أعلن مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية يوسف الأحمد «تحفظ» بلاده على قرار الجامعة الأخير «جملة وتفصيلاً» بما في ذلك إسناد رئاسة اللجنة الوزارية الى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الأحمد قوله خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء أول من أمس إن سورية تتحفظ على قرار مجلس الجامعة «جملة وتفصيلاً وفي ما يتعلق بصياغته أيضاً ولا سيما في ما يخص إسناد رئاسة اللجنة العربية الوزارية لرئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها». وزاد: «هناك أسباب واعتبارات جوهرية تتعلق بالدور المنحاز والسلبي الذي تلعبه دولة قطر سياسياً وإعلامياً تجاه الأحداث التي تشهدها سورية والذي ينصب في اتجاه التصعيد والتحريض ضد سورية وتشويه حقيقة ما يجري فيها على الأرض». وكان قرار الجامعة تضمن تشكيل لجنة وزارية برئاسة قطر وعضوية الجزائر والسودان وعمان ومصر والأمين العام للجامعة نبيل العربي للاتصال بالقيادة السورية لوقف العنف وبدء الحوار بين الحكومة وأطراف المعارضة ل «تنفيذ الإصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري». وزاد الأحمد إن بلاده «تحفظت على تضمين القرار دعوة إلى حوار شامل في مقر جامعة الدول العربية»، مؤكداً أن سورية «دولة مستقلة وذات سيادة تقودها سلطة شرعية قادرة على إدارة جميع شؤون البلاد وحماية أمنها وسلامة مواطنيها، وإن أي حوار وطني لا يمكن إلا أن ينعقد على الأرض السورية وبمشاركة جميع أطياف وفئات المجتمع على اختلاف انتماءاتهم وبحضور جامعة الدول العربية وفق ضمانات وآليات شاملة يتم الاتفاق عليها». كما شدد على أن سورية «لم ولن يتراجع موقعها العربي والإقليمي كعامل آمان واستقرار في المنطقة، وأنها لا يمكن أن تنكفئ على داخلها أو أن تتخلى عن مواقفها ودورها الأساسي في إدارة العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا المصيرية والحقوق العربية». وكان مندوب سورية قال في كلمة في افتتاح الاجتماع إن «توقيت» الدعوة إلى عقد الاجتماع العربي «غريب ومريب ونرجو ألا يكون مرتبطاً في شكل أو آخر بفشل تحرك الولاياتالمتحدة الأميركية وأتباعها الأوروبيين ضد سورية داخل مجلس الأمن الدولي، وإن كنا نظن ذلك»، قبل أن يؤكد «أننا سنبقى في سورية نتعامل بإيجابية وانفتاح مع أي جهد عربي مخلص وفعال يسعى إلى تجاوز الأزمة في سورية وبمنأى عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري والعربي». كما قال الأحمد: «من منطلقات العروبة والأخوة والإنسانية، نحمل كل ذي مسؤولية المسؤولية عن كل نقطة دم تهدر على الأرض السورية إلى اليوم بسبب قيام تلك الأجهزة الإعلامية باستخدام أساليب التجييش والتحريض والدعاية الرخيصة ضد الموقف الرسمي السوري والتعتيم على الضحايا من مدنيين ومن ضباط وجنود الجيش وقوى الأمن الذين يسقطون برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة وغض النظر عن أعمال التخريب والإرهاب التي ترتكبها هذه المجموعات». ونقلت «سانا» عن الأحمد حديثه عن القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس بشار الأسد مساء السبت بتشكيل لجنة لإعداد مشروع دستور جديد لسورية «تمهيداً لإقراره وفق القواعد الدستورية، وضمت اللجنة في عضويتها مجموعة من الشخصيات القانونية والسياسية المشهود بكفاءتها ونزاهتها وتمثل الطيف الوطني في البلاد بما يشمل المعارضة ومن مختلف الانتماءات السياسية والاجتماعية ويعزز مفاهيم العدالة والحرية والديموقراطية والتعددية والمواطنة».