ضمن استعدادات البحرين لعام كامل من الأنشطة الثقافية خلال احتفالات «المنامة عاصمة للثقافة العربية لعام 2012» عقدت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مؤتمراً صحافياً في قصر الأمير طاز في القاهرة أمس، أكدت خلاله أن المشاركة في تلك الفعاليات متاحة للجميع، وذلك رداً على سؤال عما إذا كان سيتم استبعاد المثقفين المعارضين من المشاركة. وقالت: «الثقافة لا تعرف التصنيف. هناك فعاليات ستُعقد. من أراد الامتناع فالرأي والقرار له، ومن أراد المشاركة أهلاً وسهلاً به، فالباب مفتوح أمام الجميع». وحول موقف وزارة الثقافة في البحرين، وكيف ستواجه الدعوات التي روجها بعض المثقفين العرب بمقاطعة الحدث قالت آل خليفة: «لا توجد لدينا مواجهة. لدينا برنامج ونأمل أن تكون المشاركة كبيرة وتضم مختلف الأطياف». ورداً على مداخلة حول رؤية البحرين لما يحدث في البلدان العربية قالت: «لن نكون بمنأى عما يحدث في مصر وتونس وغيرها من البلدان العربية، لكننا لا نستطيع أن نطلق أحكاماً مسبقة قبل أن تتشكل الصورة في شكلها النهائي». وحول دور الرقيب في البحرين أكدت آل خليفة أنه «لا يوجد موقع للرقابة لدينا. نحن منفتحون على الثقافات المختلفة والرقيب لا وجود له في الثقافة البحرينية». وأشارت وزيرة الثقافة البحرين إلى أن اختيار القاهرة للإعلان عن الخطط التي تعتزم وزارة الثقافة البحرينية إطلاقها بدءاً من كانون الثاني (يناير) المقبل وكواجهة للترويج للمنامة عاصمة للثقافة العربية لعام 2012 هو بهدف خلق شراكة مع المثقفين والمفكرين والمصممين والإعلاميين المصريين ولتبادل الرؤى والأفكار وبحث ما يمكن أن يثمر عنه التعاون والتواصل مع المثقفين العرب». وأضافت أن اختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية سيتيح الفرصة للكشف عن مجالات تراثية وإرث ثقافي بحريني عميق يسمح بتناقل الحضارات، ومسارات فكرية عدة نظراً للتداخل الثقافي والمعرفي الذي تتميز به البحرين». وأوضحت آل خليفة أن «خطة وزارة الثقافة تتكون من أثني عشر عموداً فكرياً من أعمدة الثقافة مقسمة على شهور السنة هي: التشكيل، العمارة، التصميم، التراث، المتاحف، الشعر، الفكر، التراجم، الموسيقى، البيئة، المسرح والوطن. وتندرج تحت كل ثيمة مجموعة من الفاعليات والأنشطة التي تستضيف أهم المفكرين والمبدعين في العالم للمشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورش العمل والمعارض المختلفة». وفي السياق نفسه أعلنت آل خليفة أن وزارة الثقافة في البحرين تتأهب لتدشين مجموعة ترجمات من الأدب العالمي إلى العربية على أن تكون ترجمتها للمرة الأولى وتصدر هذه الترجمات شهرياً بحيث يكون موضوعها ملائماً للتيمة الخاصة بكل شهر، وفي نهاية العام يتم إصدار مجلد ضخم بكل هذه الترجمات، فضلاً عن سلسلة من المعارض والأنشطة التي تتوزع على شهور السنة والتي تسعى لاستقطاب أطياف المجتمع البحريني كافة». وقال الشاعر البحريني علوي الهاشمي خلال المؤتمر الصحافي: «كمثقفين نحن فرحون أن تكون لنا عاصمة ثقافية في كل بلد عربي تتوازن مع نظيرتها من العواصم السياسية والاقتصادية». وأضاف: «نتشرف أن تكون مصر- بخاصة في وضعها الحالي - هي منصة الإعلان عن هذا الحدث المهم، فمصر كانت وستظل قاعدة الثقافة العربية». ومن جانبها اعتبرت الكاتبة والشاعرة البحرينية فوزية رشيد أن «البحرين؛ بلد صغير من حيث المساحة وعدد السكان، لكننا نمتلك موجبات ما يجعلنا نتفاعل مع البلدان الكبيرة ونشتبك مع الجانب الثقافي في كل نواحيه». وفي إشارة إلى نشاط المعارضة البحرينية في الآونة الأخيرة قالت رشيد إن ما يحدث هو «محاولة انقلاب على الإصلاح الحاصل منذ عشر سنوات. لا نريد لأحد أن يزايد علينا بشعارات تتستر بالربيع العربي».