القدس المحتلة، الخليل - رويترز - قلل مسؤولون اسرائيليون من شأن انباء افادت امس بأن اتفاقا سيبرم قريبا بين اسرائيل وحركة «حماس» يتضمن الافراج عن جندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة غلعاد شاليت في مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين من السجون الاسرائيلية. وأكدت مصادر سياسية اسرائيلية وفلسطينية وديبلوماسية غربية أن وسطاء مصريين ما زالوا يعملون على اعداد مجموعة من الاجراءات تشمل تبادلا للسجناء واتفاقات لوقف اطلاق النار وتخفيف الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة والتقارب بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة. وازدادت التكهنات في شأن التوصل الى اتفاق، خصوصا بعد أن حددت مصر السابع من الشهر المقبل موعدا نهائيا للتوصل الى مصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس»، وكذلك حلول الذكرى السنوية الثالثة لاسر شاليت. وقال مسؤولون اسرائيليون وديبلوماسيون أوروبيون في المنطقة امس ردا على تقارير صحافية اسرائيلية منسوبة الى ديبلوماسيين أوروبيين عن قرب ارسال شاليت الى مصر، انهم لا يعرفون بوجود أي تطورات ملموسة في المفاوضات التي قالوا انها تمضي قدما. من جانبها، قللت «حماس» أيضا من شأن تقارير سابقة في هذا الصدد. وربطت اسرائيل التي تواجه أيضا ضغوطا من الولاياتالمتحدة لاستئناف المحادثات مع عباس، بين الحصار ومصير شاليت، وقال مسؤول حكومي ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو يريد من المجتمع الدولي أن يضغط على «حماس» لا على اسرائيل، مضيفا: «حماس احتجزت شاليت ما يقرب من ثلاث سنوات، ولم يحصل ولو على زيارة واحدة من ممثل للصليب الاحمر. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط في اتجاه الافراج عنه ويجب أن يضغط من اجل مثل هذه الزيارة». ونقل عن مصدر سياسي اسرائيلي أن أحد هذه الاحتمالات هو أن يبرم اتفاق خطوة بخطوة يبدأ بنقل «حماس» لشاليت الى مصر حيث يبقى على اتصال بأسرته، وفي المقابل تبدأ اسرائيل بفتح المعابر الى قطاع غزة، ثم يعقد الطرفان اتفاقا نهائيا في شأن سجناء «حماس». وقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك لوكالة «رويترز» اول من أمس: «المصريون يقفون وراء الاتفاق الذي من المتوقع أن يتحدث عن الهدنة وفتح المعابر الى قطاع غزة وعن شاليت». وأضاف: «نريد (الاتفاق) خلال الايام القليلة المقبلة لانني تركت... ما يقرب من 11 ألف سجين في السجون الاسرائيلية». من جهة اخرى، حض الدويك اسرائيل على قبول عرض «حماس» بعقد هدنة طويلة الاجل، وقال ان الحركة رغم أنها لا تعترف بالدولة اليهودية تعرض «شكلا ما من المصالحة» يمكن في حالة قبولها من جانب اسرائيل أن تحقق سلاما دائما في الشرق الاوسط. واضاف انه يتعين على اسرائيل أن تنسحب من الاراضي الفلسطينية الى حدود ما قبل حرب عام 1967، وأن تسمح بقيام دولة فلسطينية في مقابل تعهد بعدم اللجوء للعنف. وتابع: «علينا أن نغتنم هذه الفرصة... هذه لحظة الحقيقة... أرجو أن يستفيد الاسرائيليون من هذه اللحظة لمصلحتهم ومصلحتنا». وقال الدويك ان أي هدنة يجب أن تستمر لاطول فترة ممكنة كي تسمح بحدوث مصالحة، واضاف: «لتكن اسرائيل ذكية بما يكفي لتمديد هذا النوع من الهدنة الى أقصى ما يستطيعون... ومن ثم سيكون هناك جيل سينحي جانبا أي نوع من الخلاف ويسعى للمصالحة». وتابع: «نصحت الاسرائيليين مرارا وقلت لهم ان جيلا جديدا سينشأ بدلا من الشباب الذين يحملون الحزام الناسف على وسطهم، ويقول أريد أن أُموّت وأن أموت (اقتل) عدوي».