اعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن إغلاق سفارة فرنسا في دمشق الذي اعلنه الرئيس نيكولا ساركوزي سيكون نافذاً بدءاً من امس. وقال فاليرو في مؤتمر صحافي «إن اغلاق السفارة الفرنسية مقرر اليوم (امس). وأريك شوفالييه (السفير) يغادر» امس أو اليوم. وأوضح «أن المحادثات تتواصل» لمعرفة أي بلد سيمثل المصالح الفرنسية في سورية من اليوم فصاعداً. ويوجد حوالى ألفي مواطن فرنسي في سورية معظمهم يحمل الجنسيتين. وكان ساركوزي اعلن الجمعة اغلاق السفارة الفرنسية في دمشق تنديداً ب «فضيحة» القمع الذي يمارسه ضد المعارضين. وهذه هي المرة الأولى التي تغلق فيها فرنسا سفارتها في سورية منذ 1956، عندما قطعت الدول العربية علاقاتها مع فرنسا وبريطانيا بعد العدوان الثلاثي على مصر الذي شاركت فيه فرنسا وبريطانيا وإسرائيل. وعادت السفارة وفتحت أبوابها من جديد بعد ست سنوات من ذلك. وعلمت «الحياة» أن السفير الفرنسي في دمشق شوفالييه عبر امس الحدود اللبنانية –السورية في منطقة المصنع الحدودية عند حوالى الساعة الواحدة والنصف قادماً من سورية ومتوجهاً إلى مقر السفارة الفرنسية في بيروت. وفيما أعلنت اسبانيا امس تعليق انشطتها الديبلوماسية في سورية بعد شهر تقريباً من استدعاء سفيرها في هذا البلد بسبب «تزايد قمع المدنيين»، قال فاليرو ان الحكومات الاوروبية تنظر في طرد سفراء سورية من بلدانها رداً على حملة القمع. وقال: «اننا نبحث هذا الامر مع الاوروبيين. في هذه المرحلة لم نصل الى قرار بعد» مضيفاً ان القرار قد يتخذ من جانب كل دولة على حدة. إلى ذلك، قال فاليرو إن منسقة المساعدات الإنسانية لدى الأممالمتحدة فاليري أموس التي تصل إلى سورية اليوم ينبغي أن تتمكن من تحقيق أعمال «ملموسة و فورية» من اجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين السوريين. أضاف فاليرو أن على السلطات السورية «أن تؤمن ممراً آمناً و بلا عراقيل على كل أراضيها» للهيئات الإنسانية وتمكينها من مساعدة المواطنين خصوصاً من هم في مناطق تشهد أعمال عنف بما فيها حمص وسواها من مدن. وعما إذا كانت مهمة كوفي أنان في دمشق تقتصر على التباحث مع المسؤولين أم تشمل ممثلي المعارضة، أجاب فاليرو أن مضمون المهمة وإطارها يحددهما الأمين العام للأمم المتحدة بصفته مبعوثها الخاص وأن الهدف منها هو التدخل لدى النظام السوري للتوصل إلى حل سياسي سلمي استناداً إلى خطة الجامعة العربية. إلى ذلك قال مصدر مطلع على الوضع في سورية إن أنان ذاهب إليها «بلا أوهام ليرى مع من يمكن أن يتحدث وعلى أي مستوى في الحل السياسي وهو ليس على يقين بالنسبة إلى من سيستقبله». وأضاف المصدر أن «الانطباع هو أن مهمة أنان باتت متأخرة ومن الصعب التعويل عليها خصوصاً في ظل المأزق القائم في مجلس الأمن حيث تمادى الروس كثيراً في موقفهم لكي يعودوا ويتراجعوا عنه». وذكر أن الروس على قناعة بأن الرئيس بشار الأسد «يمكن أن يبقى وأنهم بأي حال يفضلون أسد سيئاً على إسلامي جيد يحل محله وأن الأسد لا يزال يحظى بدعم الكثير من مواطنيه المسيحيين والسنة الذين ينبغي إقناعهم أن بإمكانهم العيش بصورة طبيعية من دونه». وأبدى المصدر الفرنسي تشاؤمه حيال التطورات المرتقبة، مشيراً إلى أن «الوضع في مأزق نتيجة رفض روسيا التخلي عن الأسد، إذ يعتبرون أن رحيله ينبغي أن يندرج ضمن إطار منظم يحفظ المصالح الروسية وليس تحت وطأة الضغط الخارجي لا من الجامعة العربية ولا من سواها». وبالنسبة إلى «المجلس الوطني السوري»، أشار المصدر إلى انه «لا يمثل الداخل السوري وأعضاؤه مدركون لعدم القدرة على حسم الوضع عسكرياً ولكنهم في الوقت ذاته غير قادرين على القول انهم يريدون التفاوض مع الأسد حول حل سياسي».