احتل الملف الايراني اجندة الاسرائيليين وتنشغل في بحثه مختلف المؤسسات السياسية والامنية والعسكرية مع الكشف عن ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع، ايهود باراك اتخذا قرار توجيه ضربة عسكرية ضد ايران ويبذلان جهودا كبيرة لتجنيد اكثرية داعمة في المنتدى الثماني لوزراء الحكومة الاسرائيلية الذين يعارضون بغالبيتهم مثل هذا القرار الذي وصف بالمغامرة الجنونية التي قد تشكل خطرا كبيرا يهدد مستقبل الدولة العبرية الاستراتيجي. وبحسب وزراء ومسؤولين في وزارة الخارجية فإن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشان الملف النووي الايراني المتوقع صدوره في الثامن من الشهر الجاري سيؤثر بشكل كبير على قرار اسرائيل حول كيفية التعامل مع ما تعتبره المخاطر المحدقة بها من ايران ومواصلة تسلحها النووي. والتوقعات في اسرائيل ان يكشف التقرير تفاصيل جديدة كثيرة عن المحاولات الإيرانية لتطوير أسلحة نووية، وليس فقط لأهداف مدنية، بالإضافية إلى رفع إيران لكمية اليورانيوم المخصب. ونقلت صحيفة "هارتس" عن وزير في المنتدى الثماني انه لم يتخذ بعد أي قرار بشان توجيه ضربة ضد ايران وبان الامر يتطلب مصادقة المجلس الوزاري الامني المصغر عليه. واشارت الصحيفة الى جهود مكثفة يقوم بها باراك ونتانياهو لضمان المصادقة الاسرائيلية على هذه الضربة. والمعرف ان خمسة من ثمانية وزراء المنتدى يعارضون الضربة وهم يوفال شطاينتس و موشيه يعالون ودان مريدور وبيني بيغين وإيلي يشاي. وكان يشاي قد كشف عن التخطيط الاسرائيلي لضرب ايران مشيرا الى انه عندما يفكر ما قد يحدث في اعقاب ضربة كهذه لا ينام الليل. اما الوزير دان مريدور فقال ان الحديث بصورة علنية عن عزم إسرائيل شن عملية عسكرية محتملة على إيران يعتبر مهزلة واعتبر مناقشة هذا الملف في اسرائيل والحديث عن عملية عسكرية هو امر في غاية الخطورة". ونقلت الصحيفة عن وزراء ومسؤولين كبار في وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية قولهم إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي سيصدر في الثامن من الشهر الجاري، سيكون له تأثير حاسم على اتخاذ القرار في إسرائيل. الى ذلك كان باراك قد صرح في اللجنة الاقتصادية التي بحثت في الموازنة العسكرية بان بلاده قادرة على توجيه ضربة كهذه لوحدها وقال باراك "في الشرق الاوسط تنشا اوضاع ستضطر فيها دولة اسرائيل الدفاع عن نفسها وامنها ومصالحها بقوة ذاتها وستضطر للدفاع عن اصرارها على الحفاظ على مختلف القضايا الحيوية لها من دون ان تتكل على قوات في المنطقة ودول اخرى لمساندتها. اما رئيس الحكومة بنيامين نتايناهو فقد اعتبر ايران النووية تشكل تهديدا على الشرق الاوسط والعالم باسره وطبعا تشكل تهديدا خطيرا على اسرائيل ، كما قال واضاف:" من جهتنا مفهوم الامن لوحده لا يمكنه الاعتماد فقط على الدفاع بل يجب ان يتضمن قدرة الهجوم التي تشكل حجر اساس لقوة ردعنا