ابتعد الكاتب والإعلامي جمال خاشقجي في حسابه على موقع «تويتر» عن التنظير السياسي، ليسكب مداده الافتراضي في خانة محلية أو دينية، إذ شنّ هجوماً على «الرقاة»، مستغرباً «صمت العلماء» عما وصفه ب«دجل الرقاة». وبدأ خاشقجي تغريداته حين كتب: «استغربُ سكوت علمائنا عن دجل الرقاة.. رقية بالتلفزيون، أخرى ب«سوفت وير»، ماء يصلك بالبريد الممتاز»... قبل أن يبتعد عن بؤرة الحديث إلى تعميم حكمه على «السلفية» بقوله: «أجمل ما في السلفية، الوسطاء بين العبد وربه»، ليعود إلى «لبِّ» موضوعه بقوله: «الرقية الشرعية باتت ساحة للنصب والإثراء السريع، الأهم أنها تشويه لصفاء العقيدة، نحتاج لنهضة سلفية جديدة تضع حداً لهذا الدجل». ويتساءل: «ما الفرق بين من يذهب لضريح يتمسح به، ومن يقبل بشيخ يمسح عليه مقابل 50 ريالاً؟» ويستطرد: «هذه ليست سلفية ابن تيمية وابن عبدالوهاب جزاهما الله عنا خير الجزاء»، قبل أن يعمَد إلى تعريف «السلفية الحقة» بأنها «فعل إيجابي يعلي قيمة الفرد، يحرره، يخرجه من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وفي ذلك قيمة تحررية هائلة». ويواصل خاشقجي هجومه على الرقاة، بإعلانه قناعاته «أي واحد يأخذ فلوس لكي يدعو لي، لا أثق به». ثم يعود للتساؤل: «من قرر أن رقية فلان فعالة وغيره ليست فعالة؟» ليبادر بالإجابة على سؤاله: «هذا كهنوت! ما الفرق إذن بيننا والصوفي إذ يقول إن شيخه واصل؟». ويستطرد: «كلاهما جعلا بينهما وبين الله وسيطاً، لا أنكر الرقية ولكن أنكر أن يختص البعض بها مقابل مال. هذا الراقي أصبح وسيطاً». ويتوسع في طرح فكرته، لتمتد إلى «الدروشة» وشماعات الفشل، فمن وجهة نظره «المسألة ليست الرقية فقط، قدر كبير من الدروشة تسلل إلى ما تميز به مجتمعنا من عقيدة صافية، فك سحر، علاج حسد وعين، إنه تعليق فشلنا على ظواهر خارقة». ويختتم تغريداته بحنين إلى الماضي و«السلفية الأولى»: «السلفية الأولى حررت البدوي البسيط وجعلته يهد الباب العالي، ويعتز بدينه على بهرج الخليفة وسلطانه، واليوم حفيده يلوم العين والحسد لفشله وفقره». تغريدات جمال خاشقجي على موقع «تويتر» حول الرقية... ورد أحد المغردين عليها.