ما بين اقتراح أن تنتهي مشاريع الإنشاءات والطرق في مددها المقررة، واستفادة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من تجربة شرطة دبي في القضاء على ظاهرة التحرش بالفتيات، جاء «هاشتاق» SaudisInDubai# أو «سعوديون في دبي» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ممتداً ما بين سخرية مريرة ومطالبات بالحد الأدنى من مقومات الترفيه والسياحة، وتناقض الوضع الاجتماعي وسلوكيات المجتمع السعودي ما بين موطنه، ومنفاه القصير في إجازة عيد الأضحى الفائتة. أنشأت «الهاشتاق» المغردة فرح آل إبراهيم، وبدأته بسؤال «ماهي الخدمات والمظاهر الحضارية الموجودة في دبي، تتمنى وجودها في السعودية؟.. شارك برأيك»، وتساءل عبدالله خالد عن إحياء تجربتي «آرامكو» و«الجبيل الصناعية» وتعميمها على مختلف المدن السعودية «حتى نصل لمستوى مرضي، ولا نصاب بالانبهار من دبي»، قبل أن يوسع حسام الردادي أفق المقارنة إلى مدن أخرى غير دبي». ولتتابع بعدها التغريدات في وصف دبي بالمدينة الحلم والجوهرة في وسط الصحراء، لكن أغلب هذه التغريدات ركزت على تطبيق الأنظمة واحترامها من الجميع، فطالب أحمد الغامدي «بنظام مجهز للمعاقين يحترمه الجميع، مع غرامات تفرض على من يقف في مواقفهم»، مرفقاً تغريدته برابط لصورة نشرتها «الحياة» حول وقوف سيارة تابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في موقف للمعاقين في أحد الأسواق. لكن بسام الديران رد عليه قائلاً: «السعوديون يتمنون ما هو موجود في دبي، والمشكلة أنهم أكثر من يضرب بالأنظمة عرض الحائط عندما يزورونها». وأعقبه فهد الحمود بالقول: «الناس تحترم القوانين... لأنها تطبق، وليست مجرد حبر على ورق». وفيما اكتفى أحد المغردين بالتلميح لاستراحات رائعة في خطوط السفر البرية، كدليل على الفارق بين دبي وغيرها، اختصرت سارة الزامل الفرق قائلة: «باختصار إنه سوق دبي و منطقة JBR»، وعلق أحد المغردين ساخراً: «يقول أحد الأصدقاء أن دبي بدأت من حيث انتهى الآخرون ونحن لم نعلم أن هناك بداية!» وأضاف بندر في تغريدة أخرى: «رغم أنه ليس لدبي هيئة عامة للسياحة، إلا أن السياحة لديهم طوال العام، ونحن لدينا الهروب طوال العام!». ونقل عبدالله البلوي المقارنة لجانب سلوكي «دبي تتميز بانعدام ميكروبات اللقافة والفضول، عندهم مبيد عجيب يقضي عليهم»، لترد عليه ريم الصالح مبررة سفر السعوديون لدبي بقولها: «هل هناك خيار آخر؟ مصر مقلوبة، البحرين فتن واضطرابات، حتى لبنان لا تشجع». وفي الوقت الذي يحصر درويش الدرويش الفرق في السينما «سينما سينما والعذر يتجدد»، تحصره تغريدة كتبتها نورا بالشوارع الواسعة والنظيفة والمباني الفخمة، قبل أن تضيف متهكمة: «الحدائق فيها نوافير وشلالات، وليست مثل حدائقنا التي ليس فيها إلا عشب يابس!» وعلى غرار مقال الزميلة بدرية البشر في «الحياة» عن سلوك السعوديون في دبي في الإجازات، فصّل جهاد السياري الفروقات في تغريدتين متلاحقتين، فقال في الأولى: «من الجانب النفسي، في دبي، باختصار تتصرف بكل ثقة وعفوية وتشعر بإنسانيتك أكثر»، وفي الثانية أوضح «أما من الجانب المادي، فما عليك سوى الاستمتاع بكل ما توصلت إليه الحضارة التي خدمت الإنسان بالشكل الصحيح». وشارك في «الهاشتاق» الذي بلغت تغريداته في الساعات الثلاث الأولى أكثر من 400 تغريدة، الكاتب ناصر الصرامي مشجعاً، ووعد بكتابة مقال، قبل أن يشير إلى مقال كتبته هبة حسان خلال ساعة من بدء «الهاشتاق»، واستعرضت ما كتبه كتاب سعوديون عن الوجود السعودي في دبي مع الأعياد والإجازات أو حتى العطل الأسبوعية، مثل بدرية البشر وصالح الشيحي، فالأولى كتبت مقالها في «الحياة» في اليوم نفسه الذي اشتعل فيه «الهاشتاق»، مشيرة إلى أن السعوديون يعيشون في دبي تجربة التعرَّض لأنماط من الحياة المختلفة عما عهدوه، فيختبرون سلامها وأمانها وثراءها، لكن ما أن يعودوا إلى السعودية حتى يحاربوها ثم يعودوا يعيشونها في السنة التالية. أما صالح الشيحي، فكتب في مقاله المتزامن في صحيفة «الوطن»: «لغة الأرقام تقول إن مئات الآلاف من السعوديين استوطنوا دبي خلال هذا الأسبوع، تغص بهم فنادقها وأسواقها ومطاعمها وشوارعها، تجدهم كالجراد ينتشرون في كل زاوية، ولاتستغرب لكثرتهم، وهنا المضحك المبكي أن يهمس في أذنك أحدهم: يا أخي السعوديين خربوا علينا دبي. والسؤال المكرر للمرة الألف: ما الذي يوجد في دبي ولا يوجد في جدة والرياض؟ السؤال بصيغة أخرى: ما الذي تمتلكه دبي ولا نمتلكه نحن؟ السؤال بصيغة مباشرة: لماذا تذهب العائلات السعودية إلى دبي كلما سنحت لها الفرصة؟ من يجرؤ على الإجابة؟!». تغريدات قارنت بين السياحة في دبي وغيرها من مدن الخليج.