ساد الهدوء امس أحياء شمال العاصمة اليمنية بعدما تمكنت لجنة الوساطة المحلية من تثبيت وقف إطلاق النار منذ ظهر أول من امس بين المسلحين المناوئين للنظام والقوات الحكومية، رغم بعض الانفجارات التي سمعت ليل الأربعاء - الخميس. وتمكنت مسيرة شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح من تجاوز مناطق التماس بين قوات الأمن وقوات الفرقة الأولى المدرعة المنشقة عن الجيش في شارع الزراعة جنوب شرقي «ساحة التغيير» وجولة كنتاكي وشارع الزبيري وسط صنعاء، وصولاً إلى جولة عصر غرباً حيث تفرعت منها تظاهرة أخرى اتجهت شمالاً إلى شارع هائل قبل أن تعودا إلى ساحة انطلاقهما أمام جامعة صنعاء من دون تسجيل أي مواجهات أو اشتباكات رغم وصول تعزيزات من قوات الأمن المركزي ومرافقة جنود الفرقة المدرعة للتظاهرتين بحجة حماية المتظاهرين من أي اعتداءات. ولوحظ تبادل التحيات بين جنود الأمن المركزي والمتظاهرين في مشهد نادر، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة التي شهدت صدامات عنيفة بين الجنود والمتظاهرين. من ناحية ثانية، نفى مصدر عسكري يمني معلومات أوردها بيان لقوات الجيش المنشقة عن النظام حول حادث تحطم طائرة النقل العسكرية في قاعدة العند (جنوب) الاثنين الماضي والذي أودى بحياة ثمانية خبراء سوريين ويمني واحد. وقال المصدر إن تحطم الطائرة وهي من طراز «انطونوف» الروسي وقع نتيجة خطأ وسوء تقدير من الطيار أدى إلى هبوطه قبل المدرج، وأن السوريين الذين كانوا على متنها هم مدربون في كلية الطيران والدفاع الجوي منذ 11 سنة في إطار برتوكول للتعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين، مشيراً إلى نجاة سبعة أشخاص هم خمسة يمنيين وسوريين اثنين. وكان بيان للجيش المنشق ذكر أن تحطم الطائرة نجم عن «عملية انتحارية نفذها قائد الطائرة» وأن السوريين الذين كانوا على متنها «طيارون مرتزقة استقدمهم النظام لقصف اليمنيين المعارضين له. إلى ذلك، قتل ثلاثة اشخاص يشتبه بانتمائهم الى «القاعدة» وجرح ستة آخرون الأربعاء في غارة جوية على بلدة الشقرة قرب زنجبار، عاصمة محافظة أبين (جنوب)، رجح مسؤولون محليون أن تكون طائرة أميركية بلا طيار نفذتها.