تدهورت الأوضاع الأمنية في دارفور في شكل خطير، واستمرت المواجهات بين القبائل العربية - العربية من جهة، وبين فصائل المتمردين المختلفة من جهة أخرى، موقعة عشرات الضحايا. وأعلنت الخرطوم انها ستشارك في مؤتمر يعقد الثلثاء في بروكسيل لدعم قوات الاتحاد الأفريقي المنتشرة في الإقليم حتى نهاية العام وتنفيذ اتفاق أبوجا. ويعتزم المؤتمر حض الحكومة السودانية على القبول بنشر قوات دولية في غرب البلاد لوقف العنف المتصاعد. وأعلن حاكم ولاية جنوب دارفور الحاج عطا المنان أمس أن حصيلة ضحايا القتال بين قبيلتي الرزيقات والهبانية العربيتين ارتفعت الى 95 قتيلاً و121 جريحاً من الطرفين حتى ليل الجمعة. وأعرب عطا المنان في تصريح نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية، عن بالغ أسفه وحزنه لما حدث من قتال بين أبناء قبيلتي الهبانية والرزيقات مما أدى الى وقوع عشرات الضحايا من القبيلتين، مؤكداً أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من التعزيزات الأمنية في مناطق الفردوس أبو سنبدرة في محافظة الضعين ومناطق السنطة والجرة بهدف ضبط الأمن وبسط هيبة الدولة و"التعامل بقوة القانون ضد كل من تسول له نفسه زعزعة أمن المواطنين واستقرارهم". وعزا محافظ منطقة الضعين طلحة موسى مادبو في تصريح إلى الصحافيين ارتفاع عدد القتلى على رغم توقف القتال إلى انعدام الخدمات الصحية اللازمة لمعالجة الجرحى في مدينتي الضعين وبرام، مشيراً إلى أن 60 من القتلى و107 من الجرحى ينتمون الى قبيلة الهبانية، فيما بقية القتلى من قبيلة الرزيقات. وفي سياق متصل، اعلنت"حركة تحرير السودان"برئاسة مني أركو مناوي التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة في أيار مايو الماضي، ان قوات تابعة لتشاد المجاورة وتحالف"جبهة الخلاص الوطني"التي تناهض الاتفاق شنت هجمات واسعة على مواقعها في شمال دارفور وغربها بدأت منذ ثلاثة أيام خّلفت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى من الطرفين. وقال محمد حامد دربين الناطق العسكري باسم"حركة تحرير السودان"ان 58 سيارة تشادية محملة عتاداً حربياً هاجمت بالتعاون مع عناصر"جبهة الخلاص"الخميس قوات حركته في منطقة امبوش. وأضاف إن السيارات التشادية التي تحركت من منطقة باهاي الحدودية أسرت 9 من قوات الحركة قبل أن تهاجم قواعدها في منطقة مزبد مخلّفة 4 من القتلى وعدداً من الجرحى في صفوف الحركة. ونوه دربين إلى ان القوات المتحالفة شنت هجوماً صباح الجمعة على منطقة قربراء حيث تتمركز قوات الحركة، وألحقت اضراراً كبيرة بالمواطنين. وأضاف أن"حركة تحرير السودان"تعمل على حصر عدد القتلى والجرحى، لكنه أكد، في الوقت ذاته، تكبيد القوات المتحالفة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وتدمير 3 سيارات. وذكر ان القوات ما زالت تهاجم مواقع الحركة، وتتحرك داخل الحدود السودانية في ولاية شمال دارفور. وأكد ان الحركة بصدد التقدم بشكوى الى جهات إقليمية ودولية على رأسها الاممالمتحدة والإتحاد الأفريقي لانتقاد السلوك التشادي. إلى ذلك، قال مستشار الرئيس السوداني الدكتور مجذوب الخليفة أمس ان حكومته ستشارك في مؤتمر تستضيفه بروكسيل الثلثاء المقبل لتوفير احتياجات قوات الاتحاد الافريقي المنتشرة في دارفور. وذكر الخليفة في تصريحات صحافية ان وفداً رفيع المستوى من الخرطوم يرأسه وزير الخارجية الدكتور لام أكول ويتألف من مسؤولين في رئاسة الجمهورية ووزارة المال سيتوجه إلى بروكسيل غداً الإثنين للمشاركة في المؤتمر الذي دعت إليه الأممالمتحدة لدعم الإتحاد الأفريقي في دارفور وتعزيز اتفاق السلام الذي وقعته حكومته في أبوجا مع"حركة تحرير السودان"وهي الفصيل الرئيسي للمتمردين في دارفور، مشيراً إلى أن ممثلين للمتمردين السابقين سيشاركون في المؤتمر. وأشار إلى ان هناك اتصالات مع كثير من الدول لتقديم دعم لقوات الاتحاد الأفريقي. وقال إن المطلوب من المؤتمر هو دعم الاتحاد الأفريقي حتى نهاية العام، خاصة أن موقف حكومته لم يتغير إزاء تحويل مهمات القوات الأفريقية في دارفور لقوات أممية. وكانت تقارير أفادت أن المؤتمر المزمع عقده في بروكسيل الثلثاء بمشاركة الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان سيضغط على السودان في اتجاه السماح لمهمة تابعة للمنظمة الدولية بأن تحل محل قوة أفريقية تتألف من 7035 جندياً سيئة التجهيز في محاولة لوقف العنف المتصاعد في الإقليم. في غضون ذلك، باشر متمردو حركة"جيش الرب"الأوغندية المعارضة وممثلون للحكومة الأوغندية محادثات أمس في جوبا، عاصمة إقليم جنوب السودان، بوساطة من حكومة الإقليم، ودخلا في مناقشة وقف اطلاق النار بين الطرفين لتحسين الأجواء من أجل انجاح المفاوضات. وقال مسؤول في حكومة جنوب السودان للصحافيين إن الجانبين سيناقشان وقف النار والقضايا الأمنية العالقة. وكانت المحادثات افتتحت الجمعة في جوبا في حضور النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت وممثلين للامم المتحدة والاتحاد الأفريقي وبعض الدول الاوروبية.