أعلن «تيار شهيد المحراب»، أحد أكبر الفصائل السياسية الشيعية، رسمياً امس انفصال جناحيه «المجلس الأعلى الإسلامي» بزعامة عمار الحكيم و «منظمة بدر» بزعامة وزير النقل هادي العامري، بسبب خلافات برزت بين الفصيلين منذ وفاة عبدالعزيز الحكيم القائد الاعلى للفصيلين، وتفاقمت مع تشكيل الحكومة الحالية. وجاء الاعلان الرسمي لانفصال «المجلس الاعلى» و «منظمة بدر» بعد تصريحات اطلقها اعضاء في كلا الفصيلين منذ شهور تشير الى ان كل منهما يعمل بإدارة مستقلة، على خلفية تباين وجهات النظر بين الجانبين حول عدد من القضايا السياسية والتنظيمية. وعقد عدد من قيادات «المجلس الاعلى» و «منظمة بدر» امس مؤتمراً صحافياً مشتركاً اعلنا فيه رسمياً استقلال كلا الفصيلين عن بعضهما «بعد دراسة مستفضية جرت بين الطرفين منذ شهور»، واكدا «التزام الطرفين بأهداف «تيار شهيد المحراب» التي كان العنوان الأبرز الذي يجمع الفصيلين تحت ادارة واحدة. وتلا القيادي في «منظمة بدر» محمد ناجي بياناً في مقر «المجلس الاعلى» قال فيه إن «المجلس ومنظمة بدر توصلا إلى ضرورة التقدم خطوة إضافية في مسيرتهما من خلال إعلان استقلالية القيادتين». وأضاف أن «المجلس والمنظمة يعلنان بوعي وإدراك كاملين أنهما اليوم تنظيمان مستقلان تماماً الواحد عن الآخر»، لافتاً إلى أن «ما يسعيان إليه بهذا الإجراء هو تمكين الكيانين من القيام بمهماتهما بوضوح ومسؤوليات أعلى». وأشار إلى أن «استقلالية التنظيمين لن تمنعهما من العمل في إطار تيار واحد هو تيار شهيد المحراب»، واعتبر أن «استقلالية القيادتين لا تقلل من أهمية العمل المشترك والتنسيق العالي بينهما بما تقتضيه المصلحة الدينية والوطنية». ويمثل «تيار شهيد المحراب» التنظيم الاساسي الذي يجمع التنظيمين و «حركة سيد الشهداء» و «حزب الله»، و «حزب العدالة»، وله مكاتب واسعة منتشرة في غالبية المحافظات والمدن العراقية وعدد من المكاتب في دول عربية واجنبية. واعتبر القيادي في «منظمة بدر» محمد البياتي ان الانفصال طبيعي ويحدث في العديد من الكيانات السياسية»، ولفت في تصريح الى «الحياة» الى ان «الواقع العملي خلال الشهور الماضية كشف عن وجود نوع من الاستقلالية لكلا الطرفين وانهما يعملان بشكل منفصل». وأشار الى ان «الانفصال جرى بشكل حضاري وباتفاق الطرفين وانه (الانفصال) لن يمنع التنسيق المشترك في القضايا التي تواجه العملية السياسية او القضايا الداخلية». وأوضح ان «الطرفين اكدا التزام الاهداف العليا لتيار شهيد المحراب». وقال عضو «المجلس الاعلى» عزيز العكيلي ل «الحياة» ان «قرار الانفصال جاء بعد دراسة مستفيضة بين لجان مشتركة شكلت لهذا الغرض»، وأضاف ان «نتائج الدراسات كشفت عن تقويم كامل لعمل كلا الطرفين والمصلحة من وراء ذلك». ولفت الى ان «الانفصال لن يؤثر على نوع المواقف التي سيبديها الطرفان (...) لأن العلاقات التي تجمع قيادات واعضاء كل من المجلس الاعلى وبدر تاريخية وعريقة تعود الى عقود طويلة». وتفاقمت الخلافات بين الطرفين في اعقاب وفاة زعيم «المجلس الاعلى» عبدالعزيز الحكيم صيف 2009 واختيار نجله الشاب عمار الحكيم خلفاً له، ما اثار تحفظات لم تعلن رسمياً في حينه، لكن الخلافات تفاقمت بشكل علني عند تشكيل الحكومة العراقية الحالية في كانون الاول (ديسمبر) 2010. وفيما كان المجلس الاعلى يرفض دعم ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثانية، أعلنت «بدر» موقفاً مغايراً ودعمت المالكي وحصلت على وزارة النقل التي تسلمها زعيمها العامري. يذكر ان «المجلس الاعلى» تشكل في 1980 على يد الراحل محمد باقر الحكيم الذي قتل في انفجار العام 2003، وكان اسمه قبل الغزو الاميركي «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق» وتعتبر «منظمة بدر» جناحه العسكري.