مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    الأمن.. ظلال وارفة    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون العمرة    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    «إسرائيل» ترتكب «إبادة جماعية» في غزة    التحليق في أجواء مناطق الصراعات.. مخاوف لا تنتهي    من «خط البلدة» إلى «المترو»    أهلا بالعالم    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    كرة القدم قبل القبيلة؟!    قائمة أغلى عشرة لاعبين في «خليجي زين 25» تخلو من لاعبي «الأخضر»    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    ضبط شخص افتعل الفوضى بإحدى الفعاليات وصدم بوابة الدخول بمركبته    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    النائب العام يستقبل نظيره التركي    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    استثمار و(استحمار) !    وسومها في خشومها    وانقلب السحر على الساحر!    منتخبنا كان عظيماً !    الضحكة الساخرة.. أحشفاً وسوء كيلة !    الأخضر يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة العراق في خليجي 26    نيابة عن "الفيصل".. "بن جلوي" يلتقي برؤساء الاتحادات الرياضية المنتخبين    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    إحباط تهريب (140) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    آل الشيخ: المملكة تؤكد الريادة بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن حكومة وشعبا    موارد وتنمية جازان تحتفي بالموظفين والموظفات المتميزين لعام 2024م    "التطوع البلدي بالطائف" تحقق 403 مبادرة وعائدًا اقتصاديًا بلغ أكثر من 3مليون ريال    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوسط" في غابة أسرار المجال الخارجي ل "الجبهة الشعبية" . حداد لكارلوس ساعة الطلاق بعد "اوبك" : نحن في معركة ولسنا فريق كشافة . خالف "سالم" التعليمات وتصرف بطريقة استعراضية 4
نشر في الحياة يوم 24 - 09 - 2001

لم تكن محاكمة بالمعنى المعروف. كانت اقرب الى التقويم مع قدر من المحاسبة. ولم يكن الدكتور وديع حداد في وارد اتخاذ اجراء عقابي صارم بحق كارلوس لكنه لم يكن راضياً بالتأكيد عن الطريقة التي ادار بها "سالم" عملية احتجاز وزراء نفط "اوبك" في 21-12-1975 في فيينا. ولعل مشاركة اطراف من خارج "المجال الخارجي" في التنفيذ سهّلت اثارة الشكوك وطرح بعض علامات الاستفهام.
بعد نحو اسبوعين من العملية غادر كارلوس الجزائر الى مقديشو وتوجه منها الى عدن حيث عقد اجتماع ثلاثي سيكرّس الطلاق بين القائد الفلسطيني والشاب الفنزويلي الذي كبر في ظله. ودامت الاجتماعات اكثر من 12 ساعة. في الجلسة الاولى طلب من كارلوس ان يروي ما فعل منذ انطلقت عملية التنفيذ.
وهكذا حكى عن الايام الاخيرة والاستطلاع والاقتحام وما رافقه. وفي الجلسة الثانية تركز الحديث على الطريقة التي انتهت بها العملية وتطرّقت الى دور الجزائريين، خصوصاً وزير الخارجية آنذاك عبدالعزيز بوتفليقة في الافراج عن الرهائن.
سُئل كارلوس، خلال الجلسات التي عُقدت في مقر حداد في خورمكسر في عدن، لماذا لم ينفّذ التعليمات القاضية بإعدام الوزيرين السعودي والايراني فأجاب انه اعتبر ان العملية نجحت وصدر بيان عن دور النفط العربي في المعركة وبالتالي فإنه لم يشعر بضرورة اعدام الوزيرين وتلويث العملية بالدم. كما سُئل كارلوس لماذا كشف هويته خلال العملية علماً ان التعليمات كانت تقضي عكس ذلك، فردّ انه لم يكن امامه اي مجال للانكار لأن الحاضرين عرفوه من صورته ولكنته. وسُئل عما يتردد عن فدية فقال انه لم يكن هناك اي بحث في فدية ولا علم له بما تردد بعد العملية.
لم تقنع ردود كارلوس الرجل الذي تعهده وأطلقه فقال له غاضباً: "نحن في معركة ونخوض قتالاً ولسنا فريق كشّافة".
وفوجئ حداد ب"سالم" يقول: "تعاملونني كأنني عضو لديكم وأنا تنظيم حليف لكم". استغرب حداد الكلام فحتى تلك الساعة كان كارلوس عضواً في "المجال الخارجي". وفي ختام الاجتماعات الثلاثية طلب حداد من كارلوس ان يذهب الى المعسكر ليرتاح ففعل.
للمرة الاولى تتكشف قصة لقاء الطلاق بين حداد وكارلوس. لكن بعض الغموض سيظل قائماً بالنسبة الى مجريات عملية فيينا التي كانت "الوسط" سألت عنها كلاً من كارلوس ومساعده فيها انيس النقاش. وربما يرجع الغموض الى ان العملية كانت مشتركة والى ان كمال خير بك الذي كانت له مساهمة في ترتيبها غاب اغتيالاً في الثمانينات وأخذ اسراره معه.
يؤكد مسؤولو "المجال الخارجي" ان حداد لم يبلغ ليبيا بالعملية قبل حدوثها وان "المجال" لم يطلب فدية ولم يحصل على شيئ منها اذا كانت دُفعت.
وهنا نص الحلقة الرابعة.
ما هي عملية مهاجمة ناقلة النفط ال"كورال سي"؟
- انها ناقلة نفط اسرائيلية مسجّلة في ليبيريا وكانت تنقل نفطاً ايرانياً. هاجمناها قرب باب المندب في البحر الاحمر. استلزم اعداد العملية شهوراً. اخذنا مجموعة من عشرة عناصر وأقمنا في جزيرة بريم. كان يفترض ان نراقب البواخر التي تمرّ ولدينا جدول بمواعيد البواخر الايرانية المتجهة الى اسرائيل. وكانت المرة الاولى التي نستخدم فيها المناظير ما تحت الحمراء.
مضت ثلاثة اشهر اي من نيسان ابريل الى تموز يوليو. في هذا الوقت تهبّ الرياح الموسمية ويحدث هياج في البحر. المركب الذي كان بحوزتنا كان قديماً. كانت الاقامة في تلك الجزيرة اكثر من منهكة. أرجأنا العملية الى بداية 1971.
كان رئيس الوزراء في اليمن الديموقراطي محمد علي هيثم، فطلبنا منه الحصول على مركب سريع. اجابنا ان ليس لديهم مثل هذا المركب. بعد فترة قال لنا ان ثمة مركباً موجوداً في الميناء فاسرقوه.
وهكذا حصلنا على مركبين. اطلقنا على الناقلة 11 قذيفة "ار. بي. جي" اشتعلت فيها النار وجنحت لكنها لم تغرق وقطروها لاحقاً الى ميناء ايلات. في هذا المجال لم تظهر معلومات السوفيات دقيقة اذ اعتبروا ان قذائف ال"بي 7" كافية لمثل هذه العملية. تقع جزيرة بريم قبالة الساحل الشمالي وقد اعتقل المنفّذون من قبل سلطات اليمن الشمالي.
الواقع ان حداد رأى ان كل موارد المنطقة العربية يجب ان توضع ما امكن في خدمة المعركة الاساسية. وعليه كان للنفط العربي دور مركزي في المواجهة. هذا التصور أدى الى قيام "الجبهة الشعبية المجال الخارجي" بمجموعة من العمليات ابتداء بتفجير خط انابيب التابلاين الناقلة للنفط السعودي الى الزهراني والتي تمر في الجولان المحتل، مروراً بضرب ناقلة النفط "الكورال سي" في عرض البحر في باب المندب والتي كانت تنقل نفطاً ايرانياً الى اسرائيل. وكذلك الامر عملية سنغافورة في شهر شباط فبراير 1974 حيث استهدفت خزانات النفط التي تحوي بعض الاحتياط الاستراتيجي النفطي للبحرية الاميركية في المنطقة والذي كانت تستخدمه الطائرات الاميركية المشاركة في قصف فيتنام. كل ذلك يدلّل على وعي وديع حداد لأهمية النفط العربي في خدمة شعوب المنطقة. ومن هنا أتت عملية "اوبك" لتؤكد هذا الموقف.
من اتخذ القرار باحتجاز وزراء منظمة "اوبك" في 1975 ولماذا هذه المنظمة بالذات؟
- كان هناك تحليل سياسي يقول ان "اوبك" منظمة راضخة للارادة الاميركية في تحديد اسعار النفط بدلاً من الاهتمام بمصلحة الدول المنتجة، وان النفط العربي لا يجوز ان يبقى خارج المعركة. كان الهدف سياسياً قبل اي شيء آخر. وكان الاقتراح اشراك اكثر من جهة في تنفيذ العملية التي اعلن عنها باسم "اليد العربية الضاربة" بمعنى ان تضم فلسطينيين وغير فلسطينيين.
هل كان هناك قرار بتصفية الوزيرين السعودي والايراني احمد زكي يماني وجمشيد اموزيغار؟
- نعم كان هناك قرار بهذا المعنى.
هل اتخذ هذا القرار وديع حداد؟
- اتخذته الجهة التي كانت وراء العملية ولا يمكن وضعها عند وديع بنسبة مئة في المئة. نحن لم نعرف انيس نقاش ولم نره. كان على علاقة بكمال خير بك. حتى في مشاركته في العملية لم نر من النقاش الا صورته. جاؤوا بصورته واعددنا له جوازاً. كان كمال خير بك قومياً سورياً ولديه مجموعة واعتقد ان الحزب كان يعاني انقسامات. كان كمال على علاقة بتنظيمات فلسطينية وربما بدول عربية. كان على علاقة بنا وب"ابو حسن سلامة" ايضاً. تم الاتفاق مع كمال خير بك. كانت الازمة بين "المجال الخارجي" و"الجبهة الشعبية" متصاعدة ولم نرد تحميلها تبعات العملية.
في هذه الفترة بدأت تتبلور اهمية فكرة "الحركة الثورية العربية" او العمل الثوري العربي الموحد، الموضوع لم يكن جديداً. الدكتور وديع ومن معه هم في الاساس قوميون عرب وقناعتهم الاكيدة ان قضية فلسطين هي قضية الامة العربية جمعاء وهي جوهر الصراع العربي الصهيوني، واذا كانت هناك اسباب موضوعية لحركة مقاومة فلسطينية مسلحة فهي ليست الا جزءاً من حركة ثورية عربية. هذه نقطة والنقطة الثانية كان لدى الدكتور وديع ومن معه قناعة بأن حركة المقاومة الفلسطينية في وضعها الراهن بتركيبتها التنظيمية والفكرية والسياسية وبرامجها واساليب عملها وعلاقاتها وضمن الظروف المحيطة بها لا يمكن ان تحقق اهدافها وعليه فلا بد من مراجعة مسؤولة وموضوعية للتجربة وتصحيح ما فيها من اختلالات واولها ان حركة التحرر الوطني الفلسطيني بمقدار ما هي طليعة حركة التحرر العربي في ساحة الصراع العربي الصهيوني هي جزء من هذه الحركة.
لقد كان في فكر وديع ضرورة بلورة صيغة عمل عربي ثوري مستندة الى برنامج سياسي وفكري ويكون هو أو من معه لجناح العسكري لهذه الصيغة. لقد اعطى هذا الموضوع جهداً في آخر ايامه. وعملية "اوبك" كانت بداية الترجمة العملية لهكذا مشروع.
كمال خير بك اقترح انيس نقاش. كما شارك بعض الرفاق الالمان.
اين ذهبت الفدية؟
وشارك كارلوس ايضاً؟
- نعم بصفته عضواً في "الجبهة الشعبية" وليس كتنظيم مستقل. وهي آخر عملية شارك فيها كارلوس بصفته عنصراً في الجبهة.
لم يتم اعدام الوزيرين وقيل ان فدية دفعت. هل دفعت فعلاً؟
- قيل ذلك في الصحف لكن نحن لم نعرف ما اذا كانت دفعت. اذا كانت دفعت ربما تكون دفعت لجهة لا نعرفها. وديع لم يعلم بشيء. ولا دليل لدينا على انها دفعت.
هل نستطيع القول ان وديع لم يتسلم اي فدية؟
- لم يصله فلس واحد. الحقيقة ان الغرض لم يكن الحصول على فدية.
هل طلب كارلوس فدية؟
- حين التقى وديع كارلوس وعقدت بينهما جلسات لتقويم ما حدث لم يقل كارلوس انه طلب فدية.
اين التقى وديع وكارلوس بعد العملية؟
- في عدن.
هناك كلام كثير حول هذه اللقاءات، قيل ايضاً ان وديع غضب من كارلوس وقال له انت انتهيت؟
- عقد اللقاء بعد اسابيع من تنفيذ عملية فيينا.
كيف استقبل وديع نهاية عملية فيينا هل كان غاضباً؟
- نعم لأن ما جرى كان عكس ما خطط له. وادت الى سقوط ضحايا من اطراف صديقة مثل مقتل مرافقي الوزير العراقي.
هناك كلام قاله كارلوس ان فكرة عملية "اوبك" جاءت من رئيس دولة عربية مغاربي؟ وثمة من قال ان الدولة العراقية كانت على علم بالعملية؟
- بالنسبة الى العراق يمكنني الرد وبصورة قاطعة ان العراق لم يكن على علم بالعملية لا من قريب ولا من بعيد ولم تكن له يد فيها.
قال كارلوس ان الفكرة جاءت من القذافي؟
- نحن في العمل الخارجي لم نتشاور مع ليبيا قبل حدوث العملية.
وديع وكارلوس: ماذا حصل؟
لنعد الى لقاء وديع مع كارلوس في عدن ماذا حدث؟
- في هذا النوع من العمليات يفترض عدم حدوث اجتهادات بعد تلقي التعليمات النهائية. قبل ذلك يمكن مناقشة كل شيء اما بعد صدور التعليمات النهائية فيجب التقيد بها تماماً.
على ماذا كانت تنص التعليمات التي اعطيت لكارلوس؟
- اصدار بيان يؤكد اهمية النفط كسلاح في يد العرب واعدام الوزيرين. عندما حصل اللقاء في عدن سأل وديع كارلوس لماذا لم تنفذ التعليمات بحذافيرها. قال كارلوس ان البيان اذيع، اما قتل الوزيرين فقد كان من شأنه ان يلوث العملية بالدم. اقول هذا واسجل ان هذا الكلام لا يقلل من شجاعة كارلوس او صدقيته لكن كلامه يتضمن اجتهاداً يناقض التعليمات. رد وديع بالقول: "نحن في معركة ونخوض قتالاً ولسنا فريق كشافة".
لم تكن هناك نية لاتخاذ اجراء تعسفي بحق كارلوس. نحن نقدر دور كارلوس ونأخذ في الاعتبار انه شاب غير فلسطيني وغير عربي اندفع في خدمة قضيتنا. في الوقت نفسه لم يكن من الممكن القبول باجتهادات. في ختام ثلاثة لقاءات طلب من كارلوس ان يتوجه الى معسكر خارج عدن. اعتبر كارلوس الاجراء عقابياً وانه قد يخفي وراءه اجراءات اشد. قال: "انا لا تستطيعون محاسبتي بهذه الطريقة". سئل عن السبب فأجاب: "انا لست عضواً عندكم انا تنظيم أممي وحليف لكم. انا اجتهدت وربما لم نتفق حول هذه المسألة".
هل ذكر كارلوس انه تلقى تهديداً من السلطات الجزائرية باعتقاله في حال اعدام الوزيرين؟
- لا. قال ان الصورة الاعلامية التي اتخذتها العملية كانت كافية وان اعدام الوزيرين كان سيسيء الى هذه الصورة.
اين تم تخطيط لعملية "اوبك"؟
- في اكثر من مكان. في الصومال ولبنان. عند التخطيط كان وديع في الصومال ارسل كارلوس وفتاة المانية الى بيروت. نقل كارلوس رسالة الى مسؤول في العمل الخارجي. سأله المسؤول ما الهدف من العملية فقال اصدار بيان عن النفط. قال له المسؤول هل يعقل القيام بعملية بهذا الحجم لاصدار بيان ننشر مثله دورياً في مجلة "الهدف" الناطقة باسم الجبهة. يمكن تبرير العملية مثلاً. لو قلتم انكم تستهدفون تصفية وزير معادٍ. فاجاب كارلوس: "انا اريد ذلك لكن ابو هاني وديع لا يريد". ارسل المسؤول مبعوثاً الى مقديشو للقاء وديع واستيضاحه وعندما عاد اكد ان وديع مؤيد لاعدام الوزيرين. صارح المسؤول كارلوس بالجواب وتم الاتفاق.
النزعة الاستعراضية
ما هي الجوانب الاخرى التي تطرق اليها وديع وكارلوس في عدن؟
- سجل وديع ملاحظاته على الاسلوب الاستعراضي لكارلوس خلال العملية.
هل كانت التعليمات تقضي بأن لا يكشف هويته؟
- نعم كانت التعليمات تقضي بأن لا يكشف شخصيته. ربما هي نقطة الضعف البشري لدى كارلوس. عاتبه وديع ايضاً على حواره مع بعض المخطوفين. في عمليات الخطف هناك خوف من ان تقوم علاقة بين الخاطف والمخطوف. لضمان التنفيذ يجب الا تقوم مثل هذه العلاقة.
هل تم التطرق الى دور انيس النقاش خلال اللقاء؟
- على الاطلاق. كارلوس كان المسؤول.
هل بحث موضوع الفدية؟
- سئل كارلوس عما رددته بعض الصحف فنفى اي علم له به.
ماذا فعل كارلوس بعد ذلك؟
- رتبنا له الاقامة في بغداد. شعرنا بالتزام اخلاقي تجاهه.
هل كان اللقاء جافاً بين وديع وكارلوس؟
- لا، لكن وديع اعتبر ان تكليف كارلوس مهمة جديدة في فترة قريبة امر غير وارد.
امّنا لكارلوس اقامة في بغداد، اي في مكان آمن. طبعاً كارلوس يحب الحياة. الحياة الاجتماعية. هذا الامر ليس عيباً لكنه قد يشكل ثغرة امنية بالنسبة إلى شخص صار معروفاً. اقام هناك علاقات. وكان هناك عدد من الممثلين لحركات التحرر. ذات يوم كان يسبح في بحيرة الثرثار مع فتاة كردية وغرقت. تضايق العراقيون. كانت تربطه علاقات ببعض الشباب الفلسطيني. وكان برفقته ثلاثة من الشبان الالمان كما اعتقد. عاش حياته الى ان توفي وديع. بقيت العلاقات معه على حالها. لا نريد منه شيئاً لكن نحرص على سلامته. فتح علاقات مع دول. ومن خلال عدن اقام علاقات مع المجر. اقام في المجر وتردد على تشيكوسلوفاكيا. في الثمانينات عرض التعاون لكن ذلك لم يحصل.
يقول كارلوس انه قدم استقالته لوديع في مقديشو؟
- جاء كارلوس الى عدن عن طريق مقديشو. لكن موضوع الاستقالة لم يحصل.
هل كانت لدى وديع مرارة من كارلوس؟
- لا. الحقيقة ان وديع كان يملك قدرة استثنائية على التعامل مع الآخرين. كان لديه احساس بالوفاء حيال كل من قدم شيئاً للقضية الفلسطينية. هذه القدرة مكنته من الافادة من كثيرين لا علاقة لهم بالتنظيم. لم يكن وديع حقوداً. حتى الذين حملوا عليه وتحاملوا لم يرغب في ايذائهم.
رحلة الفنزويلي
متى بدأ موضوع كارلوس؟
- في 1970. كان كارلوس يدرس في موسكو. عن طريق شبان فلسطينيين يدرسون في موسكو تعرف الى "الجبهة الشعبية" وجاء الى عمان. أمضى فترة في احدى القواعد في الاردن. ارسل من الاردن الى لبنان. كانت لدينا ازمة عناصر مؤهلة. ارسله الشباب من الاردن وقالوا انه شاب جيد ويجيد لغات عدة.
متى تعرَّف كارلوس على وديع؟
- في 1970. وعندما احتاجه "العمل الخارجي" لمهمة معينة جاء من عمان. وارسل في مهمة الى لندن.
ماذا كانت مهمته؟
- استهداف محلات "ماركس آند سبنسر" واغتيال اللورد سيف الذي اصابه كارلوس في فكه لكنه لم يمت. عملية "ماركس آند سبنسر" نفذت بطريقة جديدة. استخدمت للمرة الاولى مادة متفجرة سائلة. تضعها في معطف معلق وتشتعل لاحقاً. تم توقيت العملية بحيث يشتعل السائل ليلاً وهذا ما حصل. كارلوس لم يضع السائل لكنه كان يعلم بالعملية. مهمته الاساسية كانت اغتيال اللورد سيف. اقام علاقة مع البيت ودخله واطلق النار على اللورد سيف في الحمام. شارك لاحقاً في عمليات استطلاع.
هذا يعني انه كان عضواً؟
- نعم، كان عضواً في "المجال الخارجي" بعدما انتهت علاقته التنظيمية التي كانت قائمة مع اجهزة أخرى في الجبهة في الاردن.
وقصة مهدي التاجر؟
- لم يكن "المجال الخارجي" من فكَّر فيها. الفكرة جاءت من فريق داخل الجبهة. اعتقد ان التنظيم الطلابي في الجبهة كان وراءها. ساعدهم "المجال الخارجي" في تأمين الجوازات. كارلوس تعاون معهم بحكم وجوده في لندن.
وعلاقة فؤاد وعوض؟
- فؤاد عوض كشف في قضية اللورد سيف. عندما اصيب اللورد سيف. كان عوض على علاقة بفتاة اعترفت. داهمت الشرطة الشقة فعثرت على جوازات اعتقد انه كان بينها جواز بوليفي او من بيرو يستخدمه عوض. الان بوفييه. الحقيقة ان علاقتنا بفؤاد عوض كانت سطحية. علاقته الفعلية كانت بكمال خير بك.
بماذا كلف كارلوس ايضاً؟
- بعد عملية اللورد سيف كان لدى "المجال الخارجي" برنامج عمليات في اوروبا. بعد اللورد سيف انكشف كارلوس. كانت لدينا محطات. مثلاً يمكن ان يكون كارلوس جزءاً من محطة اوروبا التي تقوم ايضاً على علاقات مع شبان جزائريين وفصائل سياسية اوروبية. كان المطلوب من كارلوس في اوروبا جمع معلومات عن اهداف على ان يتم اختيار ما يمكن مهاجمته منها. وساهم في تنظيم عناصر من فصائل اوروبية يسارية.
مكربل ليس خائناً
هل كان ميشال مكربل عضواً في "المجال الخارجي"؟
- ربطنا مكربل بكارلوس. يأتي الى لبنان حاملاً معلومات من كارلوس ويذهب اليه حاملاً تعليمات.
هل خان مكربل كارلوس؟
- مكربل ليس جاسوساً. انا لا احب التجني. كان مكربل مغادراً عبر مطار بيروت ومعه تعليمات وجوازات. اعتقل في المطار وسجن مدة ثلاثة ايام ثم سفروه الى باريس. ابلغوا اجهزة الامن الفرنسية فتسلمته. كان يفترض ان يمضي مكربل اياماً من دون اي اتصال ثم يعود الى بيروت. ارتكب خطأ. اتصل بكارلوس وكانت الاجهزة تراقبه. ضغط رجال الامن على مكربل فارشدهم الى شقة ورافقهم اليها. ربما لانه كان يستبعد وجود كارلوس فيها. كان كارلوس هناك وقتل مكربل واثنين من رجال الامن.
هل كان وديع يلتقي كارلوس باستمرار؟
- يلتقيان حين يكونان في بلد واحد او اذا كانت هناك تحضيرات لعمل ما.
هل كانت علاقتهما وطيدة؟
- نعم، كارلوس شخص يمكن ان تحبه وهو مناضل على رغم كل الملاحظات.
لماذا يصر كارلوس على ان وديع مات مسموماً؟
- لا اعرف. ربما يحاول ان يلقي على دولة عربية مثل هذه المسؤولية.
جوازات السفر التي كان يستخدمها كارلوس كانت من مصنع "المجال الخارجي"؟
- طبعاً. اضافة الى ذلك كانت هناك تسهيلات من دول وجوازات ديبلوماسية من العراق واليمن الجنوبي والجزائر.
كيف كان سلوك كارلوس مع المدربين في المعسكر؟
- جاء كارلوس من وسط عائلي فيه قدر من الارستقراطية على رغم القناعات السياسية لوالده. لم يكن آتياً من مخيم. كان المتدربون يلاحظون كيف يخرج من الحمام والروائح العطرة تفوح منه. يستخدم البودرة والعطور. قبل دقائق كان يخضع لتدريب قاس ويزحف على الارض ثم يصير انساناً انيقاً.
هل كان عصبي المزاج؟
- جداً.
هل كان يصطدم بالآخرين؟
- لا حدود لعصبيته حين يستفز. لكنه سرعان ما يستعيد هدوءه.
هل كان مغروراً؟
- تستطيع القول ان لديه اعتزازاً بالنفس.
هل كان شهيراً حين ذهب الى المعسكر؟
- في تلك الفترة لم يكن معروفاً على مستوى العالم على غرار ما عرف لاحقاً. النجومية الفعلية بدأت بعد فيينا. ثم لاحقاً تركزت الانظار على اسمه بعد ضربات فرنسا.
في البداية ارسل كارلوس الى فرنسا للقيام بعمليات تنسيق. كان لدينا مجموعة من الرفاق الاتراك بدأوا يعششون هناك. ارسل كارلوس للمتابعة والتنسيق.
هل كان كارلوس يشرب في المعسكر؟
- لا. ما يطبق على غيره يطبق عليه. ليس هناك اي تمييز في المعاملة. الكل يشرب من جرة واحدة ويأكل من طنجرة واحدة وينام على سرير من النوع نفسه.
ماذا كان يقول في احاديثه الخاصة؟
- كانت لديه منذ تلك الايام مقدرة على معرفة الى من يتحدث ومدى العلاقة الفعلية التي تربطه بالشخص. ليس من النوع الذي يكشف خصوصياته امام كل الناس. اذا احب كارلوس شخصاً ينفتح عليه ويعطيه كل شيء. كان يثق بمن يعتبرهم اهلاً للثقة.
هل كان شجاعاً؟
- الامر يتجاوز الشجاعة. انه قرار يتخذه الشخص بأن يقدم الحد الاقصى خدمة لقناعاته. من تنقصه الشجاعة لا يتخذ قراراً بسلوك هذا الطريق الذي يؤدي اما إلى السجن واما الى الموت. لا اتحدث هنا عن كارلوس وحده بل عن كل الذين قرروا التضحية بانفسهم من اجل مبادئهم. انها حياة قاسية مليئة بالصعوبات والاخطار. بالتأكيد كان لدى "سالم" تصميم كامل على القيام بالمهمات التي تطلب منه.
اعادة اعتبار
هل كان كارلوس عضواً في "المجال الخارجي" ام "الجبهة الشعبية"؟
- "المجال الخارجي" لم ينفصل عن "الجبهة الشعبية" على الاطلاق. نحن تعرضنا لقرار بالتجميد لكن لم يفصل منا احد. حين فصلوا وديع كان يسمي نفسه "عضواً مفصولاً". وباستطاعة اثنين ترشيح العضو المفصول مجدداً للعمل في الجبهة ويقبل. كان يقول: "لا تخافوا نحن من صلب الجبهة ولن نكون خارجها في اي يوم". اعادت الجبهة الاعتبار الى وديع وكرمته واعترف المعنيون باخطائهم. بدأت علاقة كارلوس مع اجهزة في الجبهة لكنها سرعان ما انتقلت بكليتها الى "المجال الخارجي".
هل كان وديع يلتقي كارلوس عندما يذهب الى عدن باستمرار؟
- عندما كان كارلوس موجوداً ويأتي وديع كان اللقاء يومياً. اذا لم يطلبه وديع يطلب هو ان يراه ويذهب اليه.
اذاً قامت علاقة ود بينهما؟
- كانت بينهما علاقة حب حقيقية. كان وديع يحب كارلوس. شاب فنزويلي جاء من البعيد وآمن بقضيتنا. ملامح كارلوس تنم عن ذكاء. كان شاباً نحيفاً وبارزاً. وكان هناك بريق في عينيه. تغيرت ملامحه لاحقاً بفعل السمنة.
ماذا كان وديع يقول عن كارلوس؟
- الحقيقة ان وديع شعر باكراً ان كارلوس يستطيع ان يعمل ويقدم واهتم به.
هل ظهرت لدى كارلوس في تلك المرحلة ميول الى النجومية؟
- في تلك المرحلة لم يظهر شيء من هذا النوع. لعل شيئاً من تلك الملامح ظهر بعد عملية "اوبك" في فيينا. الاسباب عديدة بينها ما يذكر وما لا يذكر. في الشق الاول طموحه ان يؤسس شيئاً جديداً. كان يريد شيئاً يعتبر استمراراً للاسم الذي يحمله اي كارلوس على اسم الزعيم الفنزويلي الذي كان يناضل في صفوف الفلاحين والفقراء والمعدمين وينتزع لهم حقوقهم.
من سماه كارلوس؟
- نحن سميناه سالم.
متى ذهب الى معسكر عدن للمرة الأخيرة؟
- بعد عملية فيينا.
كارلوس المرتبك
التقى وديع في عدن وارسل الى المعسكر؟
- نعم جاء ليرتاح. كان كارلوس مرتبكاً في تلك الفترة. وللأمانة لم اعرف سبب ارتباكه. كارلوس حين يرتبك يختل شيء من توازنه. في العادة كان ثابت الاعصاب وهادئاً. في تلك الايام كان عصبياً ويغضب بسرعة ولا رغبة لديه في الاستماع الى الآخرين. قال له وديع: "اذهب واسترح". جاء الى المعسكر وراح يتدرب على الرماية في المعسكر. بعدها اختار الذهاب الى بغداد وأمن له التنظيم الاتصالات لضمان امنه وسلامته. لعل كارلوس اختار من تلك الايام العمل في تنظيم خاص به. كان الانقى في هذا التنظيم الذي حوى ايضاً منتفعين من اسمه ومن وضعه الذي بدا مرتاحاً بعد تلك الفترة.
هل انتهت علاقة كارلوس ب"المجال الخارجي" في 1976؟
- تقريباً.
متى التقيته للمرة الاخيرة؟
- صدفة في عاصمة عربية في بداية الثمانينات.
ولم تحدث مراسلات؟
- لا. على الاقل ليس معي بعد عدن اقام كارلوس في بغداد ثم فتح قنوات مع سورية وذهب اليها ثم انتقل الى ليبيا وهو تردد دائماً على اوروبا الشرقية حيث كانت فرص الاستراحة والعيش الجميل متوافرة سواء في تشيكوسلوفاكيا او المانيا الشرقية. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي ازدادت الصعوبات. قصة العلاقات مع الدول والاجهزة ليست بسيطة. وللأسف لجأ الى السودان وتم تسليمه. اذا اردت ان الخّص اقول ان كارلوس انسان ودود وشجاع ومعطاء وحين يثق يمشي حتى النهاية.
متى التقى كارلوس الدكتور جورج حبش؟
- في احراج الاردن. لا اعرف اذا التقاه لاحقاً.
من اكتشف كارلوس في البداية؟
- الاخوان الذين كانوا في جرش. شاب متحمس ترك جامعة باتريس لومومبا في موسكو وجاء للانخراط في الثورة الفلسطينية. لمع سريعاً. اظن ان بين الذين بكروا في ملاحظة قدراته الرفيق ابو علي مصطفى الامين العام الحالي ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". كان هؤلاء الشبان يأتون عبر الاتحادات الطالبية.
اين التقاه وديع للمرة الاولى؟
- اللقاء الفعلي في بيروت. جاء عن طريق التنظيم الطالبي.
هل كان رأيه سلبياً بالعرب بعد تجربته؟
- لا، لم يكن رأيه سلبياً. كارلوس لديه قدرة كبيرة على فهم الناس والاشياء والتكيف مع المعطيات. سالم لم يكن سراً. افضل تسميته سالم. ما كان يقوم به كان يدخل تحت دائرة السر.
هل كان يتحدث عن المهمات التي يكلف بها؟
- يتحدث حيث يجب او يمكن، ما عدا ذلك الامر غير وارد. لم يكن ثرثاراً. مشكلته انه حين يفرط في الشراب يتحول احياناً الى شخص آخر لكن حتى في هذه الحالات التي يصرخ فيها ويشتم لا يتطرق الى اسرار العمل. هنا اريد ان اقول ان الحديث عن حياة كارلوس الشخصية يجب ان يؤخذ في الاعتبار نشأته وثقافته والمنطقة التي ينتمي اليها والذين يحاولون التطرق الى هذا الجانب للنيل من الرجل يتناسون تضحياته. نحن من مدرسة تقوم على الوفاء ولا ننسى من ساعدنا وقدم لقضيتنا. ليس بسيطاً ابداً ان يأتي شاب من البعيد الى احراج جرش او معسكر عدن ويتحمل صعوبات العيش واخطار العمل.
هل كان مكلفاً بالعلاقات مع المجموعات الاوروبية؟
- كلف التنسيق معهم لقدرته على فهمهم.
هل كان وثيق العلاقة مع المجموعات الالمانية؟
- نعم.
النجومية القاتلة
هل تعتقد بان النجومية اوقعت به؟
- كان وديع يعتبر ان القوى المعادية تسعى في احيان كثيرة الى اجتذاب مناضلي العمل السري الى دائرة الضوء ليسهل عليها ضربهم. لهذا كان التشديد على الالتزام الصارم بالقواعد. حب الاضواء قاتل احياناً ومثله الطموحات الشخصية. اقول ذلك بأسف وألم. كان كارلوس رفيقي وصديقي. شاهدته يأكل ويشرب ويضحك ويغضب، وشاهدته يتدرب على اصابة الاهداف وعلى المتفجرات. الدنيا صعبة ومغرياتها كثيرة. من يسلك طريقاً كالذي اختاره عليه ان يتمتع باعلى درجات اليقظة والحذر. لا اقول الحذر من الآخرين فقط بل من الحماسة الوافدة من الداخل ومعها الرغبة في دور كبير.
احياناً كنت اتمشى واياه قرب المعسكر. نتحدث في اشياء كثيرة. كان هذا الشاب يثير الاحترام بسبب صدقه واندفاعه. احياناً كان يبدو مستعجلاً. دماؤه حارة ويمكن لشجار ان يستدرجه الى ما هو ابعد من تبادل الكلمات. وجود وديع كان يضبط هؤلاء الشبان لأنه كان يرسم حدوداً للاشياء. كارلوس شجاع وبارع. اخبرني ذات ليلة كيف كان يتحرك دائماً بباسبورين. قال انه قتل مكربل والشرطيين الفرنسيين ونزل الى البار حيث كان يخفي باسبوراً لدى صديقته. اخذ منها الباسبور وبعض المال وغادر.
كيف استقبلت خبر اعتقال كارلوس؟
- كما تستقبل اي خبر يذبحك. بيننا رفقة نضال وخبز وملح. كنا نخشى عليه ان يضرب ومن الداخل تحديداً. انا اعتقد ان كارلوس ضرب من الداخل او من المحيط الذي انتمى اليه. الحياة الاجتماعية ساهمت في الايقاع به. انه يحب الحياة. ويميل الى بناء العلاقات
الأسبوع المقبل:
وديع حداد ويوري اندروبوف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.