اختفت فجأة أخبار الزيارة التي كان مقرراً ان يقوم بها وزير الخارجية الباكستاني الى الهند، وعرضت نيودلهي على المقاتلين الاسلاميين في كشمير تأمين غطاء لهم اذا انسحبوا، لكن هؤلاء رفضوا العرض وأصروا على مواصلة القتال، على رغم كثافة الغارات الجوية الهندية على مواقعهم. نيودلهي، بومباي، مظفر اباد، واشنطن - رويتر، أ ف ب، أ ب - رفض المقاتلون المسلمون في كشمير امس عرضاً هندياً بتوفير "خروج آمن" لهم للانسحاب من الشطر الهندي من كشمير، مؤكدين عزمهم عدم التراجع. واستأنف سلاح الجو الهندي غاراته على مواقع المسلحين المتحصنين في الجبال في منطقة كارجيل، فيما قررت الحكومة الباكستانية امس اغلاق كل المدارس في المنطقة الحدودية اثر اصابة مدرسة ثانية في القصف الهندي وقتل ثلاثة تلاميذ. ولم تستطع اسلام ابادونيودلهي الاتفاق على موعد للقاء بين وزير خارجية البلدين لمناقشة الازمة مما يدل على ان الاتصالات بين البلدين باتت شبه مقطوعة. ونقلت وكالة "برس تراست" الهندية عن رئىس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي قوله في بومباي، خلال احتفال بتدشين سفينة حربية جديدة، "اذا طلب المتسللون ممراً امناً للانسحاب سينظر في الامر، لكن من المحال وقف العملية العسكرية والسماح لهم بالرحيل من دون اجراء محادثات مع باكستان في هذه المسألة". وشكر فاجبايي القوات الهندية التي تشن حملة منذ ثلاثة اسابيع على المئات من المقاتلين المسلمين الموالين لباكستان في كشمير. وقال "أعبّر عن اصدق مشاعر الامتنان لجنودنا الشجعان وضباطنا الذين يواجهون عدواناً خارجياً". لكن فضل الرحمن خليل زعيم "حركة المجاهدين" الاسلامية، وهي احد التنظيمات الاربعة التي تحارب القوات الهندية شمال كشمير، رفض عرض فاجبايي منح المقاتلين الكشميريين "خروجاً آمناً". وقال: "نحن الذين سنمنحهم خروجاً آمناً ... أعد بعدم مهاجمتهم اذا اختاروا ان ينسحبوا". وتساءل "كيف يمكن للهنود ان يتحدثوا عن خروج آمن؟ انهم قوات احتلال وكشمير وطننا. من الذي يجب ان يرحل؟". واكد خليل ان المقاتلين الذين يتحصنون في قطاع كارجيل الجبلي قرب خط وقف النار بين الهندوباكستان لم يتزحزحوا عن مواقعهم على رغم الغارات الجوية الهندية التي دخلت امس اسبوعها الثاني. وقال ان "نجاحاتنا الاخيرة في باتاليك وغيرها من المناطق جعلتنا اكثر ثقة بقدرتنا على التقدم"، مشيراً الى ان المجاهدين اجتاحوا اربعة مواقع عسكرية هندية في كارجيل. واوضح خليل ان الغارات الجوية لم تكن مؤثرة وان "الهجوم البري وحده يستطيع ان يصد هجوماً، ووحدات المشاة الهندية لا تزال تبعد اكثر من 26 كيلومتراً عن الجبال التي انشأنا فيها قواعدنا". واعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الهندية ان سلاح الجو شن امس موجة جديدة من الغارات على مواقع المقاتلين الاسلاميين. واوضح مصدر عسكري ان طائرات "ميغ-27" و "ميغ-21" شنت غارات في قطاع بتاليك قرب "خط المراقبة" الذي يفصل الهند عن باكستان شمال كشمير الهندية. كما جرى تبادل عنيف للقصف المدفعي بين القوات الهنديةوالباكستانية في هذه المنطقة حيث تحاول القوات الهندية منذ ثلاثة اسابيع صد مئات من المقاتلين المسلمين المتسللين. واعلنت الشرطة الباكستانية ان ثلاثة تلاميذ قتلوا امس واصيب مدرسان بجروح حين اصابت قذائف مدرسة ابتدائية في بلدة نار التي تبعد حوالي 260 كيلومتراً جنوب ظفر اباد عاصمة الشطر الباكستاني من كشمير. وكان عشرة تلاميذ قتلوا اول من امس عندما قصفت القوات الهندية مدرسة في وادي نيلوم شرق مظفر اباد. وفي واشنطن، عبّرت وزارة الدفاع الاميركية اول من امس عن قلقها من المعارك الدائرة في كشمير ومن التوتر القائم بين الهندوباكستان، معتبرة ان الوضع "خطير للغاية". وقال الناطق باسم الوزارة كينيث بيكون ان المنطقة اصبحت "اكثر خطورة وتفجراً" بسبب القدرات النووية التي يملكها البلدان. واضاف انه "امر خطير للغاية". واوضح ان "الولاياتالمتحدة تعتبر حل الخلافات على الحدود يعود الى الهندوباكستان". ورداً على سؤال، قال بيكون ان باكستان تمتلك "مئات" من صواريخ "ستينغر" يعود بعضها الى زمن الحرب في افغانستان ضد القوات السوفياتية، لكن لم يستطع ان يؤكد اذا كانت هذه الصواريخ ما زالت عملانية. وقال ان الولاياتالمتحدة لم تبع صواريخ "ستينغر" الى باكستان منذ "خمس سنوات وما يزيد".