ارتبكت الاوضاع داخل حزب الوفد، اكبر احزاب المعارضة المصرية، إثر اعلان الامين العام المساعد السيد فؤاد بدراوي امس، ترشيح نفسه لمنصب الرئيس، الذي خلا بوفاة زعيم الحزب ومؤسسه الراحل فؤاد سراج الدين. ويعد بدراوي "حفيد الباشا" اقوى المنافسين على المنصب، في مواجهة الرئيس الموقت الحالي الدكتور نعمان جمعة، ورغم وجود اربعة مرشحين آخرين، الا ان المراقبين اعتبروا قرار الامين العام المساعد الاهم والابرز والذي سيزيد من حرارة الانتخابات المقررة في الاول من ايلول سبتمبر المقبل. وتكمن اهمية ترشيح بدراوي 50 سنة في انه سبق ان شغل منصب مدير مكتب "الباشا" لسنوات طويلة، وتولى مسؤولية متابعة عدد من اللجان الحزبية في المحافظات، ما اتاح له اتصالات قوية مع كوادر الحزب، ثم تعيينه قبل عامين نائباً لرئيس الهيئة الوفدية في البرلمان، وهو من ابرز مرشحي الحزب للانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وبدا ان قرار بدراوي خوض الانتخابات، ارتبط بأزمة مكتومة في الحزب، على خلفية اتفاق جرى قبل ايام، بتعديل نظام الحزب، وتقليص صلاحيات رئيسه، وتحديد مدة رئاسته، لكن رفض جمعة عقد جمعية عمومية غير عادية لاقرار هذه التعديلات قبل انتخاب الرئيس، اوجد مناخاً من عدم الثقة بين اطراف الاتفاق. ولم تستبعد مصادر الحزب ان تؤثر حدة تداعيات المنافسات على تماسك الحزب ووحدته في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى بعد شهرين، وذلك على رغم تأكيد بدراوي ل"الحياة" ان "كل المرشحين للرئاسة متفقين على وحدة الصف، وتأييد من تختاره الجمعية العمومية"، الا ان ما جرى في الساعات الاخيرة، يشير الى وجود خلافات عميقة، ربما تمتد الى العلاقات الشخصية بين المرشحين. وكانت خلافات نشبت اول من امس، اثر نشر صحيفة الحزب رسالة من الامين العام السيد سعد فخري عبدالنور، تطالب الاعضاء، انتخاب الدكتور نعمان جمعة، التزاماً بوصية زعيم الحزب الراحل فؤاد سراج الدين. وحصلت "الحياة" على رسالة مضادة، ارسلها بدراوي للنشر في الصحيفة قال فيها انه "ليس صحيحاً ما جاء على لسان السيد سعد فخري عبدالنور، زاعماً وجود وصية من الزعيم الخالد فؤاد باشا سراج الدين، لاختيار الدكتور نعمان جمعة او غيره لرئاسة الوفد، وأنه لأمر يدعو للدهشة ان يصدر مثل هذا التصريح، في وقت دقيق يتطلب عدم التدخل، او محاولة التأثير في عملية الانتخابات بشكل ساخر وغير مسبوق، وعلى نحو يسئ الى الزعيم الخالد الذي قاد حزباً يؤمن بالديموقراطية". ويرى مراقبون ان ترشيح بدراوي يعكس رغبة جادة في تولى "الجيل الاصغر" رئاسة الحزب، في مواجهة جمعة 67 عاماً وهو في الوقت ذاته يمثل متغيراً مهماً على وجود اتجاه، يسعى الى تثبيت التصورات السياسية التي احاطت بالحزب في ظل زعامة فؤاد سراج الدين، مع تعديل الاوضاع الداخلية باتاحة الفرصة امام تولي الشباب مسؤوليات قيادية.