بدا أمس، أن ثمة اتجاهين في تكتيك الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان في يومها الثامن عشر، الأول نحو الإمعان في تدمير المدن الرئيسة في الجنوب، وارتكاب المزيد من المجازر في حق المدنيين، كما حصل في النبطية أمس، وتهجير أضعاف من نزحوا حتى الآن، والثاني نحو اعتماد طائرات الاستطلاع لرصد تحركات سيارات محددة واصطياد أصحابها من الجو كما حصل في الضاحية الجنوبية. وترافق هذان التوجهان مع إعلان الجيش الإسرائيلي من القدسالمحتلة ان قواته انسحبت من مواقعها من مدينة بنت جبيل الحدودية بعد سبعة ايام من المعارك الضارية مع عناصر المقاومة الإسلامية الجناح العسكري لپ"حزب الله"، ورفض الحكومة الإسرائيلية الالتزام بأي وقف لإطلاق النار لأهداف إنسانية. وإذا كان الهدوء الحذر ساد مناطق الجنوب لفترات وجيزة صباحاً،إلا انه كان هدوء ما قبل العاصفة، إذ شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية اعتباراً من العصر عشرات الغارات على مدينة النبطية مستهدفة الأبنية السكنية، ودمرت بناية نمر نصار تدميراً كاملاً فوق ساكنيها مؤلفة من 7 طبقاتالذين استشهد منهم سبعة، وكذلك بناية حسن بيطار وبناية غسان قديح. وارتكبت إسرائيل مجزرة بحق عائلة عدنان الحركة وهو موظف في الدفاع المدني، اذ ما كاد يغادر منزله في الشرقية حتى أغارت الطائرات على البناية التي يقطنها ودفنت زوجته وأولادهالأربعة وطفلين آخرين من أبناء الجيران كانا يلهوان مع أطفال الحركة إضافة الى المواطن نايف بدير تحت الركام. وفيما أكد سكرتير الحكومة الإسرائيلية يسرائيل ميمون من تل أبيب أمس، إنه"لا يوجد موعد"لإنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان، فإن الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي أحصت 60 هدفاً قالت:"ان سلاح الجو الإسرائيلي قصفها خلال ليل أول من أمس وحتى الساعات الأولى من صباح أمس، في لبنان". وأشارت الى"أن من بين الأهداف التي أغارت عليها الطائرات الإسرائيلية قرابة 37 من المباني والمنشآت التي يستخدمها حزب الله". وكانت المواجهات بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي"حزب الله"تواصلت في محيط مدينة بنت جبيل الحدودية قبل إعلان الجيش الإسرائيلي الانسحاب منها. وأصيب ستة جنود إسرائيليين بجروح طفيفة خلال المواجهات. وأحصت قوى الأمن سقوط نحو 350 صاروخاً وقذيفة إسرائيلية على محيط بنت جبيل وقريتي عيترون وعيناتا المجاورتين. وأكد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي رداً على سؤال لوكالة"فرانس برس"ان القوات الإسرائيلية"غيرت انتشارها بحسب تطور الوضع الميداني في قطاع مارون الراس وبنت جبيل"، مشدداً على ان هذه القوات ما زالت تنشط في هذا القطاع. الاصطياد من الجو ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤول في"حزب الله"ان إسرائيل تستخدم طائرات من دون طيار لمراقبة السيارات وتوجيه قذائفها وصواريخها صوب الأهداف التي تريد ضربها وبينها مسؤول في"حزب الله"نجا امس من هجوم شنته إحدى هذه الطائرات. وأوضح المسؤول"ان الجيش الإسرائيلي يستخدم هذه الطائرات ليس فقط لالتقاط صور وإنما لإسقاط قنابل بعينها على الأهداف التي تلاحقها". وكانت طائرة إسرائيلية استهدفت في السابعة والربع صباحاً سيارة جيب من نوع"شيروكي"في منطقة غاليري سمعان بين افران الأمراء ومحطة هاشم. ونجا السائق بأعجوبة. ولم تغب طائرة الاستطلاع MK عن أجواء العاصمة والضاحية الجنوبية. وأفاد مصور وكالة"فرانس برس"ان سيارة من نوع شيروكي زيتية اللون احترقت تماماً وهي متوقفة وسط الطريق في منطقة غاليري سمعان. الجنوب وشمل القصف الجوي والبري والبحري مروحة واسعة من البلدات والقرى الجنوبية سبق ان تعرضت لقصف متكرر سابقاً. وسجل قصف مدفعي عنيف تركز على اطراف بلدات الرمادية، قانا وصديقين، وغارات على أطراف كفرا وخراج كونين، تبنين وياطر. كما قصفت المدفعية الاسرائيلية خراج بلدات رامية، بيت ليف، عيتا الشعب، سهل الخيام، ومزرعة الحمرا، وادي السلوقي، فرون، برعشيت، عيترون، محيط مدينة بنت جبيل، الصوانة وكونين، وأطراف بلدات: بيوت السياد، المنصوري، مجدل زون من البوارج الحربية الاسرائيلية. وأغارت الطائرات على محيط بلدتي عيتيت والقليلة. وتعرضت أطراف بلدات دير قانون النهر، العباسية، طير دبا، معركة وطورا لقصف مدفعي متقطع من البوارج الإسرائيلية، كما شهدت منطقة مجرى الليطاني تحليقاً مكثفاً للطيران المروحي الإسرائيلي. واستهدفت الغارات محيط أنصار والزرارية وقلعة ميس بين عبه والزرارية ومجرى نهر الليطاني، وأغارت الطائرات على طريق بلدتي دير عامص وقانا عند الطريق العام، ما ادى الى قطعها. وتعرضت اطراف بلدات الحنية، زبقين، جبال البطم، مجدل زون، المنصوري، بيوت السياد، عيتيت، محرونة ومزرعة مشرف المجادل، جويا، الشهابية، عيتا الجبل لقصف مدفعي متقطع من البوارج الحربية، وأفيد عن جرح المواطن محمود تليه بجروح طفيفة في قصف استهدف راس العين. واستهدفت الغارات منزل المواطن محمود عبدو محيش في محيط بلدة برج رحال، كما تضرر منزل المواطن حسن منصور في حي العين. وأغارت الطائرات مرتين متتاليتين على حي القلع في بلدة بدياس. وأدى القصف على رب ثلاثين الى استشهاد فاطمة علي فقيه 55 سنة ونقلت الى مستشفى مرجعيون الحكومي. وأدى القصف على كفركلا الى جرح إبراهيم قاسم شيت. واغارت الطائرات الإسرائيلية على طريق عين بسوار - جرجوع ما ادى الى قطعها، كما أغارت الطائرات على طريق جرجوع - اللويزة. على صعيد آخر دفنت في صور أمس جثامين 40 شهيداً إضافياً في مقبرة جماعية، لمن لم يحضر أحد لاستلام جثثهم لاستحالة الوصول أو لأن لم يبق أحد من عائلاتهم. مناشير فوق الزوطرين وفي الحرب النفسية على المدنيين المحاصرين، ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباحاً منشورات فوق زوطر الشرقية وزوطر الغربية دعت فيها الأهالي الى إخلاء المنطقة فوراً والاتجاه شمالاً. منطقة الهرمل وطاولت الاعتداءات الإسرائيلية مجدداً منطقة الهرمل شمال البقاع، إذ أغارت الطائرات فجراً على جسر نهر العاصي الذي أصيب بأضرار فادحة. كما أحدث القصف خراباً وتدميراً في سائر المقاهي والمتنزهات والمنشآت السياحية والبيوت المجاورة، ونفق معظم الثروة السمكية في الأحواض القريبة وعلى مسافة مئات الأمتار. البقاع الغربي وأدت غارة نفذتها مروحيات إسرائيلية على قرية عين عرب المحاذية للحدود مع إسرائيل في البقاع الغربي الى استشهاد ستة مدنيين لبنانيين. وأوضحت الشرطة اللبنانية ان مروحيتين من طراز"اباتشي"أغارتا على قرية عين عرب المحاذية لقرية الغجر الحدودية التي تحتل إسرائيل قسماً من أراضيها، ما أدى الى تدمير خمسة منازل ومقتل ستة مدنيين وإصابة اثنين آخرين بجروح. وكانت الطائرات أغارت في الواحدة بعد الظهر، على سيارة بيك آب عند مفترق غزة - لوسي في البقاع الغربي، ما أدى الى إصابة مواطن. ونفذت الغارة طائرة استطلاع MK كانت تحلق فوق المنطقة. والجريح هو جمعة طعمة 40 عاماً كان قريبا من السيارة، وهو من عرب الفاعور من بلدة الروضة في البقاع الغربي،. ونقل الى مستشفى فرحات للمعالجة. كما استهدف صاروخ آخر سيارة"بيك آب"ثانية محملة بالبطاطا كانت تمر في الشارع الرئيس لبلدة غزة في البقاع الغربي وأصيب المواطن علي القادري. ونفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية تحليقاً ظهر أمس، فوق منطقة عكار. المقاومة الإسلامية في المقابل واصلت المقاومة الإسلامية استهداف شمال إسرائيل بالصواريخ، ونفت المقاومة في بيان لها أمس،"ما يروجه الإعلام الصهيوني الغادر عن استشهاد أكثر من عشرين شخصاً من مجاهديها"، مؤكدة أن"ذلك لا يتعدى كونه جزءاً من أضاليل العدو وأكاذيبه التي اعتدنا عليها في محاولات متكررة لتغطية خسائره المعنوية والمادية". وكانت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي ادعت"ان إسرائيل قتلت 12 على الأقل من مقاتلي"حزب الله"في الاشتباكات في بلدة بنت جبيل، ما يرفع العدد الإجمالي لقتلى"حزب الله"في الصراع الى اكثر من 200". مضيفة ان"الجنود عثروا في البلدة على أسلحة من بينها صواريخ مضادة للدبابات وبنادق وجهاز لرصد الألغام". وأعلنت المقاومة أن رجالها قصفوا مدينة عكا، ومستوطنات: نهاريا، كريات شمونة، كابري، شلومي، يعرا وغشر هزيف. وذكرت المقاومة في بيان لها ان"بعد الإخفاق الذريع لجيش العدو الإسرائيلي في المعارك الميدانية وتقهقره تحت نيران المقاومة الإسلامية ورداً على اعتداءاته الغاشمة على المدنيين الصامدين في قراهم وبلداتهم، أطلق مجاهدو المقاومة الإسلامية في الثالثة والدقيقة 16 رزمة من الصواريخ على مدينة عكا ومستعمرات نهاريا، وكريات شمونة وكابري، وشلومي، ويعرا، وغشر هزيف. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيليأفادتان الشرطة الإسرائيلية في منطقة السهل الساحلي في جنوب حيفا رفعت مستوى التأهب تحسباًلإطلاق"حزب الله"صواريخ طويلة المدى على هذه المنطقة بعد سقوط خمسة صواريخ أول من أمس في مدينة العفولة. وأصيب إسرائيليان في مدينة معالوت القريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية جراء سقوط صواريخ كاتيوشا في المدينة. وأصاب أحد الصواريخ منزلاً فارغاً في معالوت وأحدث أضراراً، فيما أدى صاروخ آخر إلى اشتعال حريق. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة"يديعوت أحرونوت"الاسرائيلية عن مصادر طبية ان أحد سكان معالوت أصيب بشظايا صاروخ سقط في البلدة. كما سقطت 7 صواريخ في مدينة طبريا وأصابت منشأة صناعية من دون أن تسفر عن إصابات بعدما سقط أحد الصواريخ على الطريق المؤدية إلى المدينة وفي مناطق مفتوحة أخرى. كذلك سقط صاروخان في نهاريا من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. ودوّت صفارات الإنذار بعد الظهر في مدينة حيفا من دون الإعلان عن سقوط صواريخ في المدينة أو ضواحيهاوفي وقت سابق من يوم أمس، سقط صاروخ كاتيوشا في منطقة مدينة صفد من دون التسبب بإصابات أو أضرار. وطالبت الشرطة الإسرائيلية وقيادة الجبهة الداخلية المواطنين في كل منطقة شمال إسرائيل بالتزام البيوت، فيما طالبت سكان منطقة العفولة بالبقاء قريباً من البيوت وفي أماكن آمنة في حال تعرضت هذه المناطق للقصف بالصواريخ البعيدة المدى.