دخلت كتلة شباب "الوفد" على خط المنافسات الجارية في الحزب، على منصب الرئيس، الذي خلا بوفاة زعيمه ومؤسسه فؤاد سراج الدين، وبدت رغبة قوية لدى هؤلاء في لعب دور مهم وفي حسم الخلافات المثارة حالياً. إذ دعا رئيس لجنة الشباب عضو الهيئة العليا في حزب الوفد السيد محمود اباظة، الى دعم وصول "القوى الحية الجديدة" لرئاسة الحزب خلفاً لزعيمه الراحل فؤاد سراج الدين، الذي توفي مساء الاربعاء الماضي. وتعد تصريحات اباظة ل"الحياة" اول اشارة على دعم قوي حصل عليه المرشح لمنصب الرئيس الدكتور نعمان جمعة، من قطاع مهم في الجمعية العمومية، على خلفية المنافسة الحادة، في الحزب بين "جيل الوفد الجديد" و"الرموز التاريخية". ولفت أباظة إلى أن "الدكتور نعمان جمعة هو الوحيد المستمر في عضوية هيئة المكتب منذ إعادة تأسيس الحزب العام 1978 وحتى الآن، وكان وثيق الصلة مع الزعيم فؤاد سراج الدين، ومسؤولاً عن شؤون التنظيم، وعمل في إطار فكرة النواة الصلبة المحيطة برئيس الحزب، والتي قادت الحزب بمهارة وحنكة طوال 22 عاماً، ما يبرر عملية التواصل القيادي في المؤسسة الحزبية". وشدد اباظة على ان "جيل الشباب داخل الحزب مع الشرعية" وهي تعني التسلسل القيادي والدور التاريخي، والسيد ياسين سراج الدين يطرح نفسه وارثاً للمنصب منذ زمن طويل، لكن خبرته في مجال العمل التنظيمي لا تكفي لتولي قيادة الحزب، والذي اقتصرت الخبرة فيه على الزعيم الراحل وعاونه في ذلك نعمان جمعة. وفي شأن احتمالات الانقسام بسبب المنافسات الحالية قال اباظة ان "كل المتنافسين ينطلقون من قاعدة الحزب، ووجودهم السياسي ومستقبلهم مرهون باستمرار الوفد، ومن دونه سيفقد كل هؤلاء مقومات الوجود، وليس من مصلحة اي طرف حتى لو خسر الانتخابات شق وحدة الحزب، والجميع يفهم ذلك جيداً، والفشل والانعزال سيكون مصير اي محاولة انشقاقية". وقلل رئيس لجنة شباب الوفد من تأثير "العائلات" على القرار، وقال ان "عائلة سراج الدين التفت حول الباشا وليس العكس، والكيانات العائلية السياسية اختفت بعد ثورة تموز يوليو، والقائم حالياً اشخاص من هذه العائلات يستمدون تراثهم من هذا الجانب، لكنه لا يمثل اهمية كبيرة في دورهم السياسي". لكن اباظة لفت في الوقت ذاته الى "ضرورة مراعاة المواءمات والمكانة الادبية لهذه الرموز، وقال ان "فؤاد بدراوي مدعو لأن يلعب دوراً في اطار القوى الحية الجديدة التي تنظر الى المستقبل وستلعب دوراً مهماً في تجديد الحزب، اما بالنسبة الى السيد ياسين سراج الدين فهو ذو قيمة مهمة في اطار مفهوم الحكماء، ومرحباً به في هذا الاطار".