نفذ "حزب الله" أمس تهديده بقصف حيفا رداً على التدمير الاسرائيلي للضاحية الجنوبية والمرافق والقرى اللبنانية وأمطرها بوابل من صواريخ رعد 2 و رعد 3 على ثلاثة مراحل في أعنف قصف تتعرض له اسرائيل منذ حرب تشرين الأول أكتوبر 1973، واشارت حصيلة أولية الى سقوط ثمانية قتلى وعشرات الجرحى معظمهم في محطة قطارات. وفي رد فوري على الهجوم بالصواريخ على ثالث أكبر المدن الاسرائيلية، قال رئيس الوزراء ايهود اولمرت أن الهجمات"ستكون لها عواقب بعيدة المدى، مضيفاً ان اسرائيل لن ترضخ لضغوط"حزب الله"، وأن لا شيء سيردعنا عن تحقيق أهدافنا في اعادة الهدوء الى الحدود الشمالية لاسرائيل وحكومتنا مصممة على القيام بكل ما يلزم لتحقيق أهدافنا". وكانت اسرائيل قالت في وقت سابق أن مهاجمة حيفا ستكون تجاوزاً للخط الأحمر. وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتز أن الجيش الاسرائيلي لن يتردد في ضرب أي قاعدة لإطلاق الصواريخ تابعة لحزب الله اينما كانت. فيما اتهم وزير النقل الاسرائيلي شاوول موفاز سورية بتسليم"حزب الله"الصواريخ التي ضربت حيفا مبرزاً للصحافيين كرات معدنية كانت داخل العبوات لتزيد من قدراتها. وقال المتحدث باسم الحكومة آفي بازنر:"انه أسوأ هجوم يتم اطلاقه حتى الآن من لبنان"، واصفاً قصف حيفا بأنه تصعيد بالغ الخطورة من قبل"حزب الله". وأحدثت صواريخ"حزب الله"دماراً كبيراً في المحطة والقطارات. وهرع سكان المدينة التي تبعد 35 كيلومتراً عن الحدود مع لبنان الى الملاجئ، وعاش السكان البالغ عددهم 250 ألفاً حال رعب حقيقية، اذ أن المدينة تضم مصانع ومستودعات مواد بتروكيماوية وسامة. وقال يونا ياهاف رئيس بلدية حيفا:"الاصابات في محطة القطار هي الأكثر خطورة، انه صباح حزين لنا، لم نعتده منذ حرب الخليج 1991". وعلى أثر اطلاق الصواريخ على حيفا، أعلنت القيادة الاسرائيلية للمنطقة العسكرية الشمالية أن الجيش أمر سكان جنوبلبنان بمغادرة المنطقة والتوجه شمالاً. ولم يوضح الجيش الاسرائيلي بأي وسيلة وجه هذه الأوامر الى سكان جنوبلبنان. وأعلن مسؤول كبير في وزارة البيئة الاسرائيلية بدء نقل المنتجات الكيماوية في منطقة حيفا الى الجنوب. وقال يوسي انبار أن"قسماً من هذه المنتجات الكيماوية السامة التي كانت مخزنة في منطقة حيفا نقل الى الجنوب"، مشيراً الى خفض انتاج هذه المواد في مصانع المنطقة الى الحد الأدنى. وانعكس الوضع مباشرة على الاقتصاد حيث سجلت جميع مؤشرات بورصة تل أبيب تراجعاً تراوح بين 2.2 و 3.5 نقط. كما أثار الهجوم الصاروخي على حيفا الخوف في مدينة تل أبيب العاصمة الاقتصادية لاسرائيل والتي تقع جنوب حيفا. وأصدر الجيش الاسرائيلي تعليمات لسكان المدينة تحسباً لاحتمال سقوط صواريخ قد يطلقها"حزب الله"على هذه المنطقة. وجاء في بيان صادر عن الجيش"نطلب من سكان تل أبيب وشمال هذه المنطقة أخذ حيطة أكبر والنزول الى الملاجئ أو التواجد في غرف ليس فيها نوافذ". من جهته أبلغ"حزب الله"وكالة"د ب أ"أنه لن يستثني أي مكان داخل اسرائيل اذا استمر العدوان الاسرائيلي على الشعب اللبناني. واصدر الحزب بيانات عن قصف حيفا جاء في أولها:"بعدما تمادى العدو الصهيوني قتلاً وتدميراً وبعد ليلة طويلة من القصف المدمر للضاحية الجنوبية والمناطق اللبنانية المختلفة وبعد ضرب الموانئ والبنى التحتية وآخرها معمل الجية الحراري تعلن المقاومة الاسلامية انها قصفت مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع"رعد 2"و"رعد 3"وذلك في تمام التاسعة صباح اليوم امس". وجاء في البيان الثاني:"استمراراً في ردها على تمادي العدو الصهيوني في اعتداءاته أمطرت المقاومة الاسلامية مجدداً مدينة حيفا في تمام التاسعة وخمس وأربعين دقيقة بدفعة من صواريخ"رعد 2"و"رعد 3". وعند الساعة الثانية بعد الظهر أطلقت دفعة جديدة من الصواريخ على حيفا ونهاريا وشافي صهيون. وأفاد ناطق اسرائيلي انها لم توقع إصابات. وهددت المقاومة بضرب المنشآت البتروكيماوية في حيفا في بيان قالت فيه:"ان المقاومة الاسلامية تحذر العدو الصهيوني من أي حماقات جديدة لأنها في هذه الضربة تعمدت تحييد المنشآت البتروكيماوية ولكنها في المرة المقبلة لن تستثني شيئاً في حيفا أو محيطها". على صعيد آخر، أعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي أمس أنه تم انتشال جثث ثلاثة من أفراد طاقم البارجة الاسرائيلية التي أصيبت بصاروخ أطلقه"حزب الله"يوم الجمعة الماضي قبالة السواحل اللبنانية. وقالت المتحدثة أن"اجراءات التعرف الى القتلى انتهت وعثرنا على أشلاء ثلاث جثث". وبالعثور على هذه الجثث ترتفع حصيلة القتلى بين الجنود الاسرائيليين منذ بداية المواجهات اللبنانية الاسرائيلية الأربعاء الماضي الى 12 جندياً.