لندن، دبي، باريس، طرابلس، كانبيرا (أستراليا) - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - تراجعت العقود الآجلة لخام «برنت» والنفط الأميركي أكثر من ثلاثة دولارات أمس، نتيجة تردي معنويات السوق العالمية بسبب الزلازل القوية وأمواج المد (تسونامي) التي ضربت اليابان. وانخفض سعر «برنت» خام القياس الأوروبي إلى 112.25 دولار للبرميل، في حين تراجع الخام الأميركي الخفيف إلى 99.01 دولار. وأعلن مندوب خليجي لدى «أوبك» أن «منظمة البلدان المصدرة للبترول، لا ترى حاجة الى عقد اجتماع استثنائي ولن تعقد اجتماعاً إلا إذا توقعت نقصاً في الإمدادات وليس ارتفاع الأسعار بسبب اضطرابات سياسية كما هي الحال الآن». وأضاف المندوب الذي طلب عدم نشر اسمه: «أوبك لا تتوقع حالياً أي نقص في إمدادات النفط». ليبيا وتراجع إنتاج النفط الليبي نحو 1,4 مليون برميل يومياً منذ بدء الانتفاضة الشعبية، ليصل الى ما بين 200 ألف و300 ألف برميل يومياً، بحسب ما أعلن رئيس مجلس إدارة مجموعة «توتال» النفطية كريستوف دي مارجوري أمس. وتنتج ليبيا في الظروف العادية 1,69 مليون برميل يومياً تصدر منها 1,2 مليون، 85 في المئة منها الى أوروبا. وقال دي مارجوري: «لا توجد مشكلات في إمداد السوق، لدينا مخزون وبالتالي لا مخاوف من انقطاع التزود». وأعلن أن «مجموعة توتال أوقفت التنقيب في حقول الجرف (قبالة السواحل) ومبروك (براً) حيث تبلغ حصتها الإنتاجية 37,5 في المئة». وتقوم «مبروك اويل اوبريشونز» التابعة للمؤسسة الليبية للنفط باستغلال الحقلين. ويتم تقاسم الإنتاج فيهما بين المؤسسة الوطنية (50 في المئة) وتوتال (37,5 في المئة) وفنترشال (لحقل الجرف) وستاتاويل النروجية (لحقل مبروك). وأشار الموقع الإلكتروني لمجموعة «توتال» إلى أن «إنتاج النفط في حقل الجرف ارتفع الى 31 ألف برميل يومياً في عام 2009». وقدّر إنتاج «توتال» من النفط في ليبيا، في عام 2010 بنحو 55 ألف برميل من معادل النفط أي 2,3 في المئة من إنتاج المجموعة. وقال مسؤول في مصفاة الزاوية الليبية أمس إن المصفاة الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، «استأنفت عملياتها» بعد إغلاقها بسبب المعارك مع القوات المناهضة للقذافي. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: «تعمل من جديد ونأمل بأن تعمل بكامل طاقتها. علينا أن نفعل ذلك خطوة خطوة». إلى ذلك، دعت الحكومة الأسترالية مصافيها إلى تفادي شراء النفط الذي يمكن أن يمول نظام القذافي. وأفادت وكالة الأنباء الأسترالية «آي آي بي» بأن وزيري الخارجية كيفن رود والموارد مارتن فيرغسون وجها كتاباً إلى المسؤولين في مصافي النفط طلبوا منهم التعاون. وقال رود: «الهدف من هذه المبادرة هو فرض ضغط إضافي على القذافي وقطع تمويل نظامه». وأضاف: «فيما شكلت واردات النفط الخام الليبي تاريخياً نحو 2 في المئة من الواردات النفطية الأسترالية، فإن هذه الخطوة ترسل إشارة إضافية إلى طرابلس بأن المجتمع الدولي لن يقف معها فيما يستمر القذافي في أذية الشعب الليبي». وفي سياق متصل، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» نقلاً عن مسؤول في شركة «الخليج العربي للنفط» الليبية (أجوكو)، ثاني أكبر شركة حكومية في ليبيا، أن «الشركة تتصل بمشترين وتشكل إدارة تجارية لبيع الخام من حقول يسيطر عليها معارضون مسلحون يقاتلون لإسقاط حكم القذافي لجمع المال لهم». وأضافت الصحيفة: «الشركة تعهدت مساندة الانتفاضة الشعبية ضد القذافي». ونقلت عن المسؤول قوله: «أجوكو أصبحت الآن جزءاً من الثورة، لذلك نحاول جني المال من بيع النفط». وأضاف: «سيتم ذلك نيابة عن المجلس الوطني الانتقالي (المعارض) وسنقوم نحن بالعمل».