قالت وسائل إعلام حكومية أمس إن السلطات السورية أعلنت أنها ستحاكم أي شخص يهاجم السفارات الأجنبية في البلاد بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت السفارات ردًا على قرار جامعة الدول العربية بتجميد عضوية سوريا، فيما استدعت المغرب سفيرها في سوريا احتجاجًا على الاعتداء على بعثتها الدبلوماسية أمس الأول. وقال بيان من وزارة الداخلية السورية نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن السلطات ستنفذ التزاماتها الدولية بحماية الممتلكات الدبلوماسية. وجاء في البيان أن الوزارة «تحذر كل من يحاول انتهاك حرمة المباني الدبلوماسية أو يحاول الدخول أو إحداث أي ضرر بهذه البعثات بأنها سوف تتخذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق أي فاعل بما في ذلك توقيفه وتقديمه إلى القضاء واتخاذ الإجراءات المناسبة». وهاجم أنصار للرئيس بشار الأسد عددًا من البعثات الأجنبية منذ إعلان الجامعة العربية يوم السبت اعتزامها تعليق عضوية دمشق في الجامعة وفرض عقوبات سياسية واقتصادية لأن سوريا لم توقف قمعها العنيف للاحتجاجات. إلى ذلك عبرت الصين أمس عن «قلقها الشديد» إزاء الوضع في سوريا. و قال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وايمين إن «الصين قلقة جدًا إزاء الأحداث في سوريا». وأضاف «ندعو الأطراف المعنية في سوريا إلى وقف العنف وإرساء الاستقرار الوطني وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن» مذكرًا بأن بلاده تطالب دمشق بتطبيق الخطة العربية التي تنص على الإفراج عن متظاهرين وسحب القوات المسلحة من المدن. وبخصوص احتمال القيام بتحركات على مستوى الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي عبرت بكين عن رغبتها في أن تساهم هذه التحركات «بإيجاد حل للتوتر في سوريا وتسهيل حل النزاعات عبر الحوار السياسي والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط». من جانبها، اعتبرت فرنسا أمس أن على المجلس الوطني السوري الذي يضم عددًا من تيارات المعارضة لنظام بشار الأسد، أن «ينظم صفوفه» قبل أي اعتراف رسمي به. وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه «يجب أن ينظم المجلس الوطني السوري صفوفه. لدينا اتصالات معهم والتقيت رئيسه (برهان) غليون في باريس، أننا نساعدهم ونتواصل معهم ونشجعهم على التنظيم»، مستبعدًا بذلك اعتراف فرنسا رسميًا بالمجلس الوطني السوري حاليًا. وحتى الآن لم تعترف سوى السلطات الليبية الجديدة بالمجلس الوطني السوري. وانتقد جوبيه مجددًا نظام دمشق معتبرًا في تصريح لقناة «بي اف ام» التلفزيونية وإذاعة مونتي كارلو أن «القمع الشنيع الهمجي الذي يمارس منذ أشهر لا يمكن أن يستمر». ونوه الوزير الفرنسي «بالمنعطف» الذي أدى إليه «إدراك الدول المجاورة بأنه لا يمكنها أن تثق بعد الآن في بشار الأسد» وكذلك قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا. وفي حين تعارض روسيا المصادقة على عقوبات في مجلس الأمن الدولي أوضح آلان جوبيه مجددًا أن فرنسا تعمل على استصدار قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة.