على رغم ملاحظته عدم زيادة أعداد المراجعين للمستشفيات النفسية في فترة الأمطار والسيول في شكل كبير وملموس، إلا أن مدير مستشفى الصحة النفسية والمشرف العام على الخدمات النفسية الصحية بالشؤون الصحية في المحافظة الساحلية الدكتور سهيل عبدالحميد خان توقع حدوث انتكاسات للحالات التي أصيبت باضطرابات نفسية خلال الكارثتين الماضيتين، خصوصاً في حال هطول أمطار بغزارة هذا العام. ولفت خان إلى أنه في فترة الأمطار والسيول لابد أن تكون هنالك حالات من القلق والخوف، خصوصاً الأفراد الذين يمتلكون قابلية لحدوث هذه الأعراض، مشيراً إلى أن المستشفى يحتفظ بجميع أرقام الهواتف الخاصة بجميع المرضى الذين عانوا من اضطرابات خلال الكارثتين الماضيتين، وفي المقابل تتوافر لدى المرضى هواتف المستشفى والأطباء في حال كان هنالك حاجة لأي دعم نفسي، ملمحاً إلى اكتساب الأطباء والمشرفين الخبرات الكافية من خلال الممارسات الميدانية والتطبيقية في الكارثتين. وفي الصدد ذاته، أكد مشاركة المستشفيات النفسية خلال كارثتي جدة الأولى والثانية في العمل التطوعي الميداني بأفراد عدة ضمن الفرق الميدانية التي شكلتها الشؤون الصحية والجمعية السعودية للطب النفسي للوقوف على ضحايا الكارثتين، لافتاً إلى أنه تم خلال الفترة الماضية عقد ورش عمل تختص بالاضطرابات النفسية المصاحبة للكوارث، خصوصاً اضطراب ما بعد الصدمة واضطراب الكرب الحاد، إذ تم إعداد بروشورات وإلقاء محاضرات وتنظيم دورات حضرها حتى مشرفو ومشرفات الطلاب التابعون لإدارة التعليم بهدف تعميم الفائدة وليتعرفوا على كيفية التعامل الصحيح مع الطلاب والطالبات في حال نزول كارثة (لا قدر الله). وكشف خان الانتهاء من خطة بعد كارثة جدة الثانية تتضمن آلية للتدخل السريع في حال حدوث كوارث جديدة من طريق فرق جهزت ودربت وهي الآن على مستوى عال من الخبرة والكفاءة تضم أطباء واختصاصيين نفسيين واجتماعيين مدربين. من جهتها، أبدت استشارية طب المجتمع ورئيسة قسم التوعية الصحية في الرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي بمحافظة جدة ورئيسة لجنة التثقيف الصحي بمجلس المحافظة الدكتورة منيرة بالحمر خشيتها أكثر من تفشي مرض حمى الضنك كأهم الأمراض المحتملة خلال موسم الأمطار، خصوصاً أنه مرض متوطن في جدة. وأردفت: «عادة ما يهمل المواطنون أماكن تجمع المياه التي تخلفها الأمطار سواء في ساحات المنازل أو الشرف والأسطح مما يجعلها مصدراً لتكاثر البعوض الناقل لهذا النوع من الحمى وبالتالي ارتفاع نسب الإصابة بالمرض، لذلك يجب توعية المواطنين بضرورة التخلص من المياه الراكدة». وأبانت أن البعوضة الناقلة لحمى الضنك تضع بيضها في أقل قدر من المياه النظيفة التي من بينها مياه الأمطار، وأن شرط وضع بيضها وتكاثرها هو ركود المياه لمدة أسبوع، مشيرة إلى أن تلوث المياه هو المصدر الثاني للقلق على المواطنين ذلك أنه بعد الأمطار الغزيرة والسيول غالباً ما يحدث تلوث للخزانات الخاصة بالمياه وخصوصاً الأرضية، مما يسبب النزلات المعوية والاستفراغ وغيرها من الأمراض الناتجة من التلوث، مشددة على وجوب تنظيفها بعد انتهاء موسم الأمطار لتفادي الإصابة بهذه الأمراض، منبهة إلى وجوب عدم السماح للأطفال باللعب في تلك المياه التي من المحتمل كثيراً تلوثها. ...ومتحدث «الصحة» يستبعد وزارته من الجهات المربكة لها الأمطار