وصل إلى باريس أمس السفير الفرنسي لدى دمشق ايريك شوفالييه بعد أن سحبته الخارجية الفرنسية من سورية اثر العنف الذي تعرضت إليه السفارات الأجنبية. وترى أوساط القرار في باريس أن سورية كانت تعتقد أنها بمنأى عن تدويل أزمة النظام بسبب الموقفين الروسي والصيني اللذين يمنعانا من الذهاب إلى مجلس الأمن، إلا أن قرار الجامعة العربية بتعليق عضويتها فاجأ النظام السوري لأنه قلب المعادلة الإقليمية إزاء الرئيس بشار الأسد الذي لم تكن الدول العربية تنظر إليه كما كانت تنظر إلى العقيد الليبي السابق معمر القذافي. وتابعت المصادر إن فرنسا تعمل مع الدول العربية من أجل مشروع قرار حول سورية في الجمعية العمومية في الأممالمتحدة في نيويورك حول مسألة انتهاك النظام السوري حقوق الإنسان، وهو مؤشر مهم جداً حسب المصادر لأنه سيظهر أن الأسرة الدولية ستبقى على تعبئة كاملة إزاء ممارسات النظام السوري على رغم الفيتو المزدوج المحتمل من روسيا والصين في مجلس الأمن على قرار عقوبات أو إدانة. إلى ذلك قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن العملية التي استهدفت مقر الاستخبارات الجوية السورية في حرستا جاءت «نتيجة الإصرار الأعمى للرئيس السوري بشار الأسد على المضي في قمع شعبه»، مشيراً إلى ضرورة مواصلة التعبئة على مستوى الأسرة الدولية ليتوقف كل هذا القمع. وأضاف إن فرنسا مستمرة في نهج التشاور الدائم مع كل شركائها ومع أعضاء الجامعة العربية التي اتخذت مبادرات مهمة خلال الأيام القليلة الماضية وأيضاً مع الأممالمتحدة في محاولة لدفع الأمور على مستويين: الأول هو مجلس الأمن والثاني هو الجمعية العامة متجنباً نفي أو تأكيد ما ذكر عن اجتماع تشاوري عقد في باريس لتنسيق جهود الأطراف المعنية بالأزمة السورية وتحويلها إلى خطوات ملموسة. ولفت فاليرو إلى أن فرنسا تتحرك من منطلق عدم توفير أي جهد لوقف العنف في سورية. وتطرق إلى الانشقاقات التي تحصل في صفوف الجيش السوري بالقول: «نتمنى أن يكون هذا مثيراً للقلق بالنسبة للنظام» لأنه يشير إلى «وجود ضباط وجنود يرفضون تنفيذ الأوامر البربرية التي توجه لهم» وأنه «كلما ازداد عدد المنشقين كلما تضاءلت قدرة النظام على القمع». وأشاد مجدداً بشجاعة المتظاهرين السوريين والمعارضين ومنهم خصوصاً أولئك الذين ينزلون إلى الشارع يوماً بعد يوم و»نحثهم على تنظيم صفوفهم والتوحد حول البرنامج نفسه». وتجنب التعليق على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمعارضة السورية للعدول عن العنف واكتفى بالقول إن من «ينبغي التوجه إليه هو الأسد ليوقف العنف الذي يؤدي كل يوم إلى المزيد من القتلى». وبالنسبة إلى العقوبات المطبقة على سورية أكد فاليرو أن الهدف منها هو»أن يشعر الحكم بتأثيرها» إذ أنها تستهدف أشخاصاً وهيئات تمول القمع «ونتجنب العقوبات التي تؤثر على المدنيين».