عندما نتحدث عن التعليم في اليابان، الصحة في ألمانيا، المواصلات العامة في سيول، الأنظمة البيئية في النرويج، وعن آي مجال تفوق فيه بلد ما، لا يعني هذا بأي شكل من الأشكال محبة هذا الآخر أكثر من بلدنا، ولا يعني الحديث عن أفضلية بلد في مجال معين، تمتعها بالأفضلية المطلقة علينا. والحديث عن دبي ليس دفاعاً عنها فهي لم تذنب، وتمني صناعة سياحة عائلية مثل التي توجد بها ليس عيباً أو انتقاصاً من جغرافيا وتاريخ وعادات أية مدينة سعودية، نقطتان كان لا بد منهما قبل العودة إلى كلمة مهمة قالها لكتاب وصحافيي «الحياة» رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان قبل نحو عام ونيف اختصرها في مصطلح «التمكين»، تمكين المنشآت السياحية من التطور، للنهوض بالقطاع السياحي، وتمكين الناس من الحصول على أفضل الخدمات عبر رفع التنافسية، ورسم ملامح مستقبل السياحة اتكاء على بنية تحتية ربما يطول العمل على إرسائها، فضلاً عن إشاعة ثقافة السياحة للزائر السائح، وللمستثمر. كتبت معلقاً على الزميل صالح الشيحي، فغضب مني القارئ رعد الشمري الذي كتب على موقع «الحياة»: «في دبي أنواع من الفساد والضياع، حتى أنك تصاب بالصداع من مناظر اللبس الفاضح جداً، ومن (......)، أحب السعودية، رغم النقص فيها، وأحب أهلها، وأحب كل شيء فيها، فوالله العظيم أن جلسه شعبية في احد الجبال أو الأودية تساوي مولات دبي، وأن رؤية عباءة بنت سعودية تساوي دبي ودول العالم مجتمعه....!»، وعلامة التعجب الأخيرة من عنده. ونحن يا رعد نحب بلدنا، مئات الآلاف الذين زاروا دبي في هذه الإجازة أو غيرها ذهبوا بعباءات نسائهم، لكن لا أحد بحلق فيها ورآها كيف هي منسوجة أو ملبوسة، وهنا مربط الحدس حول الحرية التي تنشدها العائلات، وشخصياً ومعي كثيرون لم نر ما رأيت فيها، ربما لاختلاف اتجاهاتنا «السياحية». القارئ محمد القصيمي كتب على الموقع نفسه «حتى الفنادق أخي الكريم أسعارها أنسب بكثير. أنا نزلت في فندق في دبي ب(350 درهم = 360 ريال)، أنا وزوجتي وابني والفندق أربع نجوم. هذا ما لم أجده في الدمام خارج الموسم. يعني أقل فندق 4 نجوم 600 ريال برا الموسم». وهنا ما يتحدث عنه رئيس هيئة السياحة، وما بدأ به من تنظيم منشآت السكن وتقييمها وضبط نجومها وأسعارها، ثم استراحات الطرق، ثم المواصلات، هو وفريقه يهيئون البنية التحتية، ونحن وعائلاتنا وأصدقاؤنا، من يجب أن يهيئ البيئة النفسية والاجتماعية، ومن عليه الرقابة وتفعيل التنافسية محلياً وإقليمياً، وأخيراً فالعباءة ليست عبئاً، إنها التزام وتعبد في أي مكان. [email protected] Twitter | @mohamdalyami