اذا لم تحدث مفاجآت صاخبة، وهي ليست مستبعدة، يتوقع ان يسمى الدكتور نعمان جمعة رئيساً لحزب الوفد المصري المعارض خلفاً للباشا الراحل فؤاد سراج الدين. وكما يقولون فان "الرياح في شراع نعمان" لان المنافس الاصلي ياسين سراج الدين خرج من السباق تحت تأثير مرضه وتقدم سنه وتراجع شعبيته رغم أنه شقيق الباشا. ايضاً جناح العائلات لم يتفق على مرشح أولى بالرعاية وفي اللحظة الاخيرة دخل حفيد الباشا فؤاد بدراوي حلبة السباق على رغم وجود مرشح أصلي يحمل اسم إحدى العائلات وهو الدكتور ابراهيم الدسوقي اباظة مرشح العائلة الاباظية وكلاهما يأكل من أصوات الاخرى مع الحفاظ على كتلة نعمان التصويتية من حوله متحدة. اما المرشحون الباقون فهم أقرب الى ديكور ديموقراطي، ودليل حيوية الحزب الذي يعاني من تقدم سن المرشحين لدرجة أن حفيد الباشا عمره خمسون عاماً وينافس الدكتور نعمان جمعة الذي سجل 66 عاماً. وجاء دخول فؤاد بدراوي بعد مفاوضات شاقة مع جناح نعمان جمعة. وحسب رواية انصار جمعة فان بدراوي طلب منصب السكرتير العام للحزب وهو أهم منصب بعد رئيس الحزب، وطلب لحليفه ايمن نور عضو مجلس الشعب منصب السكرتير العام وترضية ابراهيم الدسوقي اباظة لمنصب نائب رئيس الحزب. ورفض نعمان الذي لم يرض أن يبدأ عهده في الحزب بالتنازلات، أولاً اعطاء الرئاسة الشرفية لياسين سراج الدين، كما رفض كل طلبات فؤاد بدراوي ودعاه خفية لمنازلته في جو ديموقراطي ليضعه في حجمه الذي بدا أكبر من اللازم في فترة ما بعد الباشا وقبله حيث كان مكمن أسرار الباشا ومدير مكتبه والسكرتير العام المساعد فضلاً عن كونه عضو مجلس الشعب بالانتخاب وهو اللقب الذي فشل الدكتور نعمان ان يحمله وفشل في ذات الانتخابات التي نجح فيها فؤاد وايمن نور وياسين سراج الدين انتخابات 1995. وتقول رواية فؤاد نفسه ل "الوسط" إنه طلب إعادة تشكيل هيئة المكتب قيادة الحزب وبالانتخاب، واعطاء صلاحيات أوسع للسكرتير العام بغض النظر عن اسمه، وتعديل اللائحة لتغيير النصوص التي كانت تخص الباشا تحديداً مثل الرئاسة مدى الحياة وحق الرئيس في تعيين ثلث الهيئة الوفدية العليا 20 من 60 عضواً فضلاً عن تغييرات في هيكل إدارة الصحيفة. ونفى فؤاد أنه طلب مناصب له ولآخرين ولكنه كان مصراً على سلامة العملية الانتخابية ونظافة اجتماع الجمعية العمومية يوم اول ايلول سبتمبر. ويعتمد نعمان على الرباعي الوفدي محمود اباظة الذي يقود عمليات التربيط وتجميع الاصوات، وسعيد عبد الخالق رئيس تحرير "الوفد"، ومحمد علوان باعتباره رسول نعمان للحرس القديم والسيد البدوي أمين الصندوق المساعد.