تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً على باكستان لسحب دعمها للمقاتلين الكشميريين، على رغم نفي اسلام اباد مساندتها الثوار الاسلاميين، الا من خلال العمل الديبلوماسي. واعلنت الهند امس ان اقتراح باكستان إيفاد وزير خارجيتها سرتاج عزيز الى نيودلهي لمناقشة الوضع في كشمير غداً غير مناسب. وأكدت مصادر باكستانية مطلعة ل"الحياة" امس ان الرئيس بيل كلينتون طالب رئيس الوزراء نواز شريف بسحب المقاتلين في قطاع كارجيل ودراس حيث تدور الاشتباكات بين القوات الهندية، ومن تصفهم نيودلهي ب"المتسللين" الباكستانيين. وكان وزير الاعلام الباكستاني مشاهد حسين اكد تلقي الرسالة لكن لم يدخل في تفاصيلها، لكن البيان الصادر عن رئاسة الوزراء ذكر ان كلينتون اعرب في رسالته عن قلقه من التصعيد العسكري داعياً البلدين الى التزام الصبر والحكمة. ومعلوم ان الرئيس الاميركي ارسل ايضاً رسالة الى رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي بشأن الوضع المتوتر على طول خط الهدنة الفاصل بين الهندوباكستان. وكان السفير الاميركي في نيودلهي دعا اسلام اباد الى سحب المقاتلين من قطاع كارجيل من اجل خفض التوتر في المنطقة غير ان اسلام اباد لم تعلّق حتى امس على تصريحات السفير، وقال وزير الاعلام الباكستاني: "ما زلنا بانتظار النص الرسمي للرسالة". ولم تستبعد بعض المصادر الباكستانية ان تكون اسلام اباد اتخذت بعض الخطوات للحد من تحركات المجموعات الكشميرية واشارت في هذا الصدد الى الغاء تنظيم "لشكر طيبة" الذي يشارك في معارك كارجيل مؤتمره الصحافي الذي كان مقرراً امس. واحرجت تصريحات المنظمات العسكرية الكشميرية القيادة الباكستانية اذ ركّزت كلها على الدعم الذي تتلقاه من اسلام اباد. وفي نيودلهي عبّرت الصحف الهندية صباح امس عن ارتياحها الى التصريحات الاميركية التي تجعل باكستان موضع شك في الازمة الجديدة في كشمير التي تعتبر الاخطر منذ الحرب الهندية - الباكستانية الاخيرة التي جرت في 1971. وقال متحدث هندي ان كلينتون وجه رسالة الى رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي تؤكد انه طلب من باكستان اتخاذ "اجراءات فورية لخفض حدة التوتر واحترام خط المراقبة". من جهة اخرى ذكرت مصادر عسكرية ان الطائرات الهندية قصفت امس السبت، لليوم الحادي عشر على التوالي الانفصاليين المسلمين المتحصنين في جبال كشمير غداة افراج باكستان عن الطيار الهندي الاسير. وقالت المصادر نفسها ان الطائرات الحربية الهندية هاجمت الجبل في منطقة دراس شمال قرب "خط المراقبة" وان تبادل القصف المدفعي العنيف يجري على جانبي الحدود. وتقاتل القوات الهندية منذ اكثر من ثلاثة اسابيع في شمال كشمير مئات من المسلمين الذين يتحصنون في مرتفعات تطل على الطريق الاستراتيجي الذي يربط بين سريناغار وليه على ارتفاع حوالي خمسة آلاف متر. وتقدر خسائر القوات المسلحة الهندية منذ بدء المعارك في التاسع من ايار مايو رسمياً ب48 قتيلاً و175 جريحاً، اضافة الى اسقاط طائرتي "ميغ" ومروحية. وتؤكد الهند انها قتلت 470 مقاتلاً بينهم 150 جندياً باكستانياً. من جهة اخرى، قررت السلطات الهندية منع دخول الصحافيين الى منطقة القتال بعد ان كانوا أحراراً في زيارة كارجيل حسبما ذكر مسؤولون في سريناغار. ولم يذكر اي سبب لذلك.