أدى هبوط درجات الحرارة في المنطقة الشرقية، في آخر أيام العيد، إلى زيادة عدد المصابين بأمراض الصدر والجهاز التنفسي. وشهدت المستشفيات والمنشآت الصحية في محافظات المنطقة خلال اليومين الماضيين، تزايداً في أعداد المراجعين، وبخاصة من الأطفال، الذين يشكون من عوارض الزكام وارتفاع درجات الحرارة، ما أثر على برامج الكثير من الأسر خلال أيام عيد الأضحى. وقالت الدكتورة نهلة العيلي، التي تعمل في قسم الطوارئ في أحد المستشفيات الخاصة: «أغلب الحالات التي راجعت المستشفى، تعاني من أمراض ناجمة عن تغييرات الطقس»، مضيفة ان «بعض الحالات كانت تعاني من اضطراب في الحالة الصحية، بسبب أخذ أدوية من دون استشارة الطبيب أو مراجعته، وتحديداً مضادات الالتهاب، التي قد تسبب أعراضا جانبية عدة». وأضافت العيلي، أن «تقلبات الطقس، تؤثر على الجسم، وبخاصة على الأطفال، الذين لم يكتمل جهازهم المناعي بعدما يؤدي إلى تردي حالهم الصحية. وبعضهم يعاني من «الروتا»، وهو فيروس يصاحبه قيء وإسهال وارتفاع في درجات الحرارة. وعادة يؤخذ له لقاح، خوفاً من تفاقم الحال الصحية»، وتوضح اختصاصية الأمراض المعوية في مستوصف في الدمام الدكتورة أبرار ناصر، أن «المستوصفات قد تغلق خلال فترة العيد، لأن الاعتماد الكلي على المستشفيات، وهذه المشكلة يشكو منها المراجعون، لأنها تعود بالضرر عليهم، في حال حاجتهم إلى العلاج، خصوصاً الأطفال»، مردفة ان «أمراض الأطفال متشعبة، وتتطلب أطباء اختصاصيين، وليس أطباء طوارئ فقط». وحذرت من «تناول الأدوية من دون وصفات طبية، لأنها لن تجدي نفعاً، فضلاً عن أضرارها الجانبية، فوصف العلاج يتطلب إجراء فحوصات وتشخيص لمعرفة الفيروس أو الجرثومة المسببة للمرض، والاعتماد على وصفة الصيدلي، قد تضاعف الأعراض، ولا تقضي على المرض». وأشار مراجعو مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، إلى «تكدس» المراجعين في قسم الطوارئ، ما اضطر بعضهم إلى التوجه إلى مستشفيات خاصة، وبخاصة مع وجود نقص في عدد الأطباء، وقال أحد المراجعين: «تعرض طفلي ثاني أيام العيد، إلى نزلة برد حادة، وحين راجعت المستشفى، لم أجد في قسم الطوارئ ممرضات، لإسعافه. وكان هناك طبيب واحد منهمك في معالجة حالات أخرى. وعندما تفرع لأبني، قدم له العلاج. ولكن لم تشهد حال الطفل تحسناً. لأن التشخيص كان سريعاً، ومن دون إجراء فحص سريري، أو مخبري، ما اضطرني إلى نقله إلى مستشفى خاص». وذكرت إحدى الأمهات، التي تطلبت حال ابنتها المبيت في مستشفى الولادة والاطفال، أن «فترة العيد تعتبر حرجة نوعاً ما في المستشفيات وأقسام الطوارئ. إلا أنني لاحظت وخلال تنويم ابنتي، أن الأطباء والطاقم الطبي بالكامل، يعملون على شكل مناوبات، على رغم أن عددهم قليل، ومع ذلك يتجاوزن مشكلة الزحام».