أدى انتشار فيروسات، تسبب أمراضاً في الجهاز التنفسي، خلال إجازة عيد الأضحى، إلى حدوث زحام في بعض مستشفيات المنطقة الشرقية، إذ شهد البرج الطبي في الدمام، زيادة في أعداد المراجعين ثاني أيام العيد، بسبب التغير «المفاجئ» في الطقس، وانخفاض درجات الحرارة. ودخل مراجعون في دوامة البحث عن علاج، إثر غياب الأطباء عن مستشفيات ومستوصفات أهلية، إذ خُيروا بين دفع رسوم كشف «مضاعفة»، مقابل استدعاء طبيب استشاري من منزله، لتقديم العلاج اللازم للمريض، أو الدخول على طبيب عام، بالرسوم العادية. واعتبرت منال سعود، التي طُلب منها مبلغ مضاعف، حين طلبت الدخول إلى استشاري أطفال، لمعالجة ابنها المصاب ب «نزلة معوية»، أن العلاج «أصبح سلعة تباع وتشترى، ويتم التداول بها»، مضيفة أن «مجرد التفكير في هذه الطريقة أمر غير مقبول. وعلى وزارة الصحة أن تحدَّ من تفشي هذا الأمر، وأن تعمل على التنسيق مع مستشفيات القطاع الخاص، لتقديم الخدمات الطبية التي يحتاج إليها الناس»، متسائلة: «هل يعقل أن أرى ابني يعاني من الإعياء والتعب الشديدين، وأقف أفكر في الأجر الذي سيتقاضاه الطبيب؟ فبطبيعة الحال سأجبر نفسي على طلب الطبيب من منزله، ولن أقف مكتوفة الأيدي، وابني يعاني من درجة حرارة، قد تؤدي إلى عواقب وخيمة». وقال نائب رئيس قسم الطوارئ في أحد المستشفيات الخاصة الدكتور إبراهيم ناظم، ل «الحياة»: «إن بعض الحالات التي توافدت على مستشفيات ومستوصفات أهلية، كانت محولة من البرج الطبي، بسبب الزحام الذي حصل هناك، واحتياج بعض الأطفال إلى التنويم، بسبب الارتفاع المستمر في درجات حرارتهم، إثر التغير المفاجئ في الطقس، إذ أصيب عدد كبير من الأطفال، وحتى البالغين، بنزلات برد، تبدأ أعراضها بشعور بالإعياء والتعب العام، وتتحول الأمور تدريجياً إلى ارتفاع في درجات الحرارة، ثم احتقان في اللوزتين، ما يتطلب تقديم العلاج اللازم بسرعة»، مشيراً إلى أن هناك حالات «تحتاج إلى مبيت، لوجود ارتفاع شديد في درجات الحرارة، كما أن قسم الطوارئ، شهد كثرة في أعداد المراجعين». وأشار ناظم، إلى أن مضاعفة رسوم الكشف على المريض، مقابل طلب الطبيب الاستشاري من منزله، تم استحداثها بناء على «النقص الذي يحدث سنوياً خلال فترات الأعياد»، مضيفاً «لجأت إدارة بعض المستوصفات والمستشفيات الأهلية، إلى إيجاد حلول لنقص الأطباء خلال فترة العيد، إذ يتم الاتفاق مع استشاريين محددين، بأنه سيتم استدعاؤهم من منازلهم، في حال وجود حالة مرضية تستدعي ذلك، بناء على طلب المريض، ويكون الأجر مضاعفاً، مراعاة لحال المرضى، والأمر اختياري، فبعض المرضى تقدموا بطلب لأطباء معينين، وقمنا باستدعائهم، وقدموا العلاج اللازم، لأنه يصعب على الأطباء الدوام خلال فترة العيد، علماً بأنه خلال هذه الفترة، يكون الإنسان عرضة للأمراض أكثر من غيرها، خصوصاً فيما يتعلق في الأمراض المعوية، وأمراض الأطفال». ونفى أن يكون لهذا العمل هدف تجاري، «وإنما علاجي، لكثرة الشكاوى التي تصلنا من نقص الأطباء، إذ وجدنا أن أفضل الحلول هو طلب الطبيب من منزله، بناء على رغبة المريض، بأجر مضاعف».