تونس - أ ف ب (خدمة دنيا) - رسم فنانون تشكيليون تونسيون لوحات فنية على أعمدة جسر الجمهورية في قلب العاصمة تونس، في أول تجربة لهم خارج الفضاءات المغلقة، وذلك في إطار تظاهرة «ألوان الحرية تشرق في تونسالجديدة» التي انطلقت قبل يومين. وشارك سبعة رسامين محترفين وطلبة فنون جميلة في هذه التظاهرة، من خلال رسوم زيّنت بعض أعمدة الجسر الذي يبلغ طوله نحو 1300 متر والمطل على شارع الحبيب بورقيبة الذي شهد حراكاً لافتاً أيام الثورة التونسية قبل تسعة شهور. ويعتمد التصور الفني لهذا المشروع على مجموعة من المقاطع التصويرية داخل إيقاع حركي يتفاعل مع ديناميكية الحياة اليومية التي ينبض بها الشارع التونسي. وتعتمد المؤثرات التشكيلية على علامات خطية مستلهمة من قصيدة «أغاني الحياة» للشاعر التونسي الراحل أبو القاسم الشابي. ومن بين المشاركين الفنانون جمال عبد الناصر وعبد المجيد المسعودي ووليد الزواري وإبراهيم العزابي. وتنظم التظاهرة بمبادرة من وزارة الثقافة بالتعاون مع المندوبية المحلية للثقافة والرابطة التونسية للفن التشكيلي التي أبصرت النور على أثر الثورة التي أطاحت نظام زين العابدين بن علي بعد 23 سنة من الحكم المطلق. وقال الأمين العام للمنظمة الرسام إبراهيم العزابي «إن هذه التظاهرة هي الأولى من نوعها في تونس، وترمي إلى الخروج بالفن التشكيلي من الفضاءات المغلقة إلى مساحات أرحب من أجل التعبير عن فكرة ما أو موقف ما، بعد تحضير أو بشكل عفوي، كما تنطوي على كثير من الروح الفنية الثائرة». وأضاف: «هدفنا إنشاء متحف في الشارع ليقف الزائرون على أهمية الفن التشكيلي في تونس الذي بقي حبيس الفضاءات المغلقة في الماضي». وتعتبر «فنون الشارع» جديدة في تونس. ففي الماضي لم تكن الرسوم على الجدران تعكس الشأن السياسي في البلاد، خوفاً من العقاب أو التبعات القضائية، بل تقتصر على ألفاظ سوقية أو عبارات تشجيع لفرق رياضية أو لوحات إعلانية أو صور للرئيس السابق.