تساءل الزميل صالح الشيحي عن إقبال السعوديين على دبي بشكل لافت خلال الإجازة، ثم سأل: ما الذي يوجد في دبي ولا يوجد في الرياض أو جدة أو غيرهما؟ والسؤال مشروع، لكنه ليس استفهامياً، فهو يعرف ما الذي يوجد هناك، لكنه يبدو أنه أراد أن يدلي كل بدلوه. قبل الحديث عما يوجد هناك، لا بد من الإشارة إلى أن «الدبويين» والإماراتيين إجمالاً يأتون إلى السعودية سائحين، فهل يحق السؤال: ما الذي يوجد في الطائف وأبها ولا يوجد هناك؟ إنه الطقس بالتأكيد، وأيضاً ربما مستوى محافظة اجتماعية تبحث عنه شرائح معينة بثقافة معينة. لن أقول عن مكة والمدينة، فهما استثناء لا يقبل المقارنة، وهما قبلة كل المسلمين في كل الدنيا، لكن الحديث عن سياحة ترفيهية وليس زيارة دينية. ليس من باب مدح دبي وهي تستحق، ولا نقد ثقافتنا السياحية في الداخل وهو مشروع، لكنه استعراض سائح بسيط يأخذ عائلته كلما حانت الفرصة وسمحت الموازنة، فمدينة دبي غالية بكل معنى الكلمة إلى درجة المبالغة أحياناً، لكن تخف حدة هذا في مقابل الخدمة المميزة، والبسمة الدائمة لكل العاملين هناك، وعدم التمييز السعري على أساس الجنسية كما يحدث في محطات عربية أخرى تعرفونها جميعاً. توجد في دبي مولات، وتوجد في مدننا مولات ربما أكبر أحياناً، لكن معظم المولات هناك فيها دور سينما يقصدها السعوديون بشكل لافت وملحوظ خلال الإجازات، وهي بالمناسبة مرتفعة الكلفة قياساً بدور السينما في معظم دول العالم، لكنها تبقى موجودة، ومحترفة الإدارة، نظيفة الموقع حد الفخامة، وهي تقدم الأفلام آنياً مع دور السينما العالمية، فتصبح أحد أهم عوامل الجذب. توجد في دبي حديقتان مائيتان عملاقتان تشكلان ترفيهياً جنة للأطفال، ومتعة للعائلات، وهما من عوامل دعم السياحة هناك صيفاً، حيث الطقس في دبي لا يطاق، ويبقى هنا سؤال عن تأخر إنشاء مثلهما من المستثمرين في جدة أو الخبر، حيث الماء، والطقس الذي يجعل المرء يبحث عن أي «طرطشة» في الماء. توجد في دبي سيارات أجرة يمكنك أن تركبها من دون أن «تتلطم»، محددة التسعيرة، واضحة النظام، يمكنك أن تحصل عليها في أي وقت على مدار الساعة بمجرد اتصال هاتفي، وهذه من أسهل الأشياء التي يمكن إيجادها هنا، وهيئة السياحة بدأت في تحسين هذا الوضع، لكنها تتعامل مع تركة ثقيلة، وأتمنى لها النجاح سريعاً. هنا يوجد أكثر وربما أفضل على صعيد الجغرافيا والمناخ وسعة الأرض، لكن سعة أفق الناس، المجتمع تجاه السياحة يحتاج إلى مرونة أكثر، وأخيراً ربما هي ليست قصة ماذا يوجد هناك، هي فقط قصة قرب دبي، وتعدد شركات طيرانها وكثرة فنادقها، وأنها أحياناً جزء من الصورة الاجتماعية والمحاكاة أن يذهب البعض هناك سنوياً خلال الإجازات القصيرة. [email protected] Twitter | @mohamdalyami