لم تخل فرحة العيد لدى عدد من الأسر من دون منغصات، كان أبرزها «الأنفلونزا»، التي أصابت واحداً أو أكثر من أفراد العائلة. وتزايدت حالات الإصابة مع تدني درجات الحرارة خلال الأيام الثلاثة الماضية، وبخاصة خلال ساعات الليل. وعلى رغم أن «الأنفلونزا» موسمية، لكن المخاوف منها تزايدت هذا العام، بعد ظهور حالات الإصابة ب«أنفلونزا الخنازير». وأدت هذه المخاوف إلى حدوث زحام على المستشفيات الحكومية والخاصة، وبخاصة في أقسام الإسعاف والطوارئ، متوقعين أن تكون الأعراض بدايات لظهور «أنفلونزا الخنازير»، خصوصاً أن بعض المراكز الصحية، التي تم تحديدها لعلاج حالات الإصابة بالفيروس، أغلقت أبوابها بسبب عطلة عيد الأضحى، فيما قللت مراكز أخرى من ساعات الدوام. وأشار بعض المرضى وذويهم، إلى عدم استقبالهم من قبل المراكز الصحية التي تم تخصيصها لعلاج حالات «أنفلونزا الخنازير»، إلا أن مستشفى الدمام المركزي أعلن عن استعداده لاستقبال الحالات كافة، لوجود أطباء مناوبين. وأوضحت أم فهد التي راجعت مركزاً صحياً، أن «انتشار الأنفلونزا، وكثرة الأمراض خلال فترة العيد، جعلتنا نعيش في دوامة، لعدم توفر مراكز صحية قريبة، ما اضطرنا التوجه إلى مستشفى الدمام المركزي والولادة والأطفال، للحصول على العلاج، خصوصاً أن الأمر لا يستدعي تقديم علاج من المنزل، أو اللجوء إلى الصيدلية، كما كان معمولاً به سابقاً، لذا حرصنا على سرعة التوجه إلى المستشفى، عندما شعرت أن اثنين من أطفالي تبدو عليهما أعراض «الأنفلونزا». وكان المستشفى يكتظ بالمراجعين، للأسباب ذاتها، وسط أجواء من القلق والخوف، علماً أن غالبية الحالات كانت أنفلونزا عادية». وقال الدكتور عزت محي الدين، وهو مدير طبي في أحد المستشفيات الخاصة، ل «الحياة»: «إن حالات الأنفلونزا تزايدت بشكل ملحوظ خلال إجازة العيد، ما أدى إلى حدوث إرباك في عدد من المستشفيات وبين طواقمها الطبية والتمريضية، الذين أبدوا مخاوفهم من حدوث عدوى لمرض «أنفلونزا الخنازير»، في حال كان المريض مصاباً بهذا الفيروس»، مضيفاً «بدأت بعض المستشفيات بتخصيص أقسام لمرضى الأنفلونزا، لتلافي حدوث زحام، وتقديم العلاج اللازم لهم». وأكد محي الدين، أن غالبية الحالات التي استدعى الأمر تنويمها كانت «أنفلونزا عادية، إلا أنه ظهرت بعض الحالات المصابة ب «أنفلونزا الخنازير»، ومن بينها طفلة عمرها ثمانية أشهر، لا زالت تخضع للعلاج المكثف، بسبب وضعها الحرج». وأضاف أن «الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، تكثر خلال تغيير الفصول، والانتقال من فصل إلى آخر، ويتم الكشف عنها من خلال التأكد من وجود أعراض معينة، تختلف عن فيروس «H1N1»، بإجراء فحوصات طبية كتحليل الدم، ومراقبة درجات الحرارة، ومعرفة الوضع العام للجسم، وما يشهده من تحسن مع الدواء»، مستدركاً أن «عدداً من الحالات التي تم الاشتباه فيها لم تثبت إصاباتها بالمرض، إلا أن الأعراض تشير إلى احتمالية الإصابة، فتم التعامل معهم كمصابين محتلمين ب «أنفلونزا الخنازير»، وقدم لهم العلاج الذي يعطى للمصابين بهذا المرض». وتربط طبيبة الأطفال في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر فوزية الصالح، بين تقلبات الجو وانخفاض درجات الحرارة ليلاً، وبين ارتفاع درجات الحرارة خلال النهار، وكثرة التنزه، «ما أدى إلى انتشار الأنفلونزا الموسمية، بسبب تقلبات الطقس، وعدم الاستقرار، فيصبح الجسم فريسة سهلة للفيروسات، ويقل مستوى مناعته»، مضيفة «حاولنا أن نتعامل مع الحالات كافة بهدوء شديد، ومن دون استنفار، لأنه من المتوقع أن تكون الأنفلونزا عادية. وتم تقديم العلاج اللازم، وشهدت غالبية الحالات تحسناً ملحوظاً، على رغم أن البعض تطلبت حالاتهم التنويم، إلى حين انخفاض درجات الحرارة».