تأجيل معرض الكتاب في تونس (للمرة الثانية) لم يمنع التونسيين من التظاهر سلميًا، في أجمل ما وقع بعد الثورة تحت شعار «تونس تقرأ»، في شكل حضاري شدّ كل الوافدين على الشارع الرئيسي في العاصمة التونسية الذي تحول إلى مكتبة عمومية ذات سماء مفتوحة، وفي مجموعات متفرقة هنا وهناك تمسك كتبًا مختلفة المواضيع واللغات: قصص الأطفال، والروايات، والكتب الدينية، والسياسية، والفكرية، والسير، وحتى كتب الرياضة وفنون القتال. فكل أصناف الكتب كانت حاضرة في الشارع بين أيدي مطالعيها على ضوء الشموع حتى ساعات متأخرة من الليل، أينما جلت ببصرك ترى الكتب في كل مكان، شباب وشيب وأطفال مستفيدة من التخفيضات التي عرضتها المكتبات المحيطة بشارع «الحبيب بورقيبة»، وملبيين فكرة «تونس تقرأ»، والتي كانت باقتراح ثلة من المثقفين عبر صفحات «الفايسبوك» في مرحلة أولى لتقترح في مرحلة ثانية على الملإ ليشارك الجميع في هذه التظاهرة ورسم صورة حضارية جدا للعالم من خلال الإصرار على حرية التعبير لأنه لأول مرة توزع الكتب في تونس دون رقابة لموضوع الكتاب أو انتمائه.. فهل تعيد هذه الحركة الأمل في مستقبل القراءة والمطالعة في تونس وباقي الدول العربية؟!. فبرغم التحولات التي طرأت على عالمنا المعاصر، مازال الكتاب يحتل موقعه عند المتلقي ويعتبره مصدرًا من المصادر الهامة لتنمية زاده اللغوي والمعرفي. لقد حان الوقت إلى أن نقطع مقولة «أمّة اِقرأ لا تقرأ».