لم تنته معاناة «فتيات الطائف المعضولات» بموت أختهن أمل، فلم يسدل الستار على القضية، مثل ما ذُكر بنهاية «سعيدة، انتهت بالمصالحة، ولم شمل العائلة من جديد». إذ فتح موت أمل الباب على «خطر أكبر» يهدد حياتهن» بحسب قولهن. وعاودت الأم وبناتها الثلاث المعضولات، مناشدة أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، عبر خطاب أرسلنه الأسبوع الماضي، مطالبات فيه ب «الحماية ونزع ولاية» والدهن. وعزت الأم وبناتها، أسباب استمرار القضية، ل«تواصل سلسلة المعاناة التي لم تقف عند حدها بوفاة أمل (أخت غير شقيقة لبقية الفتيات)، التي لقيت مصرعها أخيراً، في حادثة ارتطام في شاحنة، أثناء عودتها لمدينة الطائف برفقة والدها. وكانت «الحياة» تابعت قصة «الفتيات المعضولات»، ابتداءً من هروبهن من الطائف، إلى الشرقية، في تموز (يوليو) الماضي، تحت عنوان «أم وبناتها الثلاث يقطعن 1000 كم هرباً من العضل والعنف الأسري». وجاء الفصل الثاني من القصة بعنوان «رحلة فتيات معضولات من الطائف ل «الشرقية» تنتهي بوفاة إحداهن». وقالت البنت الوسطى (تحتفظ الصحيفة باسمها)، ل «الحياة»: «إن القضية مستمرة في أجزائها وفصولها، إذ عاودنا مراجعة إمارة الشرقية من جديد، لإيجاد حل لقضيتنا»، مضيفة «لا زلنا نقف على حافة الخطر». وعن تفاصيل مراجعتهن للإمارة، أضافت «توجهنا صباح السبت الماضي، للإمارة، لمناشدة أمير الشرقية، حمايتنا من جور والدنا». وأضافت «لا زلنا نعيش الخطر، فخطر التهديد وقع بالفعل». وأشارت إلى «ذهول الاختصاصية التي دونت الخطاب الموجه لأمير المنطقة، إذ اعتقدت أن القضية انتهت بالصلح بيننا وبين والدنا، مثلما أعتقد الآخرون أيضاً. وكما نقل رئيس لجنة التكافل الأسري في الإمارة الدكتور غازي الشمري، في تصريحاته الصحافية»، موضحة «لم تبذل اللجنة أي جهد في حل مشكلتنا، بدليل ان حالنا لم يتغير». وطالبت بتحويلهن إلى «جهة أخرى غير لجنة التكافل الاجتماعي، إن لم يتم إصلاح الوضع»، وعزت هذه المطالبة ب «تحويلهن من قبل الإمارة إلى لجنة التكافل الاجتماعي مرة ثانية، وهذا ما عرفنا به من خلال متابعتنا للمعاملة». وأضافت «لم تقدم لنا اللجنة أي شيء، سوى أننا خسرنا واحدةٍ منا، وليس لدينا أدنى استعداد لخسارة أخرى». وذكرت «تضمن خطابنا نزع ولاية الأب، وطلب الحماية. لعدم كفاءة والدنا». وقالت: «علمنا أنه يمارس حياته الطبيعية بصحة جيدة بعد الحادثة، ولم يكلف نفسه عناء رفع سماعة الهاتف، ليطيب خاطر أم الفقيدة أمل». وأضافت «لا يزال اسم والدتنا في بطاقة والدنا العائلية، ولم يقم بإنزاله منها، على رغم مرور وقتٍ كافٍ على الطلاق، الذي لم يكن ليعترف به، لولا وجود شاهدٍ، إضافة إلى إننا تثبتنا بأنفسنا من صحة هذا الأمر من المحكمة، ولدينا نسخة تثبت ذلك». ووسط تنهدات الأم، التي كانت تدعي «حسبنا الله عليه»، قالت ابنتها: «إن والدي لا يزال يستفيد من مبالغ الضمان الاجتماعي المخصص لأمي ولنا». يُشار إلى ان والد الفتيات، أبدى في وقت سابق ل «الحياة»، استغرابه مما نقلته الفتيات، نافياً ممارسته «عنفاً أسرياً» تجاه بناته. وأكد ان الحادثة التي توفيت فيها أمل «قضاء وقدر»، وأصيب فيها هو بكدمات وكسور. ورفض ما نسبته له البنات من سوء معاملة، ومنعهن من الزواج. كما أبدى موافقته على بقاء بناته مع أخيهن في الشرقية. هيئة حقوق الإنسان «لا ترد» «الحياة» حاولت الاتصال مراراً وتكراراً، في المشرف على فرع هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية إبراهيم عسيري، وإرسال رسائل نصية غير مرة إلى موبايله، لمعرفة دورهم في قضية الفتيات، لكنه لم يجب على الاتصالات، أو يرد على الرسائل النصية. المحامي: لم أختفِ... ولكنني اعتقدت أن القضية حُلت بالصلح