توسعت دائرة العنف في اقليم دارفور المضطرب غرب السودان، ودخلت إلى مناطق الصراع ميليشيات مسلحة جديدة يشتبه بأن عناصرها تسللت من دولة تشاد المجاورة. وفي غضون ذلك، عرض الاتحاد الافريقي، راعي مفاوضات أبوجا، اقتراحاً أمام المفاوضين لتجاوز عقبة المسائل الأمنية الشائكة والدخول في الملف السياسي. وعلمت"الحياة"أن ميليشيات مسلحة جديدة دخلت أمس إلى دائرة الصراع في اقليم دارفور واشتبكت على الحدود السودانية - التشادية مع"حركة تحرير السودان"الفصيل المسلح الرئيسي في غرب السودان. وفيما اشارت مصادر حكومية إلى أن الميليشيات المعنية عناصر انشقت من متمردي دارفور، ذكر الناطق باسم"جيش تحرير السودان"محمد حامد"أن الجماعة المسلحة عناصر تشادية سلحتها الخرطوم في إطار خطة دعائية تعلن فيها ان المتمردين انشقوا أو أن مجموعات منهم سلمت سلاحها إلى الحكومة، إلا أن هذه الخطة انكشفت". وقال إن"التشاديين المأجورين اختلفوا مع الحكومة في شأن استحقاقاتهم المالية وتحولوا عصابات نهب مسلح". وأضاف:"اشتبكوا معنا في جنوب مدينة الطينة وقتلنا منهم سبعة أفراد". الى ذلك، اتهم حامد القوات الحكومية بحرق 30 قرية خلال يومين شمال مدينة الضعين شرق دارفور في مثلث اللعيت جار النبي وطويشة وحسكنيت. وقال"ان الحكومة استخدمت سلاح الجو بكثافة بعدما استولى المتمردون على مدينة لعيت جار النبي. وفر سكان القرى المحروقة تجاه مدن نيالا والضعين". وأكد مقتل العشرات من المدنيين. في غضون ذلك، استمرت مفاوضات أبوجا بين الخرطوم وحركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"من دون احراز أي تقدم. وعلم أن الوسطاء اقترحوا بأن يباشر المفاوضون مناقشة الملف السياسي وتشكيل لجنة مشتركة لمناقشة القضايا الأمنية التي تعتبر عقبة اساسية. ورفض المتمردون الاقتراح الافريقي باعتباره"محاولة للالتفاف حول القضايا الأمنية، خصوصاً المرتبطة بالأزمة الإنسانية". وفي بروكسيل أ ف ب، أعلنت المفوضية الاوروبية أمس ان الاتحاد الاوروبي اعطى موافقته النهائية على صرف 80 مليون يورو لتمويل اكثر من نصف نفقات بعثة السلام التابعة للاتحاد الافريقي في دارفور. واوضحت المفوضية في بيان ان هذه المساعدة"ستستخدم لتمويل نشر وعمل بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الافريقي، وعدد افرداها 3144 رجلاً"في دارفور. واضافت ان المبلغ اقتطع من صندوق يتضمن 250 مليون يورو وانشئ خصيصاً لتمويل بعثات السلام في افريقيا. وبحسب المفوضية فإن بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور ستتألف من 626 مراقباً عسكرياً وقوة حماية عديدها 1073 جندياً و815 مدنياً. وأبرز الدول المساهمة في القوة هي نيجيريا ورواندا وتنزانيا. وصرف الاتحاد الاوروبي ايضاً 92 مليون يورو مساعدة انسانية لدارفور.