ينظر سكان جدة هذه الأيام نظرة ترقب نحو مايمكن أن تفضي إليه مأساتهم الكبرى بعد تفجر مدينتهم بهم من تحتهم ماء وطيناً، وبعد أن جرفت السيول ذويهم وحاجاتهم وممتلكاتهم وكل ماكان يؤويهم، لم تقف مصيبتهم عند هذا الحد بل بدأ خطر آخر يداهم حياتهم فانتشر البعوض داخل أحيائهم، وتوزعت الروائح الكريهة على أنقاض ركامهم، وغزا الضنك جوانبهم، وباتوا لقمةً سائغة في وجه الأوبئة والأمراض المزمنة. ورأى مختصون وأطباء أن الجهود المبذولة للحد من تفشي مرض حمى الضنك سابقاً والسيطرة عليه داخل أحياء جدة وفي ظل الكارثة الجديدة خصوصاً تحتاج إلى مضاعفة الجهود، وزيادة الموازنات للتصدي لهذا الفايروس الخطير. ومنعه من التكاثر والانتشار. ولم يخف اختصاصي الطب الباطني الدكتور أنور عبدالفتاح مخاوفه من تفشي وباء حمى الضنك خصوصاً في مناطق شرق الخط السريع وجنوبجدة، نتيجة تأثرها بهطول الأمطار وتجمع المياه فيها أياماً عدة. وقال ل«الحياة» «إن ماحدث في جدة خلال الأيام الماضية من هطول للأمطار، وتراكم للمياه الآسنة، واحتجازها في بعض الشوارع والطرقات من شأنه أن يتيح لبعوضة الضنك التواجد، والانتقال من مكان لآخر خصوصاً بعد توافر الأجواء والبيئة الملائمة لتواجدها. من جانبه، أكد اختصاصي التركيبات الدوائية والتطعيمات الدكتور عثمان عكيلة أن هناك حالات تم تسجيلها في بعض المراكز والمستشفيات ربما لم يعلن عنها، معتبراً أن الأحياء المتضررة بالأمطار هي الأكثر قابلية لانتشار هذا النوع من البعوض الناقل لفايروس الضنك، مشيراً إلى أن إمكان انتقال العدوى من شخص لآخر غير واردة. بدوره، نبه مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة أحمد الغامدي إلى أن عمليات رش المبيدات للقضاء على البعوض الناقل مستمرة من قبل الأمانة وبشكل يومي بهدف القضاء على بعوض الضنك، موضحاً أن عمليات الرش شملت مناطق جنوبجدة وأحياء غليل والهنداوية وكيلو 14 وما جاورها، إضافةً إلى حي قويزة الذي سجل أعلى حالات التضرر، ولافتاً إلى أن عمليات الردم للمستنقعات في أغلب أجزاء شرق جدة تم العمل عليها.