اعتبرت فرنسا ان على المجلس الوطني السوري الذي يضم عدداً من تيارات المعارضة لنظام بشار الأسد، ان «ينظم صفوفه» قبل اي اعتراف رسمي به. وجاءت التصريحات الفرنسية فيما بدأ وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس جولة في المنطقة تبدأ من تركيا تبحث عدداً من الملفات على رأسها الملف السوري. وكان مسؤلون فرنسيون من بينهم جوبيه قد التقوا عدداً من قادة المجلس الوطني السوري في باريس خلال الايام الماضية. إلا ان خلافات واضحة طفت على السطح بين المجلس الوطني السوري وجماعات سورية معارضة في الداخل من بينها «هيئة التنسيق الوطنية» برئاسة الناشط والحقوقي حسن عبدالعظيم حول عدد من القضايا على رأسها الحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد، واحتمالات التدخل الدولي. وقال جوبيه أمس: «يجب ان ينظم المجلس الوطني السوري صفوفه. لدينا اتصالات معهم والتقيت رئيسه (برهان) غليون في باريس، اننا نساعدهم ونتواصل معهم ونشجعهم على التنظيم»، مستبعداً بذلك اعتراف فرنسا رسمياً بالمجلس الوطني السوري حالياً. وحتى الآن لم تعترف سوى السلطات الليبية الجديدة بالمجلس الوطني السوري. وانتقد جوبيه مجدداً نظام دمشق معتبراً في تصريح لقناة «بي اف ام» التلفزيونية وإذاعة «مونتي كارلو» ان «القمع الشنيع الهمجي الذي يمارس منذ اشهر لا يمكن ان يستمر». ونوه الوزير الفرنسي ب «المنعطف» الذي ادى اليه «ادراك الدول المجاورة انه لا يمكنها ان تثق بعد الآن ببشار الاسد» وكذلك قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سورية. وفي حين تعارض روسيا والصين المصادقة على عقوبات في مجلس الامن، اوضح جوبيه مجدداً ان فرنسا تعمل على استصدار قرار في الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال: «طرحنا مشروع قرار على الجمعية العامة للامم المتحدة لوقف القمع والبدء في عملية اصلاحية». وخلافاً لمجلس الامن الدولي لا يمكن الجمعية العامة للامم المتحدة ان تقرر عقوبات. وبدأ جوبيه أمس زيارة إلى تركيا، ضمن جولة في الشرق الاوسط تشمل السعودية والامارات العربية المتحدة حيث تواجه المفاوضات لبيعها طائرات «رافال» المقاتلة الفرنسية صعوبات. ومن المقرر ان يلتقي جوبيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس التركي عبدالله غول خلال زيارته الى تركيا. وأعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في باريس ان جوبيه «سيذكر برغبة فرنسا في الاستمرار بالعمل الوثيق مع تركيا لزيادة الضغوط على نظام بشار الاسد».