سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معارك ضارية في منطقة "الحزام الامني" - خسائر اسرائيلية في المواجهات البرية والقصف الصاروخي - مناشير تطالب بعض سكان الضاحية الجنوبية باخلائها واشنطن رفضت طلباً اسرائيلياً بارسال موفد الى دمشق . نصرالله للإسرائيليين : سنقصف تل أبيب إذا قصفتم بيروت
فيما شهدت بعض المناطق اللبنانية المتاخمة للحدود الاسرائيلية معارك ضارية بين القوات الاسرائيلية ومقاومي"حزب الله"بدا واضحا ان المواجهة في طريقها الى التوسع ومزيد من الالتهاب، بعدما تبادلت اسرائيل والحزب التهديدات بضرب"العواصم"والبنى التحتية. ففي حين اعلن ان وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس امر الجيش بالاستعداد للانتشار حتى نهر الليطاني داخل الاراضي اللبنانية، هدد الامين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله بقصف تل ابيب اذا استهدفت بيروت، وردت اسرائيل بانها ستدمر كل البنى التحتية في لبنان ردا على اي قصف يستهدف كبرى مدنها. وتزامن التصعيد الميداني في جنوبلبنان حيث قتل 4 جنود إسرائيليين واصيب 15 آخرون بجروح ونعى"حزب الله"اربعة شهداء، مع مشاورات في مجلس الامن حول مشروع قرار فرنسي لوقف النار. وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في كلمة نقلت عبر الفيديو الى قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في ماليزيا، ان لبنان فقد 900 قتيل ثلثهم من الأطفال تحت سن الثانية عشرة، وأكد ان الحكومة لا تستطيع ان تبقى على أنقاض شعبها وخرائبه، وطالب المؤتمر بتأييد الخطة الشاملة لإنهاء الحرب التي أجمعت عليها الحكومة اللبنانية والقمة الروحية. راجع ص 2، 3، 4، 5، 6 و11 وقال حسن نصر الله في رسالة متلفزة ليل امس ان المقاومة ستقصف تل أبيب في حال قُصفت بيروت ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت بأنه احمق، وأكد ان المواطنين الذين اسرهم الكوماندوس الإسرائيلي في عملية الإنزال في بعلبك ليل الثلثاء رهائن على إسرائيل ان تفرج عنهم من دون مبادلة. لكن نصرالله عرض في الوقت نفسه وقفا للقصف الصاروخي والجوي، وقال"اؤكد ان قصفنا للمستعمرات سواء في الشمال او ما بعد حيفا او وصولا الى تل ابيب هو رد فعل وليس فعلا. تعتدون على مدننا وعلى قرانا وعلى مدنيينا وعلى عاصمتنا فنقوم برد فعل... لكن في اي وقت تقررون فيه وقف حملاتكم على مدننا وقرانا ومدنيينا وبنانا التحتية نحن لن نقصف بالصواريخ اي مستعمرة او مدينة اسرائيلية ونفضل في طبيعة الحال ان يكون القتال في الميدان". وقصف"حزب الله"على دفعات عدة ظهر امس وبعد الظهر، المستعمرات شمال إسرائيل ب 300 صاروخ بعد قصفه أول من امس للمرة الأولى غور الأردن على بعد 70 كلم من الحدود. وقالت المقاومة الإسلامية انها استهدفت مدينتي نهاريا وعكا ومستعمرات كابري، جيشر، كفرفرديم، ايفن مناحيم، معالوت، المطلة، معيان باروخ، كفرجلعاد، كريات شمونة، مسكافعام، مرغليوت وشومرة. وكان القصف ظهراً على عكا وعدد من المستعمرات ادى الى سقوط 7 قتلى إسرائيليين ثلاثة منهم من قرية ترشيحا العربية في الجليل. وتحدث التلفزيون الإسرائيلي عن إصابة 22 إسرائيلياً. وفيما رمى الطيران الإسرائيلي مساء مناشير على منطقة الضاحية الجنوبية تطلب من سكان أحياء ماضي، بئر العبد والرويس وحارة حريك اخلاءها فوراً بعد ان تعرض بعض أحيائها صباحاً للقصف الجوي للمرة الأولى منذ 4 ايام، شهدت المناطق الحدودية معارك ضارية منذ الفجر على محاور عدة حاولت القوات الإسرائيلية تعزيز مواقعها فيها داخل الأراضي اللبنانية في قرى عيتا الشعب، رامية، شيحين، الحمامص قرب سهل الخيام. وأعلنت المقاومة في بيانات عدة عن تمكنها من تدمير دبابات ميركافا وجرافات إسرائيلية. وأدى القصف المدفعي الكثيف الذي استهدف القرى الجنوبية المحيطة بقرى المواجهات الميدانية الى مقتل عدد من المواطنين، واستهدف القصف منذ ليل أول من امس مئات القرى التي استحالت المنازل المدمرة فيها الى حطام كامل في كل اقضية الجنوب. وفي وقت قصف الطيران الإسرائيلي مساء مدينة بعلبك البقاعية مجدداً، أشار التلفزيون الإسرائيلي الى ان محاولات التقدم والقصف في المحاور الحدودية الجنوبية ان المنطقة الأمنية التي يسعى الجيش الإسرائيلي لإقامتها تضم 20 قرية وتمتد بعمق 6 كلم من الحدود. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي انه يعتزم إقامة منطقة أمنية بعمق 15 كلم في الأيام المقبلة. لكن بيانات المقاومة أكدت انها صدت محاولات التقدم الإسرائيلية داخل القرى. كذلك أشارت مصادر دولية الى ان التقدم الإسرائيلي حتى الآن لا يتعدى مئات الأمتار. على الصعيد السياسي، قال نائب الأمين العام ل"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم ان الحزب"لن يقبل وقفاً لإطلاق النار لا يشمل انسحاب جميع القوات الإسرائيلية من أي أرض قد تكون احتلتها في الهجوم الحالي"، وأضاف في تصريحات لقناة"الجزيرة"انه ينبغي ان يتضمن وقف العمليات الحربية ايضاً إعادة الأشخاص الذين هجّروا من قراهم في جنوبلبنان. وأكد مسؤول الإعلام في الحزب حسين رحال الخميس انه لن يقبل بوقف إطلاق النار في ظل وجود"جندي إسرائيلي واحد على الأرض اللبنانية". وقال رحال:"نحن مع وقف العدوان بالمعنى الأوسع من وقف إطلاق النار. العدوان يعني دخول قوات العدو الى أرضنا. أي وقف إطلاق النار لا يتضمن هذا الأمر لا يعنينا". وأضاف:"نحن لا نقر بوجود ولو جندي إسرائيلي واحد على الأرض اللبنانية ... ولا تستطيع الحكومة ولا غير الحكومة ان تقول لنا لا تطلقوا النار على جندي او على دبابة تحتل أرضنا". وعلّق رئيس المجلس النيابي نبيه بري على قول رئيس الجمهورية إميل لحود أول من امس ان البنود السبعة التي طرحها الرئيس السنيورة للحل لم تلق إجماعاً في مجلس الوزراء لجهة استقدام القوات الدولية، فقال:"الرئيس السنيورة لم يطرح سلة كاملة وهو ألقى كلمة في مؤتمر روما وناقش مجلس الوزراء هذه الكلمة ووافق عليها بالإجماع". وأضاف بري الذي ترأس اجتماعاً نيابياً من اجل تحريك البرلمان للتحضير لمرحلة ما بعد وقف النار:"لا يزال الجانب الأميركي يعطي فرصة أطول للعدوان"، مشيراً الى امكان عقد مجلس الأمن الاثنين المقبل. وأكد بري"التمسك بالدعوة الى وقف شامل وفوري للنار وتشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم الإسرائيلية". على صعيد أعمال الإغاثة، استمرت امس النداءات عبر شاشات التلفزة والإذاعات من بعض القرى الجنوبية المحاصرة التي ما زال بعض المواطنين فيها، لإيصال المساعدات وانتشال الجثث من تحت الركام ونقل الذين يريدون النزوح. على صعيد آخر، لم تدخل السفينتان المحملتان مادتي الفيول اويل والمازوت الى مرفأي بيروت وطرابلس، كما كان مقرراً فجر الأربعاء اول من امس، على رغم الحصول على موافقة اسرائيلية، اذ ينتظر أصحاب السفينتين المستأجرتين من شركة"سوناطراك"الجزائرية"الضمانات الأمنية الخطية"من الأممالمتحدة للدخول. وأبلغت مصادر دولية"الحياة"ان المفاوضات في شأن هذا الموضوع لا تزال جارية للتوصل الى حل. ويتفاوض لبنان مع الأممالمتحدة لتأمين الممر الآمن لاستيراد المحروقات في ظل الحصار الإسرائيلي. اما في ما يتعلق بمادة البنزين، فإن المساعي جارية ايضاً لفتح"ممر آمن"لها. وأكدت مصادر دولية ان الكميات المتوافرة تكفي لنحو 14 يوماً. وفي حين لم تعلن المصادر الرسمية الكميات المتوافرة، اكتفت بالقول ان الكميات تكفي في ظل سياسة التقنين المتبعة في التوزيع. توسع حتى الليطاني وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه يعتزم"تطهير"منطقة أمنية عرضها 15 كيلومتراً في جنوبلبنان خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال الناطق باسم القيادة الشمالية الميجور زفيكا غولان للصحافيين إن الجيش يسيطر بالفعل على حوالي 20 قرية تبعد عن الحدود مسافات تتراوح بين ستة وسبعة كيلومترات. وأضاف:"نسعى إلى تطهير 15 كيلومتراً داخل لبنان خلال الايام القليلة المقبلة. وسنحتاج الى مزيد من الألوية... ربما لواءان آخران. وهذا يتوقف على تصريح من الحكومة". ودعا وزير الدفاع عمير بيريتس كبار ضباط الجيش مساء امس الى الاستعداد للمرحلة الثانية من الهجوم العسكري في جنوبلبنان التي تعني توسيع المنطقة الخاضعة لسيطرة اسرائيل الى نهر الليطاني. وقالت ناطقة باسم الجيش ان القرار اتخذ بعد مقتل ثمانية مدنيين في شمال اسرائيل بقصف"حزب الله"الصاروخي. وحرصت على التوضيح"انها استعدادات وليس أمر عمليات". وكان الجنرال يوهانان لوكر من القوات الجوية قال في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي في تل ابيب"من اجل تقليص قدرات حزب الله في هذا المجال لا بد من عملية برية، مثل تلك الجارية الان والتي يتم توسيعها حاليا في جنوبلبنان". واضاف"ثمة مئات من اجهزة اطلاق الصواريخ وبعض هذه الصواريخ مزود انظمة للاطلاق المتأخر، ويجب الاقرار بان نجاحاتنا على هذا الصعيد قليلة". وتابع"نسعى ايضا الى توفير أكبر قدر من الدعم للقوات البرية التي تخوض عمليات". من جهته، اعلن قائد القوات البرية الاسرائيلية الجنرال بيني غانز ان قوات خاصة اسرائيلية تواصل تنفيذ عمليات في العمق اللبناني، وحتى قرب بيروت، في محاولة لتعطيل صواريخ"حزب الله"البعيدة المدى. واضاف"في منطقة بيروت وفي عمق الاراضي اللبنانية، تواصل القوات الجوية وقوات خاصة لن ادلي بتفاصيل حولها، تنفيذ عمليات لضرب المقار العامة لحزب الله". واشنطن وسورية أشارت مصادر قريبة من الادارة الأميركية ل"الحياة"الى أن"البيت الأبيض ليس في صدد فك العزلة والضغوط التي يفرضها على سورية والدخول معها في محادثات مباشرة مع دمشق حول الأزمة"رغم"مطالبات مسؤولين اسرائيليين بذلك". وقالت المصادر التي اجتمعت أخيرا مع مسؤولين في البيت الأبيض أن واشنطن رفضت طلبا"للحكومة الاسرائيلية منذ أسبوعين بارسال موفد أميركي الى دمشق واطلاق حوار حول الأزمة"، واعتبرت أن واشنطن"تريد ابقاء العزلة المفروضة على دمشق ولا تنوي في الوقت الحالي رفع درجة التواصل مع الحكومة السورية"بعد سنة ونصف على سحب سفيرتها مارغريت سكوبي من دمشق في شباط فبراير 2005. وكان نواب ديموقراطيون حضوا الادارة الجمهورية على ارسال موفد الى سورية على غرار ما كان يقوم به الرئيس السابق بيل كلينتون في أزمات مماثلة. وأشارت المصادر الى أن واشنطن تفضل التحاور مع سورية عبر"طرف ثالث"، وأن هناك مسؤولين داخل الادارة الأميركية"يحملون سورية مسؤولية مباشرة في اندلاع الأزمة ولا يريدون مكافأتها بفك العزلة أو تخفيف الضغوط عنها". وأكدت المصادر أنه وخلال اجتماعات للبيت الأبيض بعد نشوب الأزمة"اقترح مسؤولون أميركيون أن تقوم الحكومة الاسرائيلية بضرب خلايا ارهابية داخل سورية"، وهو"ما عارضته تل أبيب". وقالت المصادر أن واشنطن تتوقع أن"تصل العملية الاسرائيلية في لبنان الى ذروتها خلال الايام القليلة المقبلة"نظرا"لزيادة الضغوط الدولية على اسرائيل لوقف عملياتها العسكرية". وفي باريس، جدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك موقفه من ضرورة التوصل الى اتفاق بين جميع الاطراف في لبنان قبل ارسال قوة دولية الى الحدود في لبنان، في اتصال هاتفي اجراه من مقر اجازته الصيفية في جنوبفرنسا مع رئيس الحكومة السويدي غوران بيرسون وتناول فيه الوضع في الشرق الاوسط والمحادثات الجارية في مجلس الامن. وقال شيراك ان"التوصل الى اتفاق سياسي يشمل كل الاطراف أمر اساسي بالنسبة الى فرنسا، على ان يحظى الاتفاق بموافقة الاممالمتحدة"، موضحا ان"هذا الاتفاق شرط مسبق لا تراجع عنه لارسال قوة دولية الى لبنان".