رئيس مؤسسة النفط الليبية ل«الحياة»: ملتزمون العقود الموقعة قبل الثورة

أعلن رئيس «المؤسسة الوطنية للنفط الليبية» نوري برويين، في حديث إلى «الحياة» عبر اتصال هاتفي من طرابلس، أن «إنتاج ليبيا النفطي بلغ 700 ألف برميل يومياً»، متوقعاً أن «يصل إلى مليون برميل في اليوم خلال شهرين، على أن يعود إلى مستواه قبل الثورة 1.6 مليون برميل في اليوم في الربع الأخير من العام المقبل».
وأوضح الرئيس الجديد للشركة الليبية، وهو خبير في مجال المكامن والإنتاج والاستكشاف النفطي ويحظى باحترام في أوساط الصناعة النفطية العربية والغربية، أن ليبيا تركز على الإسراع في استعادة قدرتها الإنتاجية»، لافتاً إلى «عودة عدد كاف من العاملين في قطاع الإنتاج النفطي إلى العمل في الحقول لتشغيلها».
وعن أوضاع المنشآت النفطية بعد الثورة، أكد برويين، أن «وضعها عموماً لا بأس به، على رغم تعرضها للقصف»، مشيراً إلى «خسائر لحقت بحقل مسلا، لكن الفريق العامل تمكن من تشغيله، وهو ينتج حالياً كميات قريبة من قدرته الكاملة على رغم العطل، إذ تتجاوز قدرته الإنتاجية مئة ألف برميل يومياً وينتج حالياً 70 ألفاً».
قياس الصادرات
ولفت برويين إلى «ميناء السدرة حيث تقع محطة العدادات التي قُصفت وهي تقيس مستوى التصدير، لكن سنعمل ببدائل بحيث نشغل الميناء قريباً». ولم يغفل «تضرر خزانات في بعض الموانئ، إلا أننا نملك قدرة تخزين فائضة». وأعلن أن في السدرة «تعرّضت ثلاثة خزانات لأضرار واثنان في بريغا وراس لانوف»، مؤكداً أن ذلك «لا يؤثر على العمليات على رغم الترميم التي يستغرق وقتاً طويلاً». وأشار إلى أن في السدرة «تضررت ثلاثة خزانات من أصل 19 أي لا يزال يعمل 16 خزاناً في شكل جيد». وأوضح أن الأضرار «لحقت بالقطع البسيطة اللوجيستية مثل السيارات والإقامات وسيُعوض ذلك العام المقبل، فضلاً عن كل ما فُقد من قطع غيار ومواد». لذا يمكن القول إنه «وضع أكثر من 95 في المئة من المعدات الخاصة بالإنتاج جيد».
وإذا كانت ليبيا ستراجع العقود التي تربطها بالشركات العالمية، أكد برويين، «الاستمرار في المشاريع التي دخلنا فيها والتزمناها»، مشدداً على «احترام كل العقود، لكن سنراجع تلك التي تتطلّب ذلك»، مستبعداً «مراجعة كل العقود في المرحلة الانتقالية». وأعلن أن صادرات الغاز إلى إيطاليا عبر خط الغاز الليبي إليها «متواصلة وهي في مستوى 500 مليون متر مكعب يومياً». وعمّن سيمثّل ليبيا في المؤتمر الوزاري ل «أوبك» في فيينا، لفت إلى «حضور وزير النفط في حال تشكلت الحكومة الجديدة»، ورأى أن «لا شيء يمنع حضوري مع الوزير».
وعن اكبر المشاركين في عمليات الإنتاج في ليبيا، قال إنها «شركات «الخليج» و «الواحة» و «المشاركة للغاز» (مليتا)»، مشيراً إلى أن «ربسول» تنتج حالياً 200 ألف برميل في اليوم وحقل «توتال» البحري «مرزوق» ينتج بطاقته الكاملة. في حين يرتبط الحقل البري «مبروك» بمنظومة ميناء سدرة المتوقف، ونأمل باستئناف تشغيله سريعاً».
عقود
إلى ذلك، أفادت وكالة «رويترز» بأن مسؤولاً في المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، أكد أن «المجلس الوطني الانتقالي سيبلغ الفائزين بعقود النفط الخام الليبية لعام 2012 خلال أسبوعين». ويُتوقع أن يجتمع مسؤولون كبار هذا الأسبوع مع نحو 50 شركة نفطية وتجارية تأمل بالفوز بعقود.
وطلب المدير العام لتسويق النفط أحمد شوقي، من الزبائن «إرسال متطلباتهم وسنمنح المخصصات للشركات التي تفي بمعاييرنا خلال عشرة أيام أو أسبوعين». وأعلن توجيه «الدعوة إلى الشركات الفائزة للمجيء إلى طرابلس في كانون الأول (ديسمبر) المقبل لتوقيع العقود». ويذكر أن ليبيا طرحت هذا الشهر مناقصات لشراء مشتقات نفطية لعام 2012.
ولفت شوقي، الذي ترك المؤسسة الوطنية للنفط في 2007 بعد 12 سنة عمل فيها، إثر تعيين شكري غانم رئيساً لمجلس إدارتها، إلى أنه سيجتمع مع مسؤولين في المؤسسة «يعتزمون الاجتماع مع مسؤولين من 48 شركة نفطية هذا الأسبوع». وأوضح أن «مستويات الأسعار ستكون تنافسية»، مؤكداً «العمل بإخلاص، مثل الذين قاتلوا في الحرب، للحصول على أعلى سعر لنفطنا الخام». وأعلن أن المؤسسة الوطنية للنفط «ستدرس قدرة الشركات النفطية على التسديد في شكل منتظم، مع تزايد إحجام المؤسسات المالية عن الإقراض وسط مخاوف متنامية في شأن أزمة الديون الأوروبية».
وأشار إلى «وضع سياسة لا يعود معها ممكناً لإدارة التسويق في المؤسسة، قبول الهدايا الشخصية من شركات النفط التي تتطلع إلى التقرب من الإدارة»، كاشفاً عن «رفض عدد من الهدايا من تجار خلال اجتماعات اليومين الماضيين». إذ «اعتادوا على إحضار هدايا مثل ساعات وأقلام ودعوة مسؤولي المؤسسة إلى مطاعم فاخرة وملاه ليلية. أما اليوم، فلا نقبل الهدايا والدعوات إلى العشاء». وأعلن «دعوة شركات مثل «بتروتشاينا» و»يونيبك» الصينيتين اللتين تأخرت حكومتهما في الاعتراف بحكام ليبيا الجدد، لتقديم عروض للحصول على مخصصات في عقود 2012، ومن المقرر الاجتماع معها هذا الأسبوع».