر بالشكل الحضري وللحد من مخاطره. وأوضحت الاختصاصية الجغرافية الدكتورة نورة العجلان من جامعة الأميرة نورة أنها لم تتوقع أن تكون هناك مقومات سياحية طبيعية بهذا القدر من العظمة التي أنشأها الخالق، وأنها لم تكن تعلم أن منطقة جازان تمتلك كل هذه التكوينات الصخرية العجيبة والرائعة، مشيرة إلى أن وادي لجب يحتاج إلى جسر معلق حتى يستمتع السياح بهذه الظاهرة التكوينية التي قل أن توجد في المملكة أو حتى في العالم، وأنه إذا وضع الجسر المعلق فعلاوة على كونه يوفر الاستمتاع للسياح فهو سيقوم بحمايتهم من تدفق السيول أثناء جريانها لضيق الشق فيه. من جانبهما، ذكر الاختصاصيان الدكتور إبراهيم الأحيدب وخالد الهتلان أن التكوينات الصخرية في الوادي تتنوع من موقع لآخر، وأن جزءاً من واجهة الوادي تشكل من الطين بهيئة صلبة بعد اختلاطه بالطين، ما شكل تجاويف وأشكال رائعة تشد الزائر إلى مشاهدتها، مشيرين إلى أن المواطن هو رجل السياحة الأول للحفاظ وتطوير السياحة المحلية في منطقته. وذكر الأستاذ المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد داودي أنه لأول مرة يشاهد في السعودية مثل هذا الشق العظيم، وأن هذا الصدع هو منظومة للصدع الأفريقي العظيم، وهو مرتبط بصدع البحر الأحمر الذي حصل انفصال أفريقيا عن آسيا بسببه، لافتاً إلى أن منطقة وادي لجب هي منطقة قديمة جيولوجياً، ومنطقة انكسارية، وتشكل صخور عدة ما يوضح أن المنطقة انتابتها عوامل مسؤولة عن تشكلات البنية البركانية والمتحولة والرسوبية، من خلال عمل المياه والعوامل الخارجية والتعرية. من جانبها، أشارت البروفيسورة عواطف الشريف الحارث من كلية الآداب والعلوم الانسانية - قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية في جامعة الملك عبدالعزيز إلى أنها ذهلت من المقومات السياحية في منطقة جازان، وقالت: «في نظري هي من أجمل مناطق المملكة، ولكن تنقصها بعض الخدمات السياحية، فهي تختزل كمية كبيرة جداً وتنوع حيوي هائل»، مطالبة الهيئة العامة للسياحة لتقديم أفضل الخدمات خاصة لوادي لجب والتي اعتبرتها المميزة على مستوى المملكة. وأضافت أن الوادي يعتبر مجالاً خصباً لرياضة التسلق على الجبال، وأن الإعلام السياحي قصر في عدم إخراج تقارير سياحية تبرز سياحة المنطقة على مستوى العالم الغربي، فالتسويق الإعلامي على وجهة نظرها منعدم، مشيرة إلى نيتها لعمل دراسة عن أثر العوامل البيئية في تنمية النباتات العطرية في وادي شهدان بمحافظة صبيا، وأنها ستقوم بإجراء كل دراساتها لمنطقة جازان.