يشهد وادي لجب بمحافظة الريث هذه الأيام كغيره من المواقع السياحية بمنطقة جازان إقبالًا متزايدًا من قوافل الزوار من داخل المنطقة وخارجها التي من المتوقع أن تصل ذروتها مع انطلاق فعاليات مهرجان جازان الشتوي الرابع برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان يوم الأربعاء بعد المقبل بمقر القرية التراثية في مدينة جيزان. ويعد وادي لجب واحدًا من أهم المواقع السياحية وأبرزها بمنطقة جازان وواجهة سياحية يقصدها السياح والزوار سنويا وهو عبارة عن صدع وانكسار في الجزء الشرقي من جبل القهر «زهوان» التابع لمحافظة الريث التي تقع على بعد نحو 150 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة جيزان. ويرجع تاريخ ذلك الصدع «لجب» لعصر حدوث الانكسار الإفريقي حيث ظهرت جبال ناهضة ذات صخور شديدة الصلابة تختلف عما جاورها من الجبال، من حيث التركيب الصخري واللون وهو ما يلحظه الزائر للوادي. الفرق واضح بين الجبال المطلة على وادي لجب من حيث كبر حجم صخورها واتساعها ونعومة ملمسها وقلة الأشجار بها مما يضفي نوعا من التميز على الجبل وتفردا واضحا من حيث الشكل بين الجبال المجاورة إليها ويجعلها محط نظر الزائر ومحل إعجابه. ويمتد وادي لجب على شكل أخدود أو صدع انكساري في الطرف الشرقي من جبل «القهر» بطول يصل لنحو «11» كيلو مترا تقريبا متجها من الشمال إلى الجنوب ليتقابل هذا الصدع بعد ثلاثة كيلومترات بصدع آخر يمتد لمسافة «2» كيلو متر. ويبدو الوادي للزائر عند دخوله من مدخله الوحيد الذي يقع في الطرف الجنوبي من الوادي كأنه أمام بوابة عظيمة لقصر غاية في الجمال وقد انتصبت على يمين ويسار المدخل أشجار فارعة في الطول وغاية في الجمال والظل الوارف وكأن تلك الأشجار تقف منذ مئات السنين تحرس تلك البوابة وتستقبل زوار الوادي. وما إن تضع أولى خطواتك بالوادي حتى تجد نفسك مجبرا على النظر إلى السماء أملا في أن ترى قمتي الوادي وحوافه المنكسرة على طول المجرى الذي يبدأ عند مدخل الوادي ضيقا لا يتجاوز عرضه «4» أمتار فقط ليأخذ بعد ذلك في الاتساع تدريجيا كلما اتجهت إلى داخل الوادي. ومما يزيد الوادي جمالا ما يتوافر به من عيون وينابيع وجداول وشلالات دائمة الجريان يمتزج صوت خرير مياهها مع أصوات العصافير والطيور المغردة في بطن الوادي ووسط أشجاره ليبادلها الوادي رجع الصدى عندما تطلق أصواتها بين جنباته الصخرية الشاهقة في الارتفاع. ويمكن للزائر أن يستقل سيارته داخل الوادي مسافة «2» كيلو متر تقريبا من المدخل بعدها يضطر للمشي على الأقدام لوعورة الطريق وسط الصخور والمياه التي تجري على مدار الساعة وأحواض السباحة الطبيعية ذات المياه المتجددة التي توفر المكان المناسب للسباحة للكثير من مرتادي الوادي. ومما يضفي على المكان متعة وجمالا؛ حدائق الوادي المعلقة التي انتصبت على جانبي الوادي بكثافة وفي مناظر أشبه ما تكون بالخيال فيمكنك أن ترى أشجار النخيل وهي شامخات على ارتفاعات قد تصل إلى أكثر من 30 مترا تقريبا وسط أشجار معمرة تشبثت بالحياة فراحت تمد جذورها من منتصف حافتي الوادي تقريبا لتصل إلى مجرى المياه في الأسفل لتخلق منظرا قمة في الجمال والروعة قلما يتكرر وجوده إلا في وادي لجب, كما أن الشمس لا تزور الوادي غير سويعات قليلة عندما تصل منتصف السماء وتتعامد أشعتها على الأرض لتخترق ذلك الصدع «وادي لجب». ولم تعد شهرة الوادي على مستوى منطقة جازان أو المناطق المجاورة أو مناطق المملكة فحسب بل تجاوزتها لتصل إلى أكثر من ذلك حتى أصبح الوادي يشهد زيارات متكررة من قبل السائحين من داخل المملكة وخارجها خاصة من الأجانب المقيمين بالمملكة من مختلف الجنسيات.