دعا السفير الاميركي في نيودلهي ريتشارد سيليستي امس الى انسحاب المسلحين الذين "تسللوا" الى كشمير الهندية في اسرع وقت ممكن. وكشف زعيم "حركة المجاهدين"، وهي احدى اكبر الجماعات الكشميرية، ل "الحياة" عن وجود مقاتلين عرب وافغان من حركة "طالبان" يقاتلون الى جانب حركته ضد القوات الهندية في قطاع كارجيل ودراس في كشمير. في غضون ذلك تعثرت مبادرات السلام الباكستانية ولم تبد الهند بعد تجاوباً مع اقتراح وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز زيارة الى نيودلهي الاثنين المقبل لخفض التوتر بين البلدين. وشهدت المنطقة الحدودية في كشمير تبادل القصف المدفعي بين القوات الهنديةوالباكستانية، فيما اكد الجيش الهندي انه عثر على جثتي جنديين باكستانيين كانا يقاتلان الى جانب المسلحين الاسلاميين. ونقلت وكالة الانباء الهندية عن السفير الاميركي سيليستي قوله على "المتسللين ان ينسحبوا في اسرع وقت ممكن ويجب خفض العمليات العسكرية". واكد انه من "غير المناسب في الوقت الراهن" بالنسبة الى واشنطن التدخل في النزاع، معتبراً في الوقت نفسه ان على البلدين اجراء حوار مباشر على مستوى رفيع. وكانت الولاياتالمتحدة اكتفت حتى الان بدعوة باكستانوالهند الى ضبط النفس في كشمير، على رغم ان المسؤولين الاميركيين اعلنوا في مجالسهم الخاصة ان اسلام اباد مسؤولة عن الازمة الاخيرة عبر مساعدة المسلحين الاسلاميين بالتسلل الى الهند. وقال مولوي مير خليل الرحمن زعيم "حركة المجاهدين" الكشميرية في لقاء خاص مع "الحياة" امس ان حركته تخوض القتال ضد القوات الهندية في اطار تحالف عسكري يضم تنظيمي "لشكر طيبة" و"حزب المجاهدين"، لكنه اوضح ان "حركتنا هي الاقوى في التحالف". وسخر الزعيم الكشميري، الذي كانت واشنطن وضعت حركته على لائحة المنظمات الارهابية قبل سنوات، ما دفعه الى تبديل اسمها من "حركة الانصار" الى "حركة المجاهدين"، من العرض الهندي بتوفير ممر آمن للمقاتلين الكشميريين كي ينسحبوا الى باكستان. وقال إن "كشمير ارضنا، وليس من حق رئيس الوزراء الهندي فاجبايي ولا غيره ان يعرض علينا ذلك. وإن ارادوا فنحن مستعدون للسماح لقواتهم المحاصرة في سياجن بانسحاب آمن لها والعودة الى الهند". ونفى ادعاءات نيودلهي بأن قواتها استعادت بعض المواقع العسكرية من مقاتليه، مشدداً على ان حركته استولت على مواقع جديدة. واستبعد خليل الرحمن تفجر حرب بين الهندوباكستان بسب التطورات الاخيرة. وانتقد بقوة منظمات حقوق الانسان الدولية "اذ تلزم الصمت ازاء الجرائم التي ترتكبها الطائرات الهندية بحق الاطفال من تلاميذ المدارس بينما تدور المعركة مع المجاهدين في الجبال". وعزا هذه الهجمات الى حالة الاحباط التي تعيشها القوات الهندية وقيادتها. وكشف عن اسقاط مقاتليه لطائرة من طراز "ميراج 2000" ومروحية، بالاضافة الى أسر 50 ضابطاً وجندياً هندياً. وقالت مصادر عسكرية في سريناغار، ان تبادلاً عنيفاً للقصف المدفعي سجل ليل الخميس - الجمعة في منطقة كارجيل شمال كشمير. وقال مسؤولون هنود انه عثر على جثتي مقاتلين في جبال كارجيل مع دلائل تثبت انهما كانا ينتميان الى الجيش الباكستاني. وستعرض الجثتان امام الصحافيين في سريناغار. وتؤكد الهند وجود جنود باكستانيين في صفوف المقاتلين. وكان وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز أقر بوجود ناشطين اسلاميين قدموا من المدارس القرآنية الباكستانية بين المقاتلين، مؤكداً في الوقت نفسه انهم لا يشكلون سوى قسم صغير من "المقاتلين من اجل الحرية" الذين يناضلون من اجل منح حق تقرير المصير للكشميريين. وكرر ان الكفاح ضد النظام الهندي في كشمير شأن محلي. واقترح اجراء محادثات سلام الاثنين المقبل في نيودلهي، لكن الهند لم توافق بعد على هذا التاريخ. واعتبر ديبلوماسيون في اسلام آباد امس ان مبادرة السلام التي تقوم بها باكستان لخفض حدة التوتر مع الهند قد لا تكون مثمرة طالما لم يقض الجيش الهندي على المقاتلين المسلمين في كارجيل ودراس. واعتبر هؤلاء الديبلوماسيون ان المشكلة الشائكة في كشمير، وهي وضع "المقاتلين من اجل الحرية" - وهم المقاتلون الذين تعتبرهم الهند "مرتزقة" تسللوا بتغطية من باكستان - يفترض ان تشكل محور المحادثات التي تريد باكستان فتحها في اسرع وقت ممكن مع الهند. وقال ديبلوماسي ان "الاسرة الدولية ترى الوضع ورطة تتحمل باكستان الجزء الاكبر من المسؤولية عنها"، مؤكداً ان "على عاتق باكستان فعلاً ايجاد حل لها". واشار ديبلوماسي آخر بوضوح اكبر الى ان "الهند ليست مهتمة حالياً بمفاوضات الى ان تحقق اهدافها العسكرية". ومنذ بدء المعارك في 9 ايار مايو الماضي، قدّرت خسائر القوات المسلحة الهندية رسميا ب 48 قتيلاً و175 جريحاً، بالاضافة الى إسقاط طائرتي "ميغ" ومروحية. وتؤكد الهند انها قتلت 470 مقاتلاً بينهم 150 جندياً باكستانياً.