لا تبدو الرحلة من اسلام آباد الى مظفر آباد - عاصمة مقاطعة آزاد كشمير او القسم الخاضع لباكستان من كشمير - التي تستغرق عادة نحو 5 ساعات بالسيارة متعبة، على رغم الحفر والطرق الضيقة والمنعطفات الخطرة والسرعة الجنونية التي يقود بها معظم عابري هذه الطريق سياراتهم وحافلاتهم وشاحناتهم. والمناظر الخلابة والطبيعة الخضراء التي تميز تلك الطريق يزيدها جمالاً انسياب الأنهار. وقد تجد نفسك فجأة عند مرتفع، وفي مكان أعلى من الغيوم التي تظلل الوديان السحيقة، كل ذلك ينسيك حقاً انه الطريق الى الجبهة الهندية - الباكستانية، حيث التوتر على أشده منذ ايار مايو الماضي حين نجح مئات المقاتلين الكشميريين ومعهم مقاتلون عرب وأفغان في التسلل عبر هذه الحدود لاحتلال مرتفعات كارجيل بضعة اشهر قبل ان ينسحبوا بعد تدخل الحكومة الباكستانية. كانت مدينة مظفر اباد حين وصلناها تلك الليلة هادئة، باستثناء حركة ضئيلة في سوقها الرئيسية الواقعة على ضفاف نهر كيلام. عناء الرحلة لم يحل دون التمتع بالهدوء الذي كان تقطعه، من حين لآخر، اصوات المفرقعات التي تطلق احتفاءاً بزواج احد ابناء المدينة. وأعرب تشودري محمد سرادار خان رئيس لجنة كشمير في البرلمان الباكستاني في حديث الى "الوسط" عن أمله بأن يزداد اهتمام العواصم الغربية بما يحصل لأبناء منطقته، الخاضعين للاحتلال الهندي. وأشار الى ان تصاعد العمليات العسكرية التي يشنها المجاهدون يومياً ضد القوات الهندية دليل واضح على ان استقدام 700 ألف جندي هندي الى المنطقة، ربما يعادل 7 جنود لكل مواطن كشميري، لم يمنع السكان من ابداء غضبهم حيال منعهم من التمتع بحق تقرير مصيرهم. وأشار الى ان امتلاك باكستانوالهند للسلاح النووي زاد اهتمام الغرب بما يجري في هذه المنطقة من العالم. وقال ان تصريحات الرئيس الاميركي بيل كلينتون التي تحدث فيها عن اهتمامه الشخصي بحل أزمة كشمير قد تكون اشارة مهمة الى ان ملفات هذه القضية ستفتح قريباً بعد ان نجحت الهند منذ العام 1948 في تجاهل القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة في شأن حل قضية كشمير. الرحلة من مدينة مظفر اباد الى خط القتال مع الهند صباح اليوم التالي، عبر بلدات غاري دوبوتا وحايتان وشناري، بدأت برفقة الضابط المسؤول عن العلاقات العامة في قاطع شاكوتي. كانت التعليمات واضحة: ممنوع التقاط صور عسكرية لبعض المواقع التي قال انها تقع في خط الدفاع الأول. عند جسر كيلام، مدخل مظفر اباد على الطريق الدولية المؤدية الى الجبهة، وكانت في السابق تفضي الى مدينة سرينجار عاصمة الجزء الذي تحتله الهند من كشمير، يوجد مجسم لصاروخ كبير، يذكر كل عابر طريق باتجاه الحدود او غيرها بالحرب القائمة بين البلدين. حركة سير خفيفة في الاتجاهين. وديان سحيقة، وجبال شاهقة، ينابيع تتفجر من الصخور. بيوت من الطين في معظم القرى، او ابنية متواضعة. السكان الذين شاهدناهم كانوا إما في مزارعهم، او يرعون مواشيهم وأبقارهم، او جلسوا على جانبي الطريق يتأملون العابرين في الاتجاهين. سوق مزدحمة ترغم السيارات المسرعة على تخفيف سيرها، وتعطي مرتادي السوق الفرصة لتأمل وجوه ركابها. الشعور الذي اعتراني طوال الطريق ان سكان هذه المنطقة المضطربة، لهم عالمهم الذي ليست له علاقة بالوقت، بقدر ما له علاقة بالليل والنهار، وما يتيحه لهم ذلك من فرصة لقضاء حاجاتهم التي يبدو من الواضح انها لم تتأثر بالعالم الخارجي حتى الآن، وما رافق ذلك من تطورات في الحقول والميادين المختلفة. بعد مسافة لا تبعد اكثر من اربعة كيلومترات عن خط القتال نتوقف. طلب منا الكابتن ظافر اقبال الترجل، لنستقل سيارة جيب بدلاً من السيارة المدنية التي اقلّتنا من مظفر اباد. لوحة على جانب الطريق تحذر الأجانب من دخول المنطقة العسكرية، الطرقات الوعرة في الجبال والصخور المنتشرة على جانبيها بحاجة الى سيارات عسكرية، وأثناء الصعود كان احد رفاقي في الرحلة الى خط المواجهة لا يجد ضيراً في الصراخ فزعاً عند كل منعطف حين يبدو له من نافذة السيارة عمق الوادي السحيق. مضى وقت قصير قبل ان نترجل لنسير عشرات الامتار، ثم نتوقف لندخل احد الخنادق التي تقود الى مركز للمراقبة ومواقع عسكرية اخرى تحيط به. رحّب بنا ضابطان احدهما برتبة كابتن، اسمه حسن أفتاب من اهالي مدينة روالبيندي، والآخر يدعى كامران من اهالي لاهور. قال الأول: صحيح ان الجو هادئ اليوم ولا يعكر صفوه شيء، الا ان الصباح الباكر لم يخل من قصف مدفعي استهدف مناطق قريبة من خط القتال. وأضاف: "نحن بالتأكيد في مرمى المدافع الهندية. وأشار الى موقع هندي مقابل بعد ان قدم منظاراً ليتيح لنا رؤيته من كثب. وعلّق: انهم يروننا مثل ما نراهم. وأشار الى القصف الذي تعرضت له المنطقة، وتابع: لقد قتلت امرأة امس كانت تعمل في الحقول. لقد شهدت سوق شاكوتي العام الماضي قصفاً عنيفاً أودى بحوالي 42 شخصاً ودمّر عشرات الدكاكين ومسجداً ومدرسة وعيادة طبية. وذكر الكابتن حسن ان الحياة على خط الجبهة هادئة، لكنها في الوقت نفسه مفتوحة على كل الاحتمالات التي تبقي العيون والآذان مفتوحة لرصد كل محاولة هندية لاجتياز خط القتال. سألته: هل يعبر احد الحدود في هذا القاطع؟ فرد الضابط الباكستاني الشاب: "لا نسمح للمتسللين بالمرور، كل المواقع محروسة، منذ اسبوع عبر شاب من كشمير في الخامسة والعشرين من العمر وأوقفناه، كانت ترافقه شقيقتاه، بعد التحقيق معه، قال انه هرب من بلدته ليتجنب التحرشات الهندية، ونقلناه الى معسكر لللاجئين حيث تم توفير خيمة ومساعدات فورية لأسرته". لا تقارن الجبال في هذا القاطع والتي يتراوح ارتفاعها بين خمسة آلاف وتسعة آلاف قدم مع مرتفعات قواطع اخرى مثل كارجيل وغيرها، اذ يصل ارتفاع الجبال هناك الى 17 او 18 ألف قدم، وتراوح سماكة الثلوج هناك بين 30 و40 قدماً، مما يجعل الحياة مستحيلة، فيضطر الجنود الهنود للنزول الى الوديان. هذا الواقع شجع المجاهدين الكشميرين على استغلال الفرصة في ايار الماضي، ودفعهم الى احتلال مرتفعات كارميل قبل عودة الجنود الهنود الى مواقعهم. وعن طبيعة الأهداف التي تتعرض لها المدافع الباكستانية خلف خط القوات الهندية، قال الكابتن افتاب: نستهدف المواقع العسكرية الهندية فقط، والسبب في ذلك اننا نخشى على حياة المواطنين الكشميريين الذين لا يزالون في المنطقة الخاضعة لسيطرة الهند. وحين يسأل الضابط الباكستاني عن حجم القوات الهندية وأسلحتها المتطورة، يرد بثقة: صحيح انهم اكثر من حيث العدد ولديهم اسلحة متطورة في بعض المجالات، الا ان في المقابل لدينا ما يعوض هذا النقص في بعض انواع الأسلحة. وأضاف: كما ترى، نحن لا نحتاج لمئات الآلاف من الجنود لحماية انفسنا مثلما هي حاجتهم داخل كشمير. وأشار الى ان ما تأكد ابان ازمة كارجيل الأخيرة ان القوات الهندية لا تكترث بحياة جنودها بدليل الاعداد الكبيرة التي قتلت في المواجهة مع المجاهدين الكشميريين. جولة قصيرة وسط المواقع العسكرية انتقلنا بعدها الى بلدة شاكوتي التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن مدينة سرينجار الهندية، وحوالي كيلومترين عن خط المواجهة الأول. في السوق حركة خفيفة، آثار الدمار الذي تعرضت له البلدة العام الماضي لا تزال واضحة. قال لي الكابتن ظافر اقبال ان القصف الذي تعرضت له البلدة العام الماضي أدى الى مقتل 10 اطفال. مأمون جميل، صاحب مطعم ونزل صغير، رب أسرة من 3 اطفال، اكد انه اضطر الى ترك البلدة واللجوء الى احد المخيمات، لكنه عاد اخيرا الى عمله، وقال ان القصف الهندي العشوائي لا يفرق بين مدنيين وعسكريين، الأمر الذي يبقي السكان في خوف دائم. وأشار الى المساعدات التي تقدمها الحكومة الباكستانية الى النازحين، وقال انها عبارة عن خيم وبضع مواد تموينية وأردف: لا شك في ان الامكانات المتوافرة غير كثيرة، ولكن ليس امامنا سوى الصمود في ارضنا مهما كانت الظروف. حال بلدة شاكوتي، على خط المواجهة مع الهند، لا تختلف عن حال اي بلدة على جبهة القتال. قال المواطن جويد أميرالله ان عدد القذائف التي سقطت على المنطقة يراوح بين 60 و70 ألفاً في العامين الماضيين، لكن عدد الضحايا كان قليلاً مقارنة مع كثافة ذلك القصف المدفعي،. وقالت عائشة جديد، وهي ممرضة من البلدة، ان المصابين بجروح خطيرة ينزفون احياناً حتى الموت. لعدم وجود مستشفيات كبيرة ومعدات طبية متطورة. وذكرت ان الخدمات التي تقدمها العيادة الوحيدة في البلدة "متواضعة جداً". واستطردت: "نأمل بأن تبادر المنظمات الدولية والمؤسسات الانسانية الى الاهتمام بمناطقنا وتزويد عيادتنا بالمعدات التي تفتقر اليها". تفوق هندي ومن شاكوتي الى موقع عسكري محصن وسط احد الجبال الشاهقة. ضابط باكستاني كبير قدم الينا نفسه: البريغادير خالد نواز قائد قاطع المنطقة، اعرب عن امله في استمرار الهدوء الذي كان يخيم على الجبهة يومذاك. وقال: "نحن لا ننكر تفوق الهند علينا في عدد القوات العسكرية والأسلحة التقليدية، ولكن، في المقابل خططنا وأسلحتنا تراعي هذه المسائل وتضمن لنا حماية حدودنا بكل الوسائل". وأوضح الضابط الباكستاني الذي تخرج في كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية ان دخول الهند النادي النووي في العام 1974 قوبل بتجاهل كثيرين، على رغم انه اعطى الهند الثقة بالنفس وحرية العمل لتطوير قدراتها قبل ان تقدم باكستان على تجربة نووية علنية العام الماضي. وعرض للأجواء السياسية مشيراً الى ان لباكستان مشكلة مع الهند تتعلق بقضية كشمير، وهي تدرك ان العالم ليس من المحتمل ان يتدخل لحل الأزمة حالياً على رغم قرارات الاممالمتحدة التي تعطي الكشميرين الحق في تقرير مصيرهم. وذكر البريغادير نواز ان ما تقوم به الهند من تعزيز لقدراتها العسكرية، وضع باكستان في موضع يملي عليها تطوير قدراتها العسكرية لمواجهة الهند، "وكان التفجير النووي الباكستاني احد الوسائل التي اعطت الاحساس بتعادل ميزان القوى، اضافة الى انه اشارة واضحة لنيودلهي بوجود رادع قوي لدى باكستان". وأكد ان بلاده لن تكون البادئة بشن حرب ضد الهند، "لأن استراتيجيتنا دفاعية، وان كانت لدينا كل الوسائل التي تضمن أمن بلادنا". ونفى ان تكون باكستان قد ساهمت في ارسال جنود باكستانيين الى كارجيل بدعوى انهم مقاتلون كشميريون. وقال: "ليست هناك حاجة تملي علينا القيام بعمل من هذا القبيل". ورداً على سؤال عن الاتهامات الهندية والوثائق والصور التي عرضت، قال الضابط الباكستاني الرفيع: "سمعنا كثيراً عن الروايات الهندية ورأينا ما ابرزوه من وثائق وصور، وبادرنا من جهتنا لتكذيبهم بعد ان عرضوا صورة لضابط باكستاني وهويته العسكرية بدعوى انهم عثروا عليها في ارض المعركة، فقدمنا الضابط المذكور نفسه على شاشة التلفزيون الباكستاني". وكشف نواز ان القوات الهندية تهاجم مواقع عسكرية او نقاط مراقبة، ويبدو انها، في احدى المرات، صادرت وثائق وصوراً عادت لاستخدامها. وأشار الى ان الظروف الجوية القاسية كثيرا ما تجبر القوات الهنديةوالباكستانية على حد سواء على اخلاء مواقعها. ولا يقلق التعاون الهندي - الاسرائيلي قائد قاطع شاكوتي الباكستاني، ويقول ان ذلك التعاون لا يقتصر على السلاح النووي، "بل يمتد الى ميادين اخرى، منها صناعة طائرات الاستطلاع او تطويرها، ومكافحة الارهاب وغير ذلك". وأشار الى ان باكستان "تعرف كيف تدافع عن نفسها". وقال ان القصف الهندي الذي استهدف وادي كيلام بمعدل 5 آلاف قذيفة خلال الأيام الثلاثة السابقة. وذكر ان تدفق اعداد اللاجئين اضطر الحكومة المحلية في ازادپكشمير الى اقامة ثلاثة مخيمات بعد ان وصل عدد اللاجئين من شاكوتي ومحيطها فقط الى سبعة آلاف لاجئ. في مخيمات اللاجئين من مقر قيادة القاطع العسكري، في طريق العودة الى مظفر اباد، نتوقف عند احد مخيمات اللاجئين الثلاثة الواقعة على ضفاف نهر كيلام، في منطقة حاتيان بالا، قال احد سكان المخيم ان عدد الأسر الموجودة يبلغ 130 اسرة يتجاوز عدد افرادها 1000 شخص. اما المساعدات التي يتلقونها فهي بسيطة جداً ولا تكفي قوت اسبوع. ويضطر معظم النازحين الى العمل في المزارع المجاورة لتحصيل ما يغطي مصروفهم. احدهم أضاف ان الطقس البارد في الشتاء كفيل بالتسبب في وفاة الأطفال وكبار السن. وأوضح "نأمل بأن تهتم المنظمات الدولية والاسلامية بمعاناتنا وممارسة كل الضغوط الممكنة على الجانب الهندي لكي يقبل تنفيذ قرارات الأممالمتحدة". شعارات التنظيمات الكشميرية النشطة داخل القطاع الهندي او حتى الباكستاني من كشمير تملأ الشوارع، ولعل ازمة كارجيل الاخيرة وحجم الخسائر التي اوقعها عناصر هذه التنظيمات في صفوف القوات الهندية شجعا ابناء كشمير وغيرهم على الانخراط في صفوفها، حتى باتت معسكرات تدريب الشبان تعج بالمتطوعين الذين لا يقتصرون على حملة الجنسية الباكستانية، بل يمتد ذلك ليشمل الافغان والعرب. وقالت شخصية كشميرية بارزة التقتها "الوسط" في مظفر اباد: "ان نشاط هذه الفصائل اتسع، وهو امر ينظر اليه الكشميريون بارتياح، على امل ان تتيح التطورات الدولية حل ازمتهم، بما يسمح للسكان في الجانب الباكستاني من الحدود الكشميرية بالتواصل مع اهلهم وذويهم في كشمير الهندية". وتعد التنظيمات الكشميرية بالعشرات، لكن تنظيمات مثل "لشكر طيبة" التي تأسست في الأيام الاخيرة من الجهاد الأفغاني ضد السوفيات ونشطت في كشمير بعد العام 1993، الى جانب "الجهاد و"الجبهة الاسلامية" و"حركة المجاهدين" و"تحريك الجهاد" و"وقوة الفتح"، اضافة الى "جمعية المجاهدين" و"حزب المؤمنين" و"حزب المجاهدين" و"حزب الله" و"جبهة تحرير جامو وكشمير" تعتبر انشط هذه التنظيمات حالياً. وأكدت الشخصية الكشميرية التي فضلت عدم ذكر اسمها ان هناك عناصر عربية وأفغانية تشارك في العمليات ضد القوات الهندية في كشمير، وان بعض هذه العناصر سقط في ساحات القتال. وتؤكد معلومات اطلعت عليها "الوسط" ومنشورات لحزب المجاهدين او تنظيم "البدر"، وجود اسماء لعناصر عربية استشهدت في المواجهات مع القوات الهندية، من بين هؤلاء عناصر من اليمن ودولة الامارات العربية المتحدة والسودان وتركيا. وعلمت الاسماء التالية: مطيع الله، عبدالرحمن شهيد، عبدالجبار يمني، عبدالوهاب، ابو عبدالله ابو حارث والمهندس ابن مسعود. وتقول اوساط الفصائل الكشميرية انها ترحب بمشاركة "الاخوة في الدين سواء كانوا من افغانستان او باكستان او اي بلد مسلم". وأشاروا الى ان الكشميريين لن يقصّروا في تلبية نداء الواجب لنصرة اخوتهم سواء كان ذلك في افغانستان او فلسطين. وقال ذو الفقار علي، وهو مثقف من مظفر اباد ان حجم المشاركة في القتال في جبال كارجيل شجع سكان كشمير الذين يعيشون تحت الاحتلال الهندي على الاستمرار في تحدي القوات الهندية ومواجهتها. ولم ينف ذو الفقار علي أو يؤكد التقارير الهندية التي تحدثت عن مشاركة عناصر عربية أو أفغانية في احتلال جبال كارجيل، وان كان لم يستبعد ذلك بسبب المبادىء التي يعتنقها هؤلاء والتي لا تفرق بين بلد وآخر. ومع أن كارجيل تبعد عن مدينة مظفر اباد مئتي كيلومتراً، إلا أن الأجواء التي تعيشها حتى بعد نهاية الأزمة التي كادت أن تتسبب بحرب واسعة بين الهندوباكستان، لا تبشر بقرب التوصل الى حل لقضية كشمير رغم الاهتمام الدولي بتخفيف حدة التوتر القائم حالياً في شبه القارة الهندية أزمة كشمير بدأت أزمة كشمير العام 1947 إثر التقسيم الذي حصل في المنطقة بسبب انتهاء الاحتلال البريطاني. ووفقاً لقرار التقسيم، فإن لسكان مقاطعة كشمير الحق في الانضمام للهند أو لباكستان. لكن المهراجا هاري سنغ الذي كان حاكماً لكشمير، أراد أن يبقى مستقلاً، قبل أن يقرر الانضمام الى الهند ويوقع على اتفاقية معها في مقابل مساعدة عسكرية ووعد باجراء استفتاء. ومنذ ذلك الحين والمنطقة تشهد توتراً، الأمر الذي تسبب في اندلاع حربين من أصل ثلاثة حروب، الأولى في العام 1947 - 1948 والثانية في 1965. ومنذ العام 1989، بدأت في كشمير انتفاضة تقودها حركات تطالب بالانفصال عن الهند، وقد أدت المواجهات الى مقتل آلاف المدنيين. خط المراقبة رسم خط المراقبة بين الهندوباكستان في كانون الثاني يناير 1949 كخط لوقف اطلاق النار إثر أول حرب بين البلدين بسبب كشمير. وفي 1972، إثر الحرب الثانية، أجريت تعديلات بموجب اتفاق سميلا. ويمر الخط عبر جبال يصل ارتفاع بعضها الى حوالي 5000 متر. وتعتبر الظروف الطبيعية صعبة خاصة في الشتاء، لا سيما في جبال سياشين التي ترتفع 6000 متر عن سطح البحر. وتعتبر أعلى ساحة قتال في العالم. ويقسم خط المراقبة كشمير الى قسمين من الشرق الى الجنوب، ويقدر عدد سكان كشمير في القاطع الهندي بحوالي تسعة ملايين وفي القاطع الباكستاني بثلاثة ملايين، ويعرف الجانب الباكستاني من كشمير بآزاد كشمير، أما الهندي فيعرف بجامو كشمير.