اغتالت اسرائيل أمس خمسة من ناشطي «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الاسلامي» في قصف جوي استهدف موقع تدريب غرب رفح جنوب قطاع غزة، من بينهم قيادي بارز، فيما توعدت ال «سرايا» ب «رد نوعي على هذه الجريمة البشعة». وجاء اغتيال الخمسة قبل ساعة تقريباً من موعد مهرجان حاشد تنظمه «الجهاد» في رفح، مسقط رأس أمينها العام فتحي الشقاقي لمناسبة ذكرى استشهاده ال16. والشهداء هم القيادي أحمد الشيخ خليل من رفح، ومحمد عاشور وعبد الكريم شتات من خان يونس، وباسم أبو العطا ومحمد الخضري من حي الشجاعية في غزة. وقال الناطق باسم السرايا «أبو أحمد» إن «طائرة استطلاع إسرائيلية (من دون طيار) قصفت مجموعة قيادية من السرايا في موقع «مهاجر» بصاروخين»، ما أدى الى استشهادهم وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة. وأعلن «الاستنفار في صفوف سرايا القدس للرد على جريمة الاغتيال الصهيونية»، معتبراً أن «رسالة الاحتلال وصلت الى المقاومة وسترد عليها بقوة»، واصفاً هذا التصعيد بأنه «الأخطر منذ أشهر». ووصفت «سرايا القدس» الشهيد خليل بأنه أحد أبرز قادة «وحدة الهندسة والتصنيع» فيها، وسبق وتعرض لمحاولات اغتيال عدة بُترت يده في إحداها، وهو شقيق الشهداء القادة محمد وأشرف وشرف محمود الشيخ خليل. وقالت إن ردها على «الجريمة الصهيونية سيكون مدوياً ونوعياً وفي قلب الدولة العبرية». واعتبر القيادي في «الجهاد» أحمد المدلل أن اغتيال الخمسة «تأكيد على أن العدو الصهيوني يحاول أن يعيد قوته ووزنه في المنطقة على حساب مجاهدي سرايا القدس، لكن المقاومة في غزة لن تُكسر إرادتها، وهي أقوى بكثير مما يتوقع الاحتلال وستزداد قوة». وشدد على أن عملية الاغتيال «هدفها كسر إرادة المقاومة وتعكير أجواء الفرحة التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني بعد صفقة وفاء الأحرار التي مرغت أنفه». وأكد أن «المقاومة ستواصل جهادها ومقاومتها ضد العدو الصهيوني، وسيكون الرد على هذه الجريمة بطريقة موحدة بين أذرع المقاومة كافة». من جهة أخرى، اعترف ناطق باسم جيش الاحتلال بأن طائرة اسرائيلية اغتالت الناشطين الخمسة، معتبراً ان المستهدفين «كانوا صيداً ثميناً لاشخاص شكلوا خطراً على أمن اسرائيل». ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي عن ناطق في الجيش قوله إن طائرة اغتالت «خلية فلسطينية تابعة للجهاد الاسلامي كانت مسؤولة عن اطلاق صواريخ على (مدينة) اسدود (40 كيلومتراً شمال القطاع) في الفترة الاخيرة»، في اشارة الى صواريخ «غراد» اطلقت قبل يومين. بدورها، حمّلت حركة «حماس» سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن «الجريمة الجديدة»، وقالت إن «الاحتلال يتحمل النتائج كافة المترتبة على جريمته البشعة التي يحاول من خلالها إفساد اجواء الاحتفالات بالأسرى المحررين والتعبير عن غيظه من انتصار المقاومة». كما حمّلت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع العسكرية ل «لجان المقاومة الشعبية»، الاحتلالَ المسؤولية عن «جريمته»، وتوعدت بأن «لا تمر هذه الجريمة من دون رد». وقال الناطق باسم «كتائب شهداء الأقصى – أيمن جودة» الملقب «أبو عاصف» إن «الساعات المقبلة ستشهد تصعيداً ضد الاحتلال من فصائل المقاومة الفلسطينية كافة رداً على الجريمة الصهيونية في حق كوادر سرايا القدس». وأضاف أن «دماء شهدائنا لم ولن تذهب هدراً، وسنرد على العدو الصهيوني بكل ما أوتينا من قوة». ودعت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الذراع العسكرية ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» فصائل المقاومة كافة الى «التوحد والتصدي والرد على جرائم الاحتلال بكل قوة وبكل أشكال النضال». وجددت «موقفنا الرافض لأي تهدئة مع الاحتلال، فعدونا الغدار لا يحترم أي تعهدات أو اتفاقات، ويواصل جرائمه في حق شعبنا ومقاومتنا، ونؤكد أن جرائمه لن تمر من دون عقاب». وقالت: «أمام هذا التصعيد الخطير والجريمة البشعة... ندعو الى ضرورة رص الصفوف والوحدة الوطنية والميدانية لمواجهة المحتل الصهيوني، فلا بديل عن الوحدة، فهي سبيلنا نحو النصر والتحرير ودحر المحتلين وتعزيز صمود شعبنا».