قتل خمسة اشخاص بينهم جنديان من القوات اليمنية المنشقة ومتظاهرة واصيب 45 آخرون على الاقل عند قيام مسلحين مدنيين وعسكريين موالين للنظام باطلاق النار امس على المتظاهرين في صنعاء لليوم الثاني على التوالي، حسبما افادت مصادر طبية كما قتلت متظاهرة ثانية في مدينة تعز جنوب العاصمة اليمنية. وقالت مصادر ميدانية ل(اليوم)، ان سيدة في الخمسينات من عمرها وتدعى» عزيزة عبده عثمان غالب» قتلت على يد مسلحين مجهولين من الموالين للرئيس صالح لدى مشاركتها في مسيرة نسائية غاضبة في مدينة تعز»جنوب اليمن». فيما سقطت الاخرى في شارع الرباط خلال مسيرة حاشدة للتنديد بمجزرة الاحد التى راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى وتدعى «أسماء» إثر اصابتها برصاصة في الرأس وقال شهود عيان ل(اليوم) ان قوات من الأمن المركزي والحرس الجمهوري باشرت بإطلاق النار على جموع المتظاهرين في شارع الربط القريب من ساحة التغيير في صنعاء سقط خلالها عدد من القتلى . وذكر شهود عيان ان جنود الفرقة الاولى مدرعة التي يقودها اللواء الاحمر كانوا في مقدمة المتظاهرين لذا تعرضوا للرصاص. وتمكن مئات الالاف من المتظاهرين من المرور عبر شارع الزبيري التجاري الرئيسي الذي يفصل بين منطقة معارضي الرئيس علي عبدالله صالح ومنطقة المؤيدين له، بالرغم من اطلاق النار والاشتباكات العنيفة في المنطقة. وردد المتظاهرون شعارات اكدوا فيها اصرارهم على المضي قدما في التظاهر حتى اسقاط النظام. وهتف عشرات الالاف من المتظاهرين «يا احمد علي يا غدار هذه مسيرة انذار» في اشارة الى نجل الرئيس اليمني الذي قود قوات الحرس الجمهوري، و»ما تعبناش ما تعبناش حريتنا مش ببلاش»، و»الله اكبر سلمية، الله اكبر حرية». وكان المتظاهرون انطلقوا من ساحة التغيير في وسط صنعاء ثم بدأ قمعهم بالرصاص الحي من قبل مسلحين مدنيين وقوات شرطة الامن المركزي، وذلك بالقرب من المستشفى الجمهوري وسوق السمك جنوب شرق ساحة التغيير. واطلقت النيران على المتظاهرين من الجهة الغربية لشارع الزبيري، بما في ذلك من المنازل. كما سجلت اشتباكات بين جنود الفرقة الاولى مدرعة والقناصة في حي باب القاع كما اندلعت اشتباكات عنيفة مع القوات الموالية للرئيس صالح في حي الجامعة القديمة وبالقرب من المستشفى الجمهوري وعند تقاطع شارعي هائل الزبيري في وسط صنعاء. واشتدت المواجهات بين القوات الموالية والمنشقة عند الظهر واستمرت حتى بعد الظهر، خصوصا على امتداد شارع الزبيري .وقد سمع دوي انفجارات كبيرة في دوار كنتاكي ومدخل شارع الزبيري. ويبدو ان العنف يتصاعد بشكل كبير في العاصمة اليمنية التي شهدت السبت اعمال عنف دامية اوقعت ما لا يقل عن 29 قتيلا خلال تفريق مئات آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام وفي معارك ضارية بين مسلحين قبليين مناهضة ومناصرة للرئيس علي عبد الله صالح. وتم اغلاق الطرق المؤدية الى القصر الجمهوري بالدبابات، فيما اغلقت جميع المدارس في صنعاء ابوابها.
المطالبة بسحب جميع القوات العسكرية والقبلية المسلحة من صنعاء وفي وقت سابق، طالب اللواء المنشق علي محسن الاحمر بسحب جميع القوات العسكرية والقبلية المسلحة من صنعاء بما في ذلك القوات التي يقودها بنفسه. وطالب الاحمر ب «التدخل السريع للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان لايقاف المذابح واخراج القوات المسلحة والجيش من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والامن المركزي وحتى الفرقة اولى مدرع (التي يقودها الاحمر) الى خارج العاصمة والمدن الرئيسية بما لا يقل عن 200 كيلومتر منها». كما طالب الاحمر في البيان الصادر عن «قيادة انصار الثورة الشبابية الشعبية والسلمية والجيش اليمني الحر المؤيد للثورة»، ب «اخراج المجاميع القبلية المسلحة التي يستقوى بها على ابناء شعبنا من العاصمة صنعاء وكافة المدن اليمنية، حفظا لارواح ودماء ابناء شعبنا». ودعا الاحمر الى ارغام الرئيس علي عبدالله صالح على توقيع المبادرة الخليجية وتسليم السلطة.