أعلنت الحكومة السورية في وقت متأخر مساء الأحد تحفُّظها على كل من القرار الذي اتخذته الجامعة العربية، بإجراء حوار بين السلطة والمعارضة في مقر الجامعة العربية خلال 15 يوماً، وعلى تكليف قطر برئاسة لجنة عربية وزارية مكلفة بالاتصال مع الحكومة السورية. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن السفير يوسف أحمد مندوب سوريا الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس وفدها لاجتماع الجامعة الطارئ، أعلن تحفُّظ بلاده على القرار الصادر عن مجلس الجامعة جملة وتفصيلا، رافضاً أي دعوة للحوار الوطني تجرى خارج الأرض السورية، باعتبارها دولة مستقلة وذات سيادة تقودها سلطة شرعية قادرة على إدارة جميع شؤون البلاد حسب قوله. وفور الإعلان عن القرار هاجمته وسائل الإعلام السورية الحكومية والمقربة منها. ونقلت قناة الدنيا عن "متابعين" وصفهم القرار ب"الوصاية"، التي يسعى مجلس الأمن لوضع سوريا تحتها. كما أعلنت سوريا تحفظها على إسناد رئاسة اللجنة العربية الوزارية لرئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها. وأوضح السفير أحمد في كلمة أمام الاجتماع الوزاري العربي، أن هناك أسباباً واعتبارات جوهرية تتعلق بالدور المنحاز والسلبي الذي تلعبه دولة قطر سياسياً وإعلاميا تجاه الأحداث التي تشهدها سوريا، معتبراً أنه ينصب في اتجاه التصعيد والتحريض ضد سوريا وتشويه حقيقة ما يجري فيها على الأرض على حد قوله. مظاهرات أمام مقر الجامعة في تلك الأثناء تظاهر المئات من السوريين المقيمين بالقاهرة أمام مقر الجامعة العربية خلال الاجتماع الوزاري، ضد ما وصفوه ب"الانتهاكات" التي يتعرض لها الشعب السوري من قبل النظام. وهتف المشاركون في المظاهرة ضد الأسد، ودعوا الجامعة إلى التجميد الفوري لعضوية سوريا فيها. ميدانياً ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن عدد القتلى ارتفع إلى 14 قتيلاً قضوا يوم الأحد جراء حملة عسكرية تخللتها مداهمات واعتقالات لمدن عدة في سوريا. وذكر ناشطون أن ستة مواطنين على الأقل، قُتلوا على أيدي قوات الأمن السورية خلال كلمة السفير السوري في مقر الجامعة، وهو ما اعتبروه مؤشراً واضحاً على رفض النظام السوري لوقف "آلة القتل" وتجاهل دعوات المجتمع الإقليمي والدولي لوقف العنف. وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل مواطن وإصابة ثلاثة بجراح، إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص على متظاهرين خرجوا مساء الأحد من مسجد الجسر احتجاجاً على حملة الاعتقالات التي حصلت أمس في المدينة. سقوط قتلى في عدة مدن سورية وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد ذكرت في وقت سابق، أن حملة اعتقالات كبيرة جرت في الزبداني خلال أمس الأحد، للنشطاء والأهالي شملت ثلاثة أخوات من النساء، وتوصلت الهيئة العامة بأسماء 30 منهم. وفي حمص (وسط) أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل مواطنين اثنين قبل فجر اليوم، وإصابة عشرة بجراح، إثر إطلاق الرصاص أمام منزل القيادي في هيئة التنسيق المعتقل منصور الأتاسي في شارع البرازيل. كما أكد المرصد السوري من مقره في لندن، أن قوات الأمن السورية اقتحمت حي جورة الشياح وطريق الغوطة بالتزامن مع إطلاق رصاص كثيف، كما سُمعت أصوات إطلاق الرصاص في أحياء البياضة والخالدية والإنشاءات والنازحين، وارتفع عدد القتلى الذين سقطوا بالمدينة مساء أمس إلى ستة قتلى، أربعة منهم في شارع البرازيل واثنين في حي الخالدية كما أصيب مالايقل عن 39 شخصاً بجراح. إلى ذلك تحدثت الهيئة العامة عن مداهمة منازل واعتقالات بحي الميسر وعن قصف للأبنية في حي البياضة ما أدى إلى هدم منزلين بالكامل، وإصابة خمسة مواطنين بينهم طفلين جراء القصف، وعن انشقاقات بين عناصر الجيش والأمن عند الصيدلية العمّالية واشتباكات عنيفة بين الطرفين. وفي درعا جنوب البلاد، اعتقلت قوات الأمن عدة مواطنين بينهم طفل (11) عاماً، في بلدة نصيب بعد حملة أمنية مساء الأمس. في وقت جرى فيه قطع الاتصالات الخليوية عن معظم مناطق درعا.