نالت المستشفيات والمستوصفات الأهلية، نصيبها من «فوائد» تقلبات الطقس، التي شهدتها المنطقة الشرقية خلال الأسبوع الجاري. وكشف مسؤولون في منشآت صحية خاصة، عن لجوئهم إلى تشغيل كوادر طبية وتمريضية ساعات إضافية، لمواجهة «زحام المراجعين» خلال الأيام الماضية، بما فيها عطلة نهاية الأسبوع.وكان «نصيب الأسد» لصالح أطباء أمراض الأطفال والجهاز التنفسي. وقدر مسؤولون الزيادة في نسبة المراجعين خلال الأيام الماضية، بنحو 35 في المئة، مقارنة مع الأسابيع الماضية. وكان غالبية المراجعين يشكون من الإصابة بنزلات البرد، لدى الكبار والصغار. وأشار مشرف الخدمات الطبية في أحد المستشفيات في مدينة الخبر عبد الرحيم عدنان، في تصريح ل«الحياة»، إلى الأهمية التي تبديها إدارات المستشفيات، خلال هذه الفترة، ب«سد النقص من الكوادر، إذا حصل، وزيادة الطاقم الطبي، لتغطية زيادة أعداد المراجعين»، لافتاً إلى زيادة الإقبال على الصيدلية التابعة للمستشفى، «ما أدى إلى نفاد كميات بعض أنواع الأدوية». وقال عدنان: «مع بدء دخول فصل الشتاء، يصاب عدد كبير من الناس بأمراض منوعة، بسبب تقلبات الطقس، ووصول درجات الحرارة في ساعات الليل إلى أدنى مستوياتها، بخلاف ساعات النهار»، منوهاً إلى تأثيرات موجة الغبار، التي «زادت الإصابات وبخاصة بين الأطفال، والمتمثلة في الحساسية التي إذا تضاعفت أعراضها، وقد تتحول مع مرور السنين إلى ربو»، مضيفاً «لا نتمنى المرض لأحد، ولكن زيادة أعداد المراجعين تزيد أرباح المنشآت الخاصة بنسب كبيرة، وتختلف من منشأة إلى أخرى». وأردف ان «بعض المستوصفات يتحول خلال هذه الفترة، إلى مستشفيات متكاملة، مُجهزة بأجهزة وطواقم طبية ولوازم صيدلية، وغيرها من اللوازم الطبية»، مضيفاً ان «انتعاش سوق الخدمات الصحية الأهلية حالياً، يستوجب من إدارات المستشفيات والمستوصفات الاستعداد لهذه الفترة، وعدم المجازفة بخسران السمعة، تحت وطأة ضغط زيادة المراجعين، حتى تنعكس على بقية العام»، مستشهداً «لدينا خمسة أطباء وطبيبات لأمراض الأطفال، استشاريان اثنان، وثلاثة اختصاصيين، وتجاوز عدد المراجعين لعياداتهم خلال ستة أيام 700 مراجع، يطلبون إجراء الكشف الطبي، أو الحصول على تحاليل طبية، وأخذ حقن، وغيرها من الأمور، ورسوم كشفية الطبيب الاستشاري تصل إلى مئة ريال، وتتراوح للاختصاصي بين 60 إلى 90 ريالاً». كما جنت الصيدليات نصيبها من أرباح موسم تقلبات الطقس، من خلال زيادة الطلب على الأدوية. ولفت صيادلة إلى ان عدداً من المرضى لا يتوجهون إلى المستشفيات للعلاج، وإنما يكتفون بأخذ الأدوية التي يحددها من الصيدلي. وقالت الصيدلانية سميرة الحكيم، ل»الحياة»: «أعمل في صيدلية داخل مستشفى، ويمنع صرف الأدوية من دون وجود وصفة طبية من الطبيب داخل المستشفى. إلا انه يلاحظ أن نسبة عالية من المرضى يكتفون بالعلاج الصيدلي، وعلى رغم خطورة ذلك، إلا أنه ينعش بيع الأدوية، وتحديداً أدوية السعال والاحتقان ونزلات البرد، وغيرها من الأدوية اللازمة، ناهيك عن الأدوية المضادة للالتهاب، وكل ذلك يؤدي إلى حراك في مبيعات الصيدليات، وربما يرفع سعر بعض الأدوية».