ارجأ «المجلس الاعلى» و «منظمة بدر» امس إعلان انفصالهما الذي كان مقرراً خلال الاحتفال بالذكرى 29 لتأسيس المجلس. احتفال المجلس الذي طغى عليه الطابع البروتوكولي خلا من اي اشارة الى السياسة الجديدة التي سيتبناها المجلس بعدما اختار اسم «كتلة المواطن» بديلاً من كتلة «شهيد المحراب». محمد البياتي، النائب عن «التحالف الوطني» من «منظمة بدر»، الذي اعلن صباح امس ان الطلاق مع المجلس سيتم خلال الاحتفال، عاد وأكد بعد ظهر اليوم نفسه ل «الحياة»، ان الطرفين «تراجعا عن الاعلان الرسمي للانفصال في اللحظات الاخيرة، والموضوع مازال قيد النقاش». وأكد نائب آخر من منظمة بدر، أنها فكت ارتباطها بالمجلس الاعلى قانونياً ومالياً بعد اعلان المنظمة «كتلة المواطن» داخل مجلس النواب، وإرجاء الاعلان عن الانفصال لن يطول كثيراً، مبيناً ان النقاشات الجارية حالياً لن تنفع في تغيير المواقف. وكان الخلاف بين «بدر» و «المجلس» نشأ منذ بداية تشكيل الحكومة بعدما ساندت المنظمة ترشيح المالكي لولاية ثانية وحصل زعيمها هادي العامري على حقيبة وزارة النقل في تشكيلة الحكومة. وأطلق رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم آنذاك تصريحات أكدت ان المواقف التي ساندت ترشيح المالكي لولاية ثانية هي مواقف فردية داخل المجلس ولا تمثل جميع مكوناته. من جهة أخرى، أكد حسون علي النائب عن «المجلس الاعلى الاسلامي» ل «الحياة»، أن ارجاء اعلان الانفصال اتُّخذ قبل الاحتفال بساعات قليلة، وان المواقف حول الموضوع مازالت تتسم بالتردد، لا سيما وأن تصريحات بعض النواب في بدر هي التي اشارت الى الرغبة في الانفصال وليس المجلس الاعلى. وكان النائب عن منظمة بدر محمد البياتي، اكد الاربعاء الماضي، إن «المجلس الأعلى الإسلامي له مكاتبه، كما أن لمنظمة بدر تنظيمات ومكاتب مستقلة»، مشيراً الى عدم وجود ارتباط بين الإثنين إلا في العلاقات التنسيقية في القاعدة، وربما يتم الإعلان عن الانفصال بين الطرفين في القيادة نهاية العام الحالي. وأضاف أن «مسألة انفصال منظمة بدر عن المجلس ليست غريبة، وهو حصل سابقاً في حزب الدعوة عندما أصبح إبراهيم الجعفري رئيسا لتيار الإصلاح، فيما بقي المالكي رئيسا لحزب الدعوة». وأشار البياتي إلى أن «منظمة بدر منذ البداية لم تكن تريد وجود تداخل في تنظيمات المجلس الأعلى ومكاتبه معها، لكن بمرور الأعوام، أصبح هناك تداخل بين الاثنين، وهذا التداخل عندما يفصل يجب أن تفصل القيادة أيضاً»، مؤكداً أن «أعضاء منظمة بدر يناقشون الآن تجديد قيادة هادي العامري لها».