شكل المعرض الجوي الروسي "ماكس-2001" أهم حدث في صيف موسكو الراكد. واعتبر المحللون هذا المعرض الخامس من نوعه يقام مرة كل سنتين قفزة نوعية بعد معرض العام 1992 الذي لفت انظار العالم كله حين كشفت فيه روسيا النقاب عن اسرار الصناعة الحربية الروسية للمرة الاولى. اما معرض هذه السنة فلفت الانظار ايضا بسبب طبيعته التجارية الصرفة. شاركت في المعرض 535 مؤسسة لصناعة الطائرات والمعدات الجوية بينها 110 مؤسسات من 33 دولة مثل "بوينغ" و"لوكهيد مارتن" و"جنرال اليكتريك" و"ايرباص". والى جانب اكبر الدول الغربية شاركت الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان. وعرضت في الاجنحة المفتوحة 130 طائرة و150 جهازا بينها آخر منجزات الصناعة الروسية من محركات وانظمة قيادة وقاذفات صاروخية ورادارات متنية وما الى ذلك. وكان الاقبال على المعرض شديدا على رغم حرارة الصيف، اذ زاره في غضون خمسة ايام حوالي مليون شخص. وبالطبع تجلت مهارة الطيارين الروس في الاستعراضات الجوية الشيقة والمثيرة التي كانت تجري في سماء المعرض يوميا على متن احدث الطائرات وبينها المقاتلة "سوخوي-30 ام كي" المتعددة الاغراض والقاذفة "سوخوي-32" التي تحمل اربعة انواع من الصواريخ والطائرة التجريبية "سوخوي-47" العقاب والهليكوبتر الرهيبة "القرش" والطائرة البرمائية بي-200 وغيرها. وتجدر الاشارة الى بعض مواصفات "سوخوي-32" فهي طائرة متخصصة لم يتم انتاجها بشكل تجاري بعد، تستطيع اصابة مختلف الاهداف البرية والبحرية حتى المتحركة والصغيرة منها، ليل نهار وفي مختلف الظروف المناخية ومهما كانت درجة التشويش. ولم يكن القيّمون على المعرض يتوقعون ابرام عقود ضخمة، اذ ان غرضهم الاول كان استعادة السمعة او الحفاظ على ماء وجه روسيا كدولة صناعية في مجال الطيران واجهزته على الأقل، بعدما تقوض كل شيء في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي.